الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

سباق دولي على استخراج الليثيوم من الملح في بوليفيا

سباق دولي على استخراج الليثيوم من الملح في بوليفيا
9 مارس 2009 01:26
في ظل التدافع الذي يشهده العالم نحو بناء الجيل المقبل من السيارات الكهربائية أو الهجين وتوجه الحكومات والشركات المصنعة للسيارات على حد سواء لتقليل اعتمادها على النفط الأجنبي برزت حقيقة أن نصف احتياطي العالم من مادة الليثيوم توجد في بوليفيا الدولة التي ربما لا ترغب في تسليم هذه الاحتياطيات إلا وفق شروطها الخاصة· وفي الوقت الذي شرعت فيه مجموعة من الشركات اليابانية والأوروبية مبكراً في محاولات مضنية لإبرام الصفقات التي تهدف لاستخراج هذه الموارد إلا أن المشاعر الوطنية بدأت تكتسب المزيد من الزخم في أوساط حكومة الرئيس ايفو موراليز أحد أشرس المنتقدين للولايات المتحدة الأميركية الذي أقدم على تأميم صناعتي النفط والغاز الطبيعي في بوليفيا· وحتى الآن فإن الحكومة تتحدث عن ضرورة هيمنتها الكاملة على الليثيوم بينما تسعى المجموعات العرقية الهندية التي تعيش في صحارى الملح النائية حيث يتوفر المعدن على اكتساب حصة في الثروة المحتملة· وقال فرانسيسكو كويزبيرت زعيم قبيلة الفروتكاز التي تكسب رزقها من أعمال تجميع الملح وزراعة أشجار ثمرة الكينا في أطراف منطقة ''سالار دي ياوني'' المسطح الأكبر من نوعه للملح في العالم أجمع ''نحن نعلم أن بوليفيا سوف تصبح المملكة السعودية لعنصر الليثيوم· نعم نحن فقراء ولكننا ليس مجرد مجموعة من الفلاحين الأغبياء· فكما أن الليثيوم ملك لبوليفيا فهو واحد من صميم ممتلكاتنا أيضاً''· على أن أياً من هذه الضغوط والعراقيل لم تثن فيما يبدو الشركات الأجنبية بمن فيها عملاقتا الصناعة اليابانيتين ميتسوبيشي وسوميتومي إلى جانب ائتلاف تقوده شركة فينست بولور الفرنسية عن محاولة الدخول إلى مكامن الطاقة الجديدة· ففي خلال فترة الأشهر الأخيرة بعثت هذه المجموعات الثلاث بممثليها إلى لاباز العاصمة للاجتماع بحكومة موراليز بهدف المشاركة في استخراج الليثيوم العنصر الأكثر أهمية في البطاريات التي تشغل السيارات ومعظم أنواع السلع الإلكترونية الأخرى· وكما يقول أوجي بابا التنفيذي في شركة ميتسوبيشي للمعادن الأساسية ''هناك العديد من بحيرات الملح في شيلي والأرجنتين ومكامن واعدة بالليثيوم في منطقة التيبت أيضاً ولكن الجائزة الكبرى توجد في بوليفيا· وفي حال أن قدر لنا أن نصبح قوة في الموجة المقبلة من السيارات والبطاريات التي تشغلها فلابد أن نتواجد هنا في بوليفيا''· بيد أن ميتسوبيشي ليست الشركة الوحيدة التي تخطط لإنتاج السيارات التي تستخدم بطاريات الليثيوم - ايون فهناك العديد من الشركات الأميركية والعالمية التي لديها مشاريع لإنتاج السيارات الكهربائية أو الهجين مثل جنرال موتورز وفورد وبي إم دبليو ونيسان· وازداد الطلب على الليثيوم الذي طالما ظل يستخدم أيضاً بكميات صغيرة في إنتاج الأسلحة النووية الحرارية وبعض العقاقير والأدوية - بشكل كبير مؤخراً بعد أن أصبح مصنعو البطاريات الخاصة بالأجهزة مثل بلاك بيري والسلع الإلكترونية الأخرى يستخدمون المعدن أيضاً، إلا أن صناعة السيارات باتت مرشحة لكي تصبح المستهلك الأكبر على الإطلاق لمادة الليثيوم طالما أن وزنه يقل بكثير عن وزن النيكل الذي يستخدم أيضاً في البطاريات بحيث يسمح للسيارات بتخزين قدر أكبر من الطاقة ويجعلها تسير إلى مسافات أطول· وتشير الدراسات الجيولوجية الأميركية إلى أن كمية بمقدار 5,4 مليون طن من الليثيوم يمكن استخراجها في نهاية المطاف في بوليفيا مقارنة بمقدار 3 ملايين طن في شيلي و1,1 طن في الصين وكمية لا تزيد على 410 آلاف طن في الولايات المتحدة الأميركية· ويقدر بعض الجيولوجيين المستقلين أن بوليفيا ربما لديها كميات أكبر من ذلك بكثير في منطقة يواني وصحارى الملح الأخرى في الدولة على الرغم من أن المناطق المرتفعة في الدولة ربما تزيد من صعوبة إنتاج المعدن· ولقد عمدت بوليفيا مؤخراً إلى إنشاء مؤسسة ''كومبيول'' الهيئة الحكومية التي تشرف على عمليات التعدين في المشاريع المقترحة· والآن فقد استثمرت مؤسسة ''كومبيول'' مبلغاً بحوالي 6 مليارات دولار على إنشاء مصنع صغير بالقرب من قرية ريو جراند في أطراف منطقة سالار دي ياوني حيث تأمل في البدء في إنتاج أول كمية صناعية الحجم من الليثيوم المستخرج من مسطحات الملح البيضاء قبل معالجته وإنتاجه في شكل كربونات للبطاريات، على أن يتم إنجاز المصنع في نهاية هذا العام· وفي الوقت الذي تتطلع فيه بوليفيا إلى استخراج أكبر قدر من عنصر الليثيوم في الدولة فقد بدأت بعض الدول التي لديها احتياطيات أقل تبرز على الساحة· وحتى الآن فإن الصين تعتبر المنتج الأكبر لمادة الليثيوم في العالم إلا أن العديد من المحللين ما زالوا يؤكدون أن احتياطيات الليثيوم المتواجدة خارج بوليفيا ليست كافية لتلبية الطلب العالمي المتنامي· عن ''انترناشونال هيرالد تريبيون''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©