الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأعراس الجماعية مواجهة حاسمة للبذخ و «الغلاء»

الأعراس الجماعية مواجهة حاسمة للبذخ و «الغلاء»
13 أكتوبر 2014 20:55
لم تجد الجمعيات الأهلية وسيلة لمحاربة العنوسة أمام طغيان العامل المادي أفضل من تنظيمات حفلات الأعراس الجماعية، ورغم رفض المجتمع الموريتاني لها، نجحت بعض الجمعيات بمساعدة رجال الأعمال والميسورين في تنظيم حفلات للزواج الجماعي بتحمل كافة التكاليف المادية، وإقامة حفل ضيافة موحدة للمدعوين. ولقيت هذه الفكرة الغريبة عن المجتمع الموريتاني المحب للبذخ في الأعراس تشجيعاً كبيراً من قبل المثقفين، والشباب، وفي المقابل استهجنت التيارات القبلية التقليدية فكرة الأعراس الجماعية، ورفضت المشاركة فيها باعتبار أنها غريبة عن المجتمع، وتساعد على اختلاط الرجال بالنساء، وتمنع ممارسة العادات والتقاليد العريقة في العرس، كما تمنع العائلة من الاحتفاء بالعرسان في ليلة العمر. رفض التيار التقليدي يشجع الرافضون لهذا الاتجاه، ترشيد نفقات العرس ومنع البذخ ومساعدة الشباب على الزواج، ولكن دون الحاجة لتنظيم الأعراس الجماعية، وأمام ضغوطات هذا التيار التقليدي، تراجعت مشاريع هذ الحفلات وانحصر تنظيمها في مناطق معينة كالعاصمة نواكشوط. وزاد من حدة المشكل انخفاض عدد المتبرعين، لتنظيم هذه النوعبية من الحفلات، حيث عمل التيار الرافض لهذا الحدث إلى تطبيق مقاطعة اقتصادية واجتماعية على الداعين لها، ورغم هذه المعارضة الكبيرة للأعراس الجماعية، فإن الجمعيات الداعمة لهذا المشروع متفائلة بقرب انتهاء المقاطعة وتقبل المجتمع للفكرة بعد انتشارها في عدد من البلدان العربية والإسلامية. حل للعنوسة يرجع بعض الباحثين رفض المجتمع لهذه الحفلات إلى قلة عدد السكان وطغيان العادات والتقاليد وتأثير، الفنانين الشعبيين على المجتمع الذين يرفضون الفكرة، لأنهم يستغلون حفلات الزواج العادية لتحقيق مكاسب مالية كبيرة، بينما سيمنعها الأعراس الجماعية من ذلك. وتقول فاطمة الناتي مسؤولة بجمعية خيرية في نواكشوط، إن هذه الفكرة بدأت بحماس كبير من خلال تنظيم عرس واحد لثلاثة عرسان، ثم تطورت ليزداد عدد الأزواج المشاركين في العرس الجماعي بشكل مطرد، كان آخرها في شهر يونيو الماضي لنحو 20 عريساً. وتشير إلى أن الجمعيات الأهلية تتولى تنظيم وتسيير هذا النوع من الحفلات بعد أن تتلقى الدعم المالي من المحسنين. وتؤكد أن الجمعيات تجد صعوبة في إقناع الأزواج والزوجات بالمشاركة في العرس الجماعي، بسبب رغبة كل واحد منهم في الاحتفال بليلة العمر بطريقته الخاصة، إلا أنها نجحت بفضل المزايا التي يقدمها العرس الجماعي للشباب، في إقناع أعداد منهم بالمشاركة فيه. وتشير إلى أن بعض العرسان المشاركين في هذه الحفلات لم يقبلوا التقاط صور لهم لأنهم يعتبرون أن المشاركة في العرس الجماعي دليل على فقرهم وحاجتهم لمساعدة الغير، وأضافت أن من بين المواقف الطريفة أيضاً تشابه العرائس، حيث لم يعد العرسان قادرين على التفرقة بينهن بسبب ارتدائهن لملابس تقليدية متشابهة. وأمام رفض الميسورين تمويل حفلات الزواج الجماعي أكدت فاطمة أن الجمعيات التي تعنى بهذا الحدث اهتدت إلى طريقة بسيطة لتنظيم الحفل من وسائلها الخاصة بتقليل التكلفة المادية على المتزوجين من الشباب، وذلك باجتماع واتفاق المتزوجين على ضيافة موحدة للمدعوين، حيث يدفع كل عريس مبلغاً مالياً يكفي لإقامة حفل عرس جماعي بسيط. غلاء المهور وانتقد الباحث الاجتماعي إبراهيم ولد الطالب أحمد رفض المجتمع لفكرة الزواج الجماعي، واعتبر أن ذلك تشجيعاً على الانحلال الأخلاقي وتعطيل لسنة الحياة، مشيراً إلى مزايا الزواج، قائلاً إن الارتباط وسيلة من وسائل العفاف والإحصان وسبب لبقاء النوع البشري، كما أنه وسيلة لتحقيق الذات وتكوين أسرة وتحمل المسؤولية، وأضاف أن منع هذه النوعية من الأعراس قد يؤدي إلى اضطراب حياة الشباب المقبلين على الزواج، وكثرة مشكلات المجتمع وانتشار العنوسة والجرائم. حل عصري واعتبر العرس الجماعي حلاً عصرياً لغلاء المهور وتكاليف تجهيز البيت ونفقات الزواج الباهظة بخاصة في ظل انتشار البطالة وانخفاض الرواتب وطغيان العادات والتقاليد، التي تصر على البذخ في إقامة حفلات الزواج، واستغرب رفض البعض لفكرة العرس الجماعي رغم أنها تكتسي ثوباً إسلامياً بعيداً عن المخالفات الشرعية والاجتماعية، التي تشهدها عادة معظم حفلات الزواج. وأكد أن الزواج الجماعي يزيد من ترابط المجتمع ومن حس الانتماء لدى الشاب خاصة، لأنه يبدأ حياته مزهواً وفخوراً بمساعدة الآخرين له ومشاركتهم في هذه الخطوة المهمة في حياته، كما أنه يساعد على تكوين صداقات وتخفيف مشكلة العنوسة وزرع قيم التضامن، وعدم الإسراف في نفوس الشباب. ودعا باحثون إلى توعية المجتمع بمخاط الإسراف في حفلات الزواج، وإقناع المواطنين بالتوقف عن الاستدانة لتدبير نفقات ومتطلبات الأعراس.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©