القاهرة (الاتحاد) - عاد الهدوء إلى محيط السفارة الأميركية في القاهرة أمس، وسط قيام الشرطة بإخلاء ميدان التحرير من المحتجين ضد الفيلم المسيء للإسلام بعد أعمال عنف تسببت الجمعة في إصابة 99 عنصراً من قوات الأمن، في وقت كشف فيه رئيس الوزراء المصري هشام قنديل، النقاب عن معلومات، تؤكد أن عدداً من المتظاهرين تلقى أموالاً للاحتجاج أمام السفارة، وذلك في ضوء اعترافات مجموعة من المعتقلين الذين بلغ عددهم الـ 400.
وقامت قوات الأمن المصرية صباحاً بإخلاء ميدان التحرير من المحتجين والعناصر التي ارتكبت أعمال شغب خلال اليومين الماضيين وتعدت على قوات الشرطة المكلفة بتأمين السفارة الأميركية وعلى الممتلكات العامة والخاصة. وأغلقت قوات الأمن الطرق والمداخل كافة المؤدية إلى الميدان قبل أن تزيل الإشغالات كافة الموجودة به، سواء بالحديقة الوسطى أو على أطرافه، كما طاردت مدعومة بالمدرعات العناصر المثيرة للشغب في الشوارع. وتفقد محافظ القاهرة أسامة كمال ميدان التحرير ومحيط السفارة الأميركية، وأصدر تعليماته بسرعة إزالة الخيام كافة بعد إخلائها من المعتصمين ورفع إشغالات الباعة الجائلين وإنهاء التعديات وإعادة الوضع إلى حالته الطبيعية وتحقيق السيولة المرورية.
وقال مصدر أمني مسؤول بوزارة الداخلية “إن أعداد المصابين بصفوف قوات الأمن جراء الاشتباكات ارتفع إلى 99 شخصاً”، وأضاف أنه اعتقال 220 شخصاً من عناصر الشغب والخارجين عن القانون قررت النيابة حبس 54 منهم. كما تم إلقاء القبض على 142 متهماً بالتعدي على قوات الشرطة والممتلكات العامة والخاصة وإحالتهم إلى النيابة العامة.
وأمر النائب العام عبدالمجيد محمود بسرعة الانتهاء من التحقيقات، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة كافة التي من شأنها التوصل إلى هوية مرتكبي تلك الأحداث والمحرضين عليها. وأسندت النيابة العامة إلى المتهمين اتهامات تتعلق بارتكاب جرائم التجمهر والترويع، واستخدام العنف ومقاومة السلطات، وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة. كما قررت نيابة العطارين بمدينة الإسكندرية أيضاً حبس خمسة أشخاص حاولوا اقتحام مبنى القنصلية الأميركية بالمدينة لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات على خلفية التظاهرات والقيام بأعمال فوضى وشغب أدت إلى إصابة خمسة من جنود الأمن المركزي.
وأكد وزير الداخلية اللواء أحمد جمال الدين أن الأمن التزم أقصى درجات ضبط النفس في تعامله مع العناصر المثيرة للشغب أثناء الأحداث في محيط السفارة الأميركية ومروراً بإخلاء ميدان التحرير، وقال “إن إقدام قوات الأمن على إخلاء الميدان جاء بعد استنكار معظم القوى والتيارات السياسية والثورية للتصرفات غير المسؤولة للعناصر الموجودة بمحيط السفارة والتي تعد جرائم إتلاف من شأنها تعكير صفو الأمن العام”. وأضاف “أن الإخلاء جاء بعد إخفاق المبادرات المتتالية لإيقاف الاعتداءات، وانطلاقاً من التزام الوزارة بحفظ الأمن وحماية المنشآت المهمة والدبلوماسية والسفارات الأجنبية، وفقاً لالتزامات مصر الدولية ومبدأ المعاملة بالمثل”.
إلى ذلك، دعا شيخ الأزهر أحمد الطيب أمس، الأمم المتحدة إلى إصدار قرار دولي يمنع أي مساس برموز سائر الأديان العالمية،
عدد اليوم
