الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المجلات الفرنسية تمر بوضع مأزوم باستثناء «الموضة»

المجلات الفرنسية تمر بوضع مأزوم باستثناء «الموضة»
17 سبتمبر 2012
أبوظبي (الاتحاد) - في خط بات يفرض على أرباب صناعة المجلات في فرنسا مراجعة الكثير من السياسات، واتخاذ إجراءات إنقاذية جديدة، وفي ظل توقعات بتراجع سوق صحافة المجلات بنسبة 4.7% عن مجمل 2012، جاءت أحدث الإحصائيات عن مبيعات المجلات الفرنسية لتشكل جرس إنذار حقيقيا لكونها استمرارا لهبوط سابق، ولأنها خالفت كما يبدو بعض التوقعات. تراجع التوزيع رغم زحمة الأحداث السياسية في فترة الأشهر الأخيرة تراجع توزيع المجلات الإخبارية الفرنسية بنسبة 1.4% خلال عام. واستنادا إلى صحيفة «لوفيجارو»، قالت مؤسسة التحقق من الانتشار (أو جي دي) إن «مجلات التلفزيون» التي تحتل 40% من السوق هبطت بنسبة 3.5%، كذلك هبطت مجلات أحوال الناس والمشاهير الاجتماعية بنسبة 7.1%. وخلافا للصحف اليومية الوطنية التي جنت فائدة من الأحداث والمجريات المتعددة خلال شهر يونيو الماضي ومنها الانتخابات الرئاسية والتشريعية وبطولة كأس أوروبا لكرة القدم إذ سجلت ارتفاعاً في التوزيع المدفوع الثمن بنسبة 4.4%، أظهرت أحدث الأرقام التي أودعها ناشرو المجلات لمؤسسة التحقق من الانتشار أن مبيعاتها تراجعت بشكل واضح. ووفقاً لهذه الإفصاحات يظهر أن خمسة عناوين فقط من بين أربعين مجلة سجلت نموا إيجابيا في الفصل الأول من العالم الحالي. وهذا ما ظهر تحديدا مع مجلة «انروكوبتيبل»، التي زادت مبيعاتها بنسبة 8.7%، ومجلة «جرازيا» (+3.6%) التي تنشرها شركة «ماندادوري فرنس». وبالنسبة لفترة السنة المنقضية، التي تمتد من يوليو 2011 إلى يونيو 2012، لا تبدو الحصيلة الأولى لباقي المجلات مشجعة، فقد هبطت مبيعات المجلات الإخبارية في مجموعها بنسـبة 1.4% خلال سنة، مع تراجع قياسي لمجلة «كورييه انترناسيونال»(البريد الدولي) التابعة لمجموعة «لوموند» بنسبة 6.4%. في فئة «مجلات الأسرة» أو المجلات الشاملة، سجلت مجلة «لونوفال اوبسرفاتور»(المراقب الجديد) مبيع 501 ألف و131 نسخة مدفوعة في فرنسا وحدها بتراجع 0.4% في حين خسرت مجلة «لوبوان» 0.9%. وحدها مجلة «الأكسبرس» عرفت ارتفاعا طفيفا (0.6%). ومن الملاحظ أيضا أن المجلات المصورة لم تكن في حال أفضل حيث تراجعت كل من مجلة «باري ماتش» ومجلة «في اس دا» بنسبة2.1%. وكانت حصة مجلات المشاهير والمجلات الاجتماعية سجلت تراجعاً كبيراً حيث هبطت مبيعاتها بنسبة 7.1% للفترة نفسها علماً بأن هذه المجلات سجلت هبوطا بنسبة 4.6% لسنة 2011 وحدها. وسجلت مجلة «بوبليك» التابعة لمجموعة لاجاردير الأمبراطورية هبوطا حادا للغاية بنسبة 15.7% تلتها منافستها مجلة « كلوزر» التابعة لمجموعة «موندادوري» (-9.9%)، التي حافظت مع ذلك على المركز الأول في المبيعات بأكثر قليلا من 389 ألف نسخة. كذلك تراجعت باقي المجلات المعروفة مثل «فواسي» (-4%) و«غالا» (05,3%) التابعتين لمجموعة «بريسما ميديا». واستمرت مبيعات المجلات النسائية الأسبوعية خلال الفترة نفسها على وتيرتها في العام 2011، في حين سجلت تراجعا نسبته 2%، ففي فترة يوليو 2011-يونيو2012 خسرت مبيعاتها ما نسبته 2.1%. وكان التراجع الأكبر في مجلة «هورميس بي» (-10%) التي كانت مالكتها مجموعة لاجاردير قد أعلنت أنها ستنتقل من الإصدار الأسبوعي إلى الشهري. عامل إنقاذ أما الاستثناء الذي خالف اتجاه الهبوط في مبيعات المجلات فجاء مع مجلات الموضة وخاصة مجلة «مدام فيجارو» (+4.3%)، التي سجلت مبيع 453 ألفاً و694 نسخة، ومجلة «جرازيا» (+2.9%) ومجلة «آل» (+0.3%). وجاءت المجلات (النسائية) العامة التي كانت تعرف بطباعة أعداد هائلة في مقدمة المجلات التي مرت مبيعاتها بمعاناة ومنها مجلة «فام أكتويال» (المرأة العصرية) التابعة لمجموعة «بريسما ميديا» خسرت 4.1%، وكذلك خسرت مجلة «ماكسي» (التي تطبع 422 ألفا و547 نسخة) التابعة لمنشورات «بوير» ما نسبته 5.6%. كذلك هبطت صحافة التلفزيون بنسبة 3.5% في فترة يوليو 2011-يونيو2012 عن الفترة نفسها من 2010-2011، وكان الهبوط الأكبر من نصيب «تيلي بوش»(-6%) وكل من مجلة «تي في القنوات الكبرى» ومجلة «تيلي» بنسبة (5.5%). وكما هو متوقع فإن الركود الإعلاني كان بين العوامل المهمة وراء هذا الوضع الحرج لصحافة المجلات والذي لا يبدو أنه سيتغير إلى الأمام مستقبلاً إلا في حال مبادرات جديدة. ولكن هذه المبادرات ليست من النوع الذي كانت تحدثت عنه مجموعة «لاجاردير» الكبرى الناشطة في إصدار المجلات قبل بضعة أسابيع حين راحت تراهن ليس على تحسن مبيعات مجلاتها أو على صياغة مشاريع صحفية جديدة بل على مصادر إنقاذ مثل مبيعاتها من رواية جديدة لمؤلفة كتاب «هاري بوتر» الشهير، جي كي رولينج. ووفق ما كانت ذكرته لوفيجارو، تأمل «لوجاردير» أن تنقذها رواية مؤلفة هاري بوتر من نتائجها المالية للفصل الثاني من العام الحالي، علما بأن المجموعة تعتبر واحدا من أهم بيوت النشر الكبرى للمجلات في العالم. ولعل لاجاردير من المجموعات الإعلامية التي راحت تشعر بتراجع سوق المجلات قبل إعلان بياناته الأخيرة، وبالتأكيد ليست الوحيدة بذلك، ومن هنا فإنه يتوقع أن يشهد سوق المجلات الفرنسية قريبا جدا حراكاً جديدا سواء لإنقاذه أو لتخفيف تراجعه وخسائره.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©