الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

دراسة لبناء أول مصعد إلى القمر

دراسة لبناء أول مصعد إلى القمر
1 يناير 2007 00:46
باريس - أ ش أ: السادة والسيدات مرحبا بكم على متن مصعدنا فائق السرعة·· رجاء ربط الحزام حتى نتوقف في محطتنا الاولى خارج الغلاف الجوي تمهيدا لوجهتنا النهائية على سطح القمر·· قائد ''الاسانسير'' يحييكم ويتمنى لكم رحلة سعيدة·· ليس هذا مشهداً من فيلم للخيال العلمي، ولكنه مشروع حقيقي يخضع حالياً لدراسات متقدمة من قبل العلماء فى أمريكا وروسيا والصين من أجل رفع قوائم مصعد يرتفع بركابه من علماء وسائحين ومواد إلى سطح القمر بعد أن أعلنت هذه الدول الثلاث الكبرى عن عزمها إقامة مستعمرات تابعة لها على القمر· وتقيم وكالة الفضاء الاميركية ''ناسا'' المسابقات التي تقدم فيها الجوائز القيمة من أجل تحفيز العلماء على تحويل حلم مشروع بناء مصعد ينقل الانسان إلى سطح القمر لحقيقة واقعة، كما ينقل المصعد الركاب إلى أعلى ناطحات السحاب· وقالت صحيفة ''لوموند'' الفرنسية: إن هذا المشروع الذي تقدم به الباحث كارل ادواردز رئيس مؤسسة ''كاربون ديزاينز'' من افضل المشروعات التي تقدم بها العلماء من اجل بناء هذا المصعد الذي يتميز بأن تشغيله لن يتوقف على الظروف الجوية ولن تتطلب قيادته سوى فريق يخضع لتدريبات متواضعة لقيادة ''الاسانسير'' الذي ستقل تكاليف تشييده عن تكاليف بناء واطلاق السفن الفضائية· ويقوم مشروع العالم ادواردز على رفع كبل ''عمود'' من مادة نانوتوب الكاربون إلى مسافة 100 ألف كيلومتر يتسلق عليه ''الاسانسير''، ويعد اكتشاف مادة نانوتوب الكربون في عام 1991 وراء شحذ همم العلماء لبناء ''الاسانسير'' الفضائي نظرا لنوعية هذه المادة التي تزيد في قوة احتمالها بقدر كبير عن مادتي الصلب والكيفلار· ويؤكد ادواردز ان عمود من مادة ناناتوب الكربون بعرض لا يتجاوز متر وبطول 100 الف كيلومتر لن يزيد وزنه عن 800 طن فقط· وفى السياق ذاته، اثيرت تساؤلات حول كيفية تثبيت هذا العمود فائق الطول فى الفضاء الخارجى ليتحمل كابينة ''الاسانسير'' التي صمم المهندس ادواردز ماكيت مصغر لها لتكون قادرة على رفع 20 طنا من المواد والبشر في كل رحلة لسطح القمر بسرعة 200 كيلومتر في الساعة· والاجابة هي لن يتم يثبت الكبل في أي مكان ثابت في الفضاء الخارجي بل سيترك معلقا في الغلاف الجوي من دون تثبيت اعتمادا على طول الكبل الذي سينتصب بشكل تلقائي عند بلوغه ارتفاع 36 ألف كيلومتر وهي نقطة تقع خارج الغلاف الجوي تكون عندها قوة الطرد المركزي لدوران الارض اشد قوة من الجاذبية الارضية، فيما ستقوم المحطة الفضائية التي ستقام في نهاية الكبل الذي سيحمل المصعد بدور مثبت الكبل· اما على الارض فيقترح ادواردز تثبيت الكبل الذي سيصعد عليه ''الاسانسير'' على منصة متحركة يفضل وضعها على خط الاستواء حتى يتم تفادي العواصف وسوء الاحوال الجوية· والسؤال الثاني، كيف يمكن توفير الطاقة اللازمة للمصعد ليرتفع بسرعة 200 كيلومتر في الساعة في رحلة تستغرق بين عدة ساعات وعدة اسابيع حسب الادوار التي سيتوقف فيها ''الاسانسير''؟· والاجابة هي سيكون من الصعب بالقطع تزويد المصعد بخزان ذاتي للوقود ولذلك سيتم توفير الطاقة اللازمة له بواسطة أشعة الليزر القادرة على دفع المصعد من الارض وحتى سطح القمر· ويوفر المهندسان كارل ادوارد وديفيد رايت من خلال عملهما في وكالة الفضاء الاوروبية دراسة دقيقة عن تكلفة هذا المصعد الذى يتوقع ان تقل تكاليف بنائه عن تكاليف اطلاق سفن الفضاء· وتؤكد الدراسة أن المصعد لن يتكلف أكثرمن 8 مليارات دولار مقابل 48 مليار دولار قيمة تكلفة بناء محطة الفضاء الدولية الحالية· كما يقدم ''الاسانسير'' الفضائي اسعارا تنافسية في مجال النقل إلى الفضاء الخارجي مقارنة بسعر النقل بواسطة السفن الفضائية فتكاليف نقل كيلوجرام واحد من المواد والبشر سيتكلف بـ''الاسانسير'' 220 دولارا فقط، مقابل 80 الف دولار تكاليف نقل هذا ''الكيلو'' بواسطة صاروخ أطلس· وقد قدم العديد من المهندسين مشروعات مماثلة مثل ديفيد سميزمان بوكالة ناسا، فيما قدم المهندسون في معهد الابحاث الفضائية الروسية مشروعا لاقامة ثلاثة مصاعد تربط الارض بالقمر وجميعها تقوم على صعود هذه ''الاسانسيرات'' على كبل مصنوع من مادة نانوتوب الكربون وأن اختلفت طرق البناء· وسوف تتم دراسة كل هذه المشروعات خلال ورشة عمل ستعقد في مارس 2007 في مدينة البوكيرك بنيو مكسيكو من اجل تحويل حلم الصعود للقمر بـ''الاسانسير'' الى حقيقة واقعة ليس بالقطع غدا او حتى بعد غد، لكن خلال سنوات غير بعيدة حتى يتثنى التوصل الى حلول لعدد من المشكلات التقنية خاصة التأكد من قوة تحمل الكبل المصنوع من نانوتوب الكاربون لرفع ''الاسانسير'' إلى مسافة 100 الف كيلومتر·· لا سيما بعد ان حذر احد الباحثين في مجال صناعة مادة نانوتوب الكربون من ان هذه المادة يمكن ان تفقد 70 في المائة من مقاومتها في حال حدوث عيوب فى تكوينها الذري· اما المشكلة المهمة الاخرى التي يحاول العلماء العثور على حل لها فهي مشكلة تتعلق بالصحة الانسانية عندما يتخطى المسافرون حزام الاشعاع المعروف بحزام فان الين المحيط بالكرة الارضية· ومن اجل حث الباحثين على المضي قدما في ابحاثهم من اجل تحويل ''الاسانسير الفضائي'' إلى واقع خصصت وكالة الفضاء الاميركية ناسا جائزتين قيمة كل منها 200 الف دولار· الاولى لمكافأة افضل ابحاث في مجال تصنيع كبل قادر على تحمل تسارع المصعد والثانية لمكافأة تصميم كابينة لـ''الاسانسير'' قادرة على تسلق الكبل بسرعة تعادل متر فى الثانية· ويتوقع العلماء في ''ناسا'' ان يتم حل جميع المشكلات المتعلقة بالمصعد الفضائي بحلول عام 2020 على ان يبدأ تنفيذ المشروع بحلول عام عام ·2030 وبالقطع فان العلماء سوف يأخذون في اعتبارهم ان يكون باب المصعد محكم الغلق على سطح القمر حتى لا يضطر من على الارض ترديد نداء حراس العقارات الشهير ''اقفل الباب ياللي فوق''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©