إعداد - مريم أحمد:
تتطلع سوريا لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية من خلال تخفيف القيود على الملكية الاجنبية في قطاع المصارف، لكن المحللين حذروا من أن العلاقات المتوترة بين سوريا والغرب قد تقف عقبة صعبة أمام أية تدفقات أجنبية كبيرة، وكان أديب ميالة محافظ البنك المركزي السوري قد أكد في وقت سابق أن بلاده تتوقع سنّ قانون في الأشهر القليلة القادمة من شأنه السماح بنسبة تملك الأجانب الى 60% من البنوك السورية ارتفاعا من 49 % حاليا·
ويقول المراقبون إن سوريا فتحت أبواب القطاع المصرفي أمام القطاع الخاص عام ،2001 بعد عقود من سيطرة الدولة، لكن لم ينجح حتى الان سوى أربعة بنوك لبنانية، وبنكين من الاردن في شراء أصول في البنوك السورية، ويتوقع ميالة ان يرتفع عدد البنوك في سوريا بعد تطبيق القانون، الى 26 مصرفا خلال ثلاثة أعوام من 12 بنكا حاليا (بينها ستة مصارف حكومية)·
والتغييرات المتوقعة في النظام المصرفي السوري جزء من جهود دمشق لتعزيز اقتصادها، من خلال إقامة روابط أقوى مع الدول العربية المجاورة، وباقي دول العالم·· وكانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات على سوريا عام ،2004 لكن ظهرت خلال الاسابيع القليلة الماضية بوادر على احتمال توطد العلاقات بين سوريا ودول الغرب·
وتقول مونيكا مالك كبيرة المحللين الاقتصاديين لشؤون منطقة الشرق الأوسط، في بنك ستاندرد تشارتد إن تحرير القطاع المصرفي هو خطوة جيدة، لكنها تحذر من ان الاضطرابات السياسية الحالية في الشرق قد تمنع بعض البنوك الأجنبية الكبرى من العمل في سوريا في المستقبل القريب موضحة ان هذا قد تكون له تداعيات سلبية لان سوريا ''لا تزال بحاجة لعملية انفتاح اقتصادي سريع''·
ويعزز هذه المخاوف ان احتياطي سوريا من النفط الخام يتناقص، وحاجتها المتزايدة للطاقة تمثل تهديدا في تحول دمشق الى مستورد تام للنفط بنهاية هذا العقد· كما تصارع الحكومة السورية لإيجاد فرص عمل كافية لسكانها البالغ عددهم 20 مليون نسمة، أكثر من نصفهم تحت سن العشرين· وتفيد تقديرات مجموعة أوكسفورد للأعمال أن نسبة البطالة في سوريا تصل الى 20 %·
وتقول عزة الرباط من قسم تراخيص البنوك في البنك المركزي السوري إن البنك المركزي يعمل أيضا على سن قانون يسمح للبنوك الأجنبية بدخول السوق مباشرة بدلا من شراء حصة في بنك سوري· والبنوك الستة التي استثمرت في سوريا هي عودة وبيبلوس وبلوم والبنك الاوروبي للشرق الاوسط من لبنان اضافة الى بنكين من الاردن هما البنك العربي والبنك الدولي للتجارة والتمويل·
ويملك بنك اوف نيويورك ودويتشه بنك حصصا غير مباشرة في البنوك السورية من خلال هذه الصفقات حيث يملك بنك اوف نيويورك حوالي 34 % من أسهم بنك بلوم الذي يملك بدوره حوالي 39 % من بنك سوريا وما وراء البحار· ويملك دويتشه بنك حوالي 29 % من بنك عوده الذي يملك هو الآخر حوالي 41 % من بنك عودة سوريا· من ناحية أخرى، ذكر مسؤولون في شركة ويندسور للسمسرة ومقرها قبرص، أنهم سيقومون بتأسيس بنوك استثمار مالية في سوريا اذا سمح القانون بذلك· وأشارت عزة الرباط، من البنك المركزي، الى أن البنك يقوم حاليا بدراسة نماذج ترخيص لحوالي عشرة بنوك أجنبية، بما فيها بنك فرانس بنك من لبنان، والبنك اللبناني الكندي، وبنك دبي الإسلامي من الإمارات، ومجموعة بنوك البركة البحرينية·
وكان القطاع المصرفي السوري قد شهد اكتتابين عامين ناجحين هذا العالم وهناك بنكان اخران يعتزمان خوض التجربة نفسها في ·2007 ومن المتوقع ان يشهد النصف الثاني من عام 2007 تأسيس بورصة دمشق للاسهم·
عدد اليوم
