الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«المؤتمر الطبي الشامل» يستهدف تعزيز الرعاية الصحية للنساء

«المؤتمر الطبي الشامل» يستهدف تعزيز الرعاية الصحية للنساء
13 أكتوبر 2014 21:10
يهدف المؤتمر الطبي الشامل إلى تعزيز الجانب الوقائي، والتوعية بالأمراض الباطنية والسكري والبدانة والقلب، والأمراض النسائية، ولا سيما السرطان والعقم والأمراض الجلدية، على نحو يساهم في رفع مستويات الرعاية الصحية للمرأة. ويؤكد الدكتور هشام عبد الفتاح، استشاري أمراض النساء والتوليد، أن التحدي الأهم الذي يواجه أي جهد طبي، يتمثل في نشر الثقافة الوقاية الفاعلة، وطرق الكشف المبكر عن الأمراض، ولا سيما أمراض السرطان بأنواعها، حيث يعتبر المرض اللعين أكبر المشكلات والتحديات الصحية التي تواجه العالم، باعتباره أهم مسببات الوفاة على الصعيد العالمي، بعد الأمراض القلبية الوعائية، وأمراض الجهاز التنفسي، والسكري، حيث يهدد حياة أكثر من 84 مليون نسمة بحلول عام 2015، منهم 70% في الدول النامية والفقيرة. ويضيف الدكتور عبد الفتاح: «تمثل أهمية الجانب الوقائي إذا علمنا بأن حوالي 40% من مخاطر المرض، الذي يتلون بأكثر من مائة نوع، يمكن الوقاية منها باتباع نظام غذائي وحياتي صحي، والتحصين ضد الأمراض المسببة له، ويمكن الاكتشاف المبكر لها، ولا سيما إذا علمنا بأن أكثر أسباب السرطان التي يمكن الوقاية منها بنسبة 22% هي التدخين، كما تشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن الخمول البدني وعدم ممارسة الأنشطة الرياضية يرتبط بوقوع حوالي 3. 2 مليون حالة وفاة كل عام، بينهم أكثر من 670. 000 حالة تقل أعمارهم عن 60 عاما». كما تشير تقارير الدوائر الصحية العالمية، ومنظمة الصحة العالمية إلى أن النشاط البدني يمكن أن يلعب دوراً مهماً في الحد من وقوع أنواع معينة من السرطان، على اعتبار أن الخمول البدني وعدم ممارسة الأنشطة الرياضية يعد رابع عامل مسبب لكل الوفيات في العالم، حيث لا يمارس أكثر من 31% من سكان العالم أي نوع من النشاط البدني. وتنصح توصيات تلك الدوائر بممارسة 150 دقيقة على الأقل من النشاط البدني خلال الأسبوع للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 18 عاماً، مما يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالأمراض غير المعدية، بما فيها سرطان الثدي، وسرطان القولون، والسكري، وأمراض القلب، فضلاً عن توفير بيئة صحية خالية من الدخان للأطفال، والاعتماد على طعام غذائي وصحي متوازن، يحتوي على سعرات حرارية منخفضة، لتجنب مسببات السمنة، بدءًا من مرحلة الطفولة، ونشر ثقافة الاهتمام باللقاحات الخاصة بفيروسات أمراض سرطان الكبد وسرطان عنق الرحم، وتجنب التعرض إلى الملوثات وأشعة الشمس المباشرة لساعات طويلة. سرطان الثدي الدكتور سامح العزازي، استشاري النساء والولادة، يوضح أن سرطان الثدي هو السرطان الأكثر شيوعاً لدى النساء، ويُعتبر أكثر أنواع السرطان انتشاراً بينهن، ويشكل 46% من حالات السرطان لديهن، ويعد السبب الثاني للوفاة من السرطان لدى النساء، حيث يُصيب امرأة من بين كل ثمانية نساء، وقد يكون سرطان الثدي عديم الأعراض، ومن الممكن أن ينتشر سرطان الثدي إلى أعضاء عديدة أو يؤدي إلى مضاعفات. ويمكن علاج سرطان الثدي بالجراحة، والعلاج الكيميائي، وبالأشعة، والعلاج الهرموني. وتهدف هيئة الصحة في أبوظبي، من خلال برنامج الكشف المبكر لسرطان الثدي، إلى زيادة عدد السيدات المقبلات على فحص الماموجرام، وخفض الوفيات من سرطان الثدي. إن الكشف المبكر يعني فحص المرأة السليمة بانتظام عن طريق وسائل عدة، منها الفحص الذاتي للثدي شهرياً لكل السيدات ابتداء من 20 سنة، ويمكن إجراء الفحص الطبي للثدي سنوياً اعتباراً من سن الأربعين وما فوق، وكل ثلاث سنوات من عمر 20 إلى 39 سنة، والفحص بالأشعة السينية للثدي (الماموجرام) كل سنتين من سن 40 عاماً فما فوق. ويعد الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي، وبالتالي العلاج المبكر، هو أفضل الطرق المتاحة لتقليل عدد الوفيات، وزيادة عدد الناجيات من المصابات بالمرض، فكلما تم اكتشاف المرض مبكراً كلما زادت فرص النجاة، وتجنب العلاج القاسي. وتنصح كل امرأة بفحص ثدييها بشكل دوري للتأكد من عدم وجود أورام أو عقد صلبة أو أي تغيّرات أخرى. فمن خلال فحص الثدي بانتظام. جهود إماراتية كما تؤكد الدكتورة جلاء طاهر، رئيس قسم مكافحة السرطان في هيئة الصحة - أبوظبي، أن الإمارات تعد في مقدمة الدول التي نجحت إلى حد كبير في التعامل مع السرطان بكل أنواعه، وسجلت نتائج إيجابية للغاية في رفع مستوى الوعي المجتمعي إزاء المرض. وتشير الدكتورة جلاء إلى أهمية تغير نمط الحياة من أجل المحافظة على الوزن المثالي، واللياقة البدنية والتغذية الصحيّة تقلّل من مخاطر الأمراض السرطانية بشكل عامّ، وفقاً لذلك فإن التغيير في نظام العيش يمكن أن يخفّف من مخاطر الإصابة بسرطان القولون بنسبة 60 - 80%، ولتقليل الإصابة بهذا الداء الوبيل ينصح بالأغذية أو النظم الغذائية الصحية منخفضة الدهون، وعالية الألياف، مع تناول حصص يومية متعددة من الفواكه والخضراوات والحبوب النشوية، وتجنب التدخين، وتعاطي الكحوليات، لتقليل قابلية الإصابة بالمرض، كما أن تناول غذاء غني بالكالسيوم والفولات «مادة غذائية يحتاجها الجسم بكميات قليلة، وتوجد في الخضراوات الصفراء والخضراء الورقية» قد تساعد على ذلك أيضاً، كما أن تعاطي العقاقير اللاستيرويدية المضادة للالتهاب لسنوات عديدة يبدو أنه يخفض معدلات الإصابة بالسرطان المعوي، كما لوحظ أن العلاج التعويضي الهرموني للنساء اللاتي يتناولن هرمون الاستروجين بعد سن انقطاع الطمث ينخفض لديهن خطر الإصابة بسرطان القولون بنسبة تتراوح بين 30% و40%، وأخيراً استئصال البوليبات الورمية الغدية يعمل على التخلص من مصدر محتمل للأورام الخبيثة. تنطلق فعاليات المؤتمر الطبي الشامل الذي تنظمه القيادة العامة لشرطة أبوظبي بعد غدٍ الخميس، بمشاركة 70 طبيباً من الإمارات ودول أخرى. المؤتمر يكرس لمناقشة «صحة المرأة» و«تحسين الوقاية من الأمراض الباطنية والنسائية والولادة والجلدية»، و«تعزيز الرعاية الصحية للنساء في مختلف مراحل العمر»، وذلك من خلال ثلاثة محاور عن «الأمراض النسائية والولادة»، و«الباطنية»، و«الجلدية»، لتبادل الخبرات، والتعرف إلى أحدث التطورات بخصوص صحة المرأة والممارسات العلاجية السريرية، وبحث أحدث المفاهيم العلمية في الطب والعمل بها في رعاية المرضى. كادر مبادرات خلاقة أُطلقت في السنتين الأخيرتين عدة مبادرات إماراتية حثيثة تصب في اتجاه واحد، يتمثل في رفع حالة الوعي المجتمعي إزاء المرض، وتكثيف الجهود الوقائية للحد من انتشاره، وعلاجه وفق أحدث الوسائل والأساليب الطبية العالمية. وكانت تلك المبادرات الناجحة التي تبنتها هيئة الصحة في أبوظبي، وحظيت برعاية كريمة من «أم الإمارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، مثل «الحملة الوردية»، والحملة الوطنية للوقاية من سرطان عنق الرحم، وحملة «أعيدي التفكير»، وحملة «أنا روزا»، لإعادة صياغة طريقة التعامل مع المرض، بدءاً من تصحيح الأفكار السلبية الخاطئة، ووصولاً إلى الصيغ الطبية والصحية الفاعلة، وتغيير قناعات الناس حول المرض وأسبابه وأعراضه، وطرق الوقاية والعلاج منه، وحملة مكافحة سرطان القولون، في ضوء الأرقام والحقائق الطبية الجديدة، وما توصلت إليه أحدث الأبحاث الطبية العالمية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©