الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أمل القبيسي: قيادة الإمارات تتحلى برؤية ثاقبة تدرك مكانة ودور المرأة

5 مارس 2016 18:34

   أكدت معالي الدكتورة أمل عبد الله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، أن الله حبا دولة الإمارات بقيادة تتحلى برؤية ثاقبة تدرك مكانة، ودور المرأة في بناء مجتمع يتميز بالرأفة والرحمة، ويمنح الفرص المتكافئة لجميع أفراده لينمو ويزدهر ويحول الأحلام واقعاً. وقالت: إن الدافع الأساسي وراء هذا التحول الجذري في وضع المرأة الإماراتية يرجع إلى الالتزام منقطع النظير لقيادة دولة الإمارات بدعم المرأة، منذ قيام دولة الاتحاد بقيادة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، فيما يسير على نهجه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مشيرة إلى جهود سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «أم الإمارات». وأشادت معاليها في كلمة لها خلال الاحتفال الذي أقامته مجموعة سيدات الأعمال العالمية مؤخراً بمناسبة اليوم العالمي للمرأة وذلك بقاعة الثريا بفندق الشاطئ روتانا، بهذه المبادرة التي أقيمت في أبوظبي بالتعاون مع مجالس الأعمال الأسترالي والبينيلوكس والبريطاني والكندي والفرنسي وثمنت الدور الذي تقوم به المجموعة في هذا الصدد. وتحدثت معالي أمل القبيسي، التي تم خلال الاحتفال منحها «جائزة الشخصية الملهمة ليوم المرأة العالمي 2016 »، من قبل مجموعة سيدات الأعمال العالمية وذلك في نسختها الأولى، عن رحلتها للوصول إلى رئاسة المجلس الوطني الاتحادي. وأشادت بالدور الذي تلعبه دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال تمكين المرأة التي تحتل الكثير من المناصب القيادية في الدولة وذلك بدعم من القيادة الحكيمة وجهود سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك. وقالت معاليها، أمام مئات المشاركين في هذا الاحتفال الذي أقيم تحت شعار «التعهد بالمساواة» بصفتها أول امرأة تترأس البرلمان في العالم العربي: «اليوم نفتخر ونعتز بالوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" قائد المسيرة المزدهرة للإمارات والذي كان لسياساته ورؤيته الثاقبة أكبر الأثر في تمكين المرأة الإماراتية على الصعد التعليمية والمهنية والقيادية والتشريعية كافة». وقالت: إن السياسات التي انتهجها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة عززت من تمكين المرأة الإماراتية وأضافت العديد من الفرص التي ساعدت على تقدمها وازدهارها، وانعكس ذلك أيضاً من خلال الاستراتيجية التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، كما أننا نعتز بدور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ورؤيته الثاقبة وإصراره على بناء مستقبل مشرق ودعمه للشعب برجاله ونسائه وثمنت دور أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات في هذا المجال. وقالت معاليها: إن الكلمات تعجز عن وصف الإنجازات والأعمال الخيرية والإنسانية التي قامت بها «أم الإمارات»، إنها بحق مصدر فخر للمرأة العربية عموماً والمرأة الإماراتية خصوصاً وتعد بمثابة العمود الفقري لتمكين المرأة الإماراتية والحامي الدائم لحقوقها. وأكدت معالي أمل القبيسي أن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، أرست قبل عقدين من الزمن دعائم المشاركة السياسية للمرأة في الإمارات ودخولها المجلس الوطني الاتحادي، فقد قالت سموها في عام 1997: «من حق ابنة الإمارات أن تعيش أزهى العصور في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو رئيس الدولة، وأن تدخل معترك الحياة النيابية لتشارك في صناعة القرار عبر الانضمام لعضوية المجلس الوطني». وأشارت إلى أن التقدم الكبير الذي شهدته قضية المساواة بين الجنسين في الإمارات شاهد على وضوح رؤية القيادة ودعهما الكبير لهذه القضية الوطنية والإمكانات الكبيرة التي تتحلى بها المرأة الإماراتية وقوة إصرارها بعدما نجحت في دخول المعتركات السياسية والاقتصادية والإدارية والتعليمية والتجارية ومجال الإعمال وتبوأت مراكز قيادية في تلك المجالات كافة، فضلاً عن دخولها المجالات الأمنية والعسكرية. وأوضحت أنه في خضم كل تلك الإنجازات استطاعت المرأة الإماراتية أن تحافظ على أصالتها والتزامها بقيمنا وتقاليدنا العربية والإسلامية موازنة بمهارة عالية بين الحداثة والعادات والتقاليد، وبين التقدم والازدهار، وبين الاستقلال والالتزام بالمعايير الاجتماعية، وبين المتطلبات الكبيرة التي يتطلبها النمو المهني ومسئوليات البيت والعائلة. وقالت: «بذلك يمكنني أن أؤكد بكل ثقة أن المرأة الإماراتية سطرت بإنجازاتها المختلفة وإبداعها المتواصل مثالًا يحتذى ليس من قبل المرأة العربية فحسب بل من قبل النساء في أنحاء العالم كافة». وأضافت معاليها: «يذكر العديد من الناس قدراتي وإنجازاتي المتواضعة كمثال للتقدم الذي أحرزته المرأة الإماراتية، وفي هذا الصدد أقول إنني محظوظة كوني ولدت في أحضان هذا الوطن العظيم واستفدت استفادة كبيرة من المبادرات العديدة التي تطلقها قيادتنا الرشيدة في سبيل تمكين المرأة وتعزيز نموها وتقدمها، وكوني ولدت في زمن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، فإنني أرجع نجاحي، ونجاح أخواتي، للرؤية الثاقبة لقيادتنا، وفي الواقع فإنني وفي كل مرحلة من حياتي شعرت بأن دولتنا فتحت الباب واسعاً لكل المواطنين، موفرة الفرص للجميع للازدهار والتميز، وكمواطنين صالحين لم يكن أمامنا سوى الاستفادة قدر المستطاع من تلك الفرص الكبيرة التي وفرتها لنا دولتنا الحبيبة». وقالت معاليها: «لقد حصلت شخصياً على أعلى الدرجات العلمية من خلال دراستي في المؤسسات العلمية المرموقة التي أنشأتها حكومة دولة الإمارات بناء على التوجيهات المستمرة من قبل القيادة الرشيدة في سبيل نمو وازدهار المواطنين جميعاً، وفور حصول عدد من مواطني الدولة على درجات علمية متميزة في المجالات كافة بما في ذلك دراستي شخصياً الهندسة المعمارية ودخولي المجال الأكاديمي فتحت لنا حكومتنا جميع الأبواب للتطور والتقدم المهني». وأضافت: «ساعدتني تلك التجربة في خوض غمار انتخابات المجلس الوطني الاتحادي والفوز بها، ودعوني ألفت النظر هنا، مرة أخرى، إلى أن ما كان لذلك أن يحدث لولا الجهود المستمرة لقيادتنا الرشيدة والسياسات الجلية التي تهدف إلى تمكين المواطنين جميعاً خصوصاً المرأة للمشاركة في العملية التشريعية في الإمارات، لذا فإن قصة نجاحي ليست استثناء بل هناك العديد من القصص الملهمة لنساء إماراتيات حققن أعظم الإنجازات لكونهن ولدن في أرض الفرص ألا وهي دولة الإمارات العربية المتحدة». وأكدت معالي القبيسي أن توفير التعليم للمرأة وإشراكها في تنمية البلاد ساهم في صناعة قصة نجاح المرأة الإماراتية، وحسب مؤشر الفجوة بين الجنسين الذي يصدره المنتدى الاقتصادي العالمي تصدرت الإمارات قائمة تضم 142 دولة من حيث محو الأمية وتسجيل الفتيات في المرحلة الثانوية، أما فيما يتعلق بمؤشر عدم المساواة بين الجنسين في تقرير الأمم المتحدة للتنمية البشرية احتلت الإمارات المرتبة الـ43 من بين 185 دولة وهي أعلى مرتبة ضمن البلاد العربية المدرجة في المؤشر». وأشارت إلى الإحصاءات المتوفرة عن التعليم العالي للمرأة تخبر عن قصة نجاح أخرى حيث تظهر الأرقام أن أكثر من 92 في المائة من الإناث اللائي يتخرجن من الثانوية العامة يكملن مسيرتهن التعليمية، وهو من أعلى المعدلات في العالم وتتجاوز النسبة الـ80 في المائة ضمن الذكور، وتمثل المرأة ثلثي عدد الطلاب المسجلين في الجامعات الحكومية ونصف عدد الطلاب في الجامعات الخاصة. وقالت إن ما يثلج الصدر أيضاً أن ما يقرب من نصف الطلاب المسجلين في كليات الهندسة من النساء وعدد الطالبات المسجلات في كليات المعلومات 65 في المائة، فضلاً عن ذلك فإن 46% من خريجي كليات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات من النساء. وأضافت إن من دواعي فخري اليوم أن أخبركم أن أكثر من 14 ألف سيدة أعمال إماراتية يدرن أكثر من 20 ألف شركة، وتحتل النساء 30 في المائة من الوظائف في مجال المالية وأكثر من 65% من وظائف القطاع العام وهي من أعلى النسب في العالم و30 بالمائة ممن يعملن في هذا القطاع يتبوأن مناصب عالية، وذات علاقة بصنع القرار، واليوم وبتسع عضوات في المجلس الوطني الاتحادي فإن المرأة تشكل ما نسبته 20 في المائة من مجمل الأعضاء فيما تشكل 20% من موظفي السلك الدبلوماسي، ويوجد لدينا 8 وزراء نساء ثلاث منهن على رأس وزارات الشباب والتسامح والسعادة. وأكدت معاليها أن الإمارات أعطت نساءها فرصاً كبيرة ليلعبن أدواراً يحتذى بها مجالات مختلفة مثل الطاقة والطيران والفضاء وصناعة النفط وتكنولوجيا المعلومات.. وقالت: إن لدينا ثلاث سفيرات وتحتل امرأة منصب الممثل الدائم للدولة في الأمم المتحدة في نيويورك.. وتشغل أربع نساء مناصب في القضاء، فضلاً عن ذلك فإن المرأة تقود العديد من الجهات الحكومية المرموقة مثل منطقة أبوظبي الإعلامية «توفور 54 » ومجمعات تيكوم للأعمال، وهيئة المنطقة الحرة بجبل علي «جافزا». ونوهت إلى اتخاذ الحكومة قراراً بتعيين أعضاء نساء في مجالس إدارة الشركات والمؤسسات الحكومية وهي مبادرة أطلقت في سبيل تعزيز دور المرأة وإعطائها دوراً قيادياً في مجال يسيطر عليه الرجال، وبذلك تكون الإمارات الدولة العربية الوحيدة والثانية فقط على مستوى العالم التي تجعل وجود المرأة إلزاميا في مجالس إدارة الشركات والمؤسسات. وقالت معاليها: إن جهود الإمارات في مجال تمكين المرأة تمتد إلى ما بعد مجالس الإدارة وهو أمر يدركه الجميع.. فمنذ العام 2013 وحتى الآن كانت الإمارات الدولة العربية الوحيدة التي شملت في مؤشر الفجوة بين الجنسين وجسر هذه الفجوة وتمكين المرأة، كما تحتل الإمارات الموقع الأول في العالم من حيث احترام المرأة وهذا أمر يعكس الكثير بحد ذاته عن إنجازات الدولة في هذا الاتجاه، وحسب تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي الخاص بتمكين المرأة لعام 2013 فإن الإمارات جاءت في موقع الصدارة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.. كما تشارك الإمارات بفعالية في الحوار العالمي الخاص بحقوق المرأة عبر انتخابها عضواً في المجلس التنفيذي في هيئة الأمم المتحدة للمرأة لمدة ثلاث سنوات، 2013-2015. وأضافت أن من نافلة القول إن نذكر أن المرأة قطعت شوطاً كبيراً، فهي تحتل اليوم مواقع قيادية في شركات كبرى مثل ياهو وآي بي أم، وزيروكس، وأوراكل ولوكهيد مارتن وغيرها الكثير.. والنساء يرأسن 22 دولة مثل ألمانيا وكوريا الجنوبية وتشيلي.. بالفعل لقد قطعنا مشواراً طويلاً لكن هناك مشوارا أطول لنقطعه..وبالرغم من فخرنا بوجود نساء بمناصب رئيس تنفيذي إلا أن النساء في هذا الموقع يشكلن فقط 4 في المائة من مجمل عدد الرؤساء التنفيذيين لشركات "فورتشيون 500" أربعة في المائة فقط.. أما النساء اللائي يترأسن دولا فهن يمثلن 10 في المائة من عدد الرؤساء، وفيما يتعلق بمعدل تمثيل المرأة في البرلمانات فهو 20 في المائة في حين أن الهدف المرجو هو 30 في المائة على الأقل. ونوهت بالإنجازات الكبيرة التي حققتها المرأة الإماراتية وقالت: إنه في الخمسين عاما المقبلة فإننا وأطفالنا، وأحفادنا، سنواجه تحديات بحجم لم تره البشرية من قبل مثل الاحتباس الحراري وندرة الماء والتكدس العمراني وغيرها من التحديات، ومع ذلك تبقى المرأة أكبر مصدر غير مستغل للأفكار والإبداع في التاريخ. وقالت معاليها: "لقد أثبتنا كنساء مراراً وتكراراً أنه بإمكاننا أن نغير العالم للأفضل ولا شك أنه يمكننا فعل المزيد فلن يأتي التغيير بمفرده.. يجب علينا أن نجهر بأصواتنا بل من خلال أفعالنا وهو أمر ذو أهمية كبيرة.. وفي اعتقادي أنه بإمكاننا أن نحدث تغييرات كبيرة إذا ارتفعت نسبة عضوية النساء في البرلمانات بصور قياسية في أنحاء العالم كافة.. ويجب أن نعمل سويا على تشجيع النساء على المشاركة في الانتخابات في وقت هن في أمس الحاجة لفعل ذلك. وأكدت أنه يمكن إيحاد حلول للتحديات العظيمة التي تواجه العالم اليوم قبل غد إذا كانت هناك نسبة كبيرة من الرؤساء التنفيذيين من النساء نسبة تفوق رؤساء الدول من النساء وأكبر من عدد النساء في مواقع قيادية أخرى. وأعربت معالي أمل القبيسي عن سعادتها بالتواجد في هذا الحفل وفي هذه المناسبة العزيزة.. وعبرت عن خالص شكرها لأعضاء «مجموعة المرأة العالمية» ومجموعات الأعمال الأسترالية والبريطانية والفرنسية والكندية و"مجلس بينيلاكس للأعمال" لدعوتهم لها وتنظيمهم هذا الحدث المهم. وشددت معاليها في ختام كلمتها على أن تقدم وتطور المجتمعات يعتمد أساسا على تمكين المرأة.. وهو ما يفسر الصعود الكبير الذي تشهده دولة الإمارات العربية المتحدة في العديد مؤشرات التنمية وتصدرها تلك القوائم في العديد من المجالات لا سيما المتعلقة منها بالمرأة. وتحدثت خلال الاحتفال زينب سلبي مؤسسة منظمة «نساء لأجل النساء» ومقدمة البرنامج الحواري « نداء» الذي يناقش قضايا المرأة في الشرق الأوسط والتي استضافتها الاحتفالية عن حجم التحديات التي تواجه المرأة في الوطن العربي وكيفية التغلب عليها إلى جانب مشوارها العملي منذ تركت وطنها العراق واستقرت في الولايات المتحدة الأميركية وحتى عودتها مرة أخرى للوطن العربي للعمل على تمكين المرأة في المجالات كافة. من جانبها، أعربت كوليزار جونيان رئيسة مجلس إدارة مجموعة سيدات الأعمال العالمية رئيسة اللجنة المنظمة للاحتفال عن اعتزازها باستضافة معالي الدكتورة أمل القبيسي، للتحدث في هذه المناسبة، لما لها من دور كبير في تمكين المرأة التي تختار العمل في جميع المجالات دون تمييز بين امرأة ورجل.. واعتبرتها مثالاً جيداً للمرأة العربية. حضر الاحتفال عدد كبير من السيدات والسفراء وأعضاء البعثات الدبلوماسية لدى الدولة والهيئات الحكومية والبنوك والشركات الحكومية والخاصة وغيرها.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©