محمود خليل (دبي) - أسهمت شرطة دبي بإحباط عملية دولية كبيرة لتهريب المخدرات في مياه المحيط الهندي، بلغت قيمة المضبوطات فيها 503 ملايين درهم، وذلك بالتعاون والتنسيق مع قوات التحالف الدولية، وجرت وقائع العملية في عرض المياه الدولية من المحيط الهندي، على بعد 360 كيلو متراً من السواحل الصومالية، وضبط خلالها 10 أسيويين ضالعين في العملية.
وتمكنت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي، من الحصول على معلومات مهمة وحيوية بشأن سفينة صيد تحركت من أحد الموانئ الباكستانية مبحرة باتجاه جيبوتي، تحتوي على شحنة كبيرة من المواد المخدرة، يعتزم طاقمها إنزال الشحنة إلى مركب آخر سيتقابل مع السفينة عند إحداثيات محددة من مياه المحيط الهندي، واستطاعت شرطة دبي معرفة وتحديد إحداثيات المكان الذي ستنفذ فيه العملية بدقة كاملة، ثم قامت بنقل ذلك إلى قوات التحالف الدولية والجهات المختصة منها بمكافحة المخدرات.
وقال اللواء خميس مطر المزينة، نائب القائد العام لشرطة دبي: إن العملية برمتها تمت بمتابعة مباشرة من الفريق سموّ الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ومعالي الفريق ضاحي خلفان تميم، القائد العام لشرطة دبي.
عملية نوعية
واعتبر اللواء المزينة خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده صباح أمس في مبنى القيادة العامة بحضور اللواء عبد الجليل مهدي محمد العسماوي، مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات أن العملية تعد نوعية من حيث التعاون والتنسيق مع الجهات الدولية المختصة، لافتاً إلى أنها من كبرى العمليات في العالم لهذا العام من حيث الحجم، والقيمة المادية للمخدرات المضبوطة، والأحداث المثيرة التي اشتملت عليها.
وأكد أن التعاون والتنسيق مع مختلف الأجهزة والجهات المعنية بمكافحة المخدرات في العالم نهج ثابت لوزارة الداخلية في دولة الإمارات، بما يعكس رؤيتها الواضحة في مكافحة انتشار المخدرات.
وأوضح أن العملية التي حملت اسم “عملية المحيط الهندي”، جرت وقائعها في عرض المياه الدولية من المحيط الهندي، على بعد 360 كم من السواحل الصومالية، مضيفاً: إن البداية كانت من الإمارات، إذ تمكنت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي، من الحصول على معلومات مهمة وحيوية بشأن سفينة صيد تحركت من أحد الموانئ الباكستانية مبحرة باتجاه جيبوتي، تحتوي على شحنة كبيرة من المواد المخدرة، يعتزم طاقمها إنزال الشحنة إلى مركب آخر سيتقابل مع السفينة عند إحداثيات محددة من مياه المحيط الهندي.
متابعة وتنسيق
وأشار اللواء المزينة إلى أن أولى الإجراءات التي اتخذت في هذا الشأن، تشكيل فريق عمل ضم عدداً من ضباط مكافحة المخدرات في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في وزارة الداخلية، والإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي، وتحددت مهام الفريق بالمتابعة والتنسيق مع ضباط الارتباط الدوليين بدبي، حيث تم تزويدهم بالمعلومات التي توفرت لدى شرطة دبي عن العملية، وقام ضباط الارتباط بدورهم بنقلها إلى الجهات المختصة، وبناء عليه تم تعيين ساعة الصفر لمداهمة السفينة حال ظهورها عند الإحداثيات التي حددتها شرطة دبي تماماً، وقال نائب القائد العام لشرطة دبي: إن مجموعة من القوات التابعة للتحالف الدولي، داهمت السفينة، وسيطرت عليها بعد أن اعترضتها وأخضعتها للتفتيش، مشيراً إلى أن نتائج التفتيش أفضت إلى إلقاء القبض على 10 أسيويين ضالعين في العملية، ومصادرة 350 كيلو جراماً من الحشيش، لا تقل قيمتها المالية عن ثلاثة ملايين ونصف المليون درهم، موضحاً أنه وبمتابعة التفتيش في اليوم الثاني، بناء على معلومات من شرطة دبي تؤكد أن المضبوطات أكبر مما تم ضبطه في اليوم الأول، تم العثور على 500 كيلو جرام من الشبو “أمفيتامينات” بقيمة مادية تزيد على 500 مليون درهم، كانت مخبأة على نحو احترافي خلف محركات السفينة.
وأوضح اللواء المزينة أن الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي تلقت إثر هذه العملية رسائل شكر وتقدير من قادة العمليات في القوات البحرية للتحالف الدولي، أعربوا فيها عن تثمينهم وامتنانهم لشرطة دبي على تعاونها، والجهود الطيبة لطواقمها وما قدموه من معلومات مهمة في عملية المحيط الهندي، ساهمت وعلى نحو مؤثر في نجاح العملية بامتياز، إذ تحققت الأهداف المرجوة منها بالكامل بإلقاء القبض على الجناة، ومصادرة ما بحوزتهم من المواد المخدرة المذكورة، مشدداً على ضرورة استمرار التعاون ما بين الجانبين.
وأشار اللواء خميس مطر المزينة إلى أن مجريات العملية تطلبت مستويات عدة من العمل الاستخباراتي، والتنظيم والتنسيق مع الجهات التي شاركت فيها، واستغرق ذلك مدة غير قليلة من العمل الدؤوب والمتواصل، واصفاً العملية بأنها ضربة موجعة، وقاسية سددتها شرطة دبي إلى كبار تجار ومهربي المخدرات في العالم، مؤكداً أن عملية المحيط الهندي، تعكس أهمية الدور الكبير والمتقدم الذي تلعبه دولة الإمارات في مكافحة المخدرات ليس محلياً أو إقليمياً وحسب، وإنما عالمياً أيضاً، وتدل على مدى فاعلية التزام وزارة الداخلية في دولة الإمارات بالاتفاقيات الدولية عامة، وباتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الاتجار غير المشروع في المخدرات والمؤثرات العقلية عام 1988 خاصة، والتي يشير البند رقم 1 من المادة 17 فيها على الدول التعاون إلى أقصى حد ممكن على منع الاتجار غير المشروع عن طريق البحر.
مكانة عالمية متميزة للإمارات في مكافحة المخدرات
أشار اللواء المزينة إلى أن التزام دولة الإمارات بتلك الاتفاقيات والمساهمة في تنفيذها، بوأها مكانة عالية ومرموقة إلى جانب الدول الكبرى المعنية بمكافحة المخدرات في مختلف أنحاء العالم، وغدت دولة الإمارات إحدى القواعد المهمة والفاعلة والمؤثرة في الاستراتيجيات الكبرى التي تتصل بذلك، وموضع إعزاز وتكريم من قبل مختلف الحكومات والمنظمات الدولية المعنية بحماية المجتمع الدولي والمياه الإقليمية من القرصنة والتهريب.
عدد اليوم
