الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علي الظنحاني: صناعة العسل تقوم على توفير مراع جيدة للنحل

علي الظنحاني: صناعة العسل تقوم على توفير مراع جيدة للنحل
13 أكتوبر 2014 21:08
يستعد النحّالون هذه الأيام لموسم عسل السدر؛ فقطفه يبدأ اعتباراً من 10 نوفمبر المقبل، حيث يحل موسم «الدر التسعين»، وفق حسابات الدرور، التي يعتمد عليها المزارع والصياد وأهل النحل، ويلقى إنتاج النحل في الدولة اهتماماً، حيث أنشئت محمية في الفجيرة لاحتضان النحل وتوفير بيئة مناسبة، لاسيما لجهة زراعة أشجار تسهم في إنتاج عسل ذي نوعية جيدة، بعيداً عن الملوثات التي تؤثر على نوعيته سلباً. نجاح وربح حفاظاً على النحل من الاندثار، وفي محاولة زيادة أعداده، أمر صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، بإنشاء أول محمية عسل طبيعي وأعشاب برية في مدينة دبا، على مساحة341 ألف متر مربع على جبال دبا، وتعتبر هذه أول محمية من هذا النوع على مستوى الدولة، وقد تم البدء للإعداد لها بعمل برك ماء صناعية صغيرة في الجبال لحجز مياه المطار، لأن النحل يتكاثر ويبني بيوته قرب المياه، وكذلك بجمع وزراعة النباتات الطبيعية، التي يتغذى عليها نحل العسل، وحفر آبار مياه، وتوصيلها بهذه البرك في حالة عدم نزول الأمطار. إلى ذلك، يقول علي الظنحاني، خبير النحل والعسل، والمشرف على المحمية «تربية النحل تحقق نجاحاً اقتصادياً كبيراً، وقد تخصص البعض في إنتاج وبيع النحل، مثل صناديق النحل، حيث يحقق هذا النوع من التجارة ربحا كبيرا لكثير من مربي النحل، إلى جانب الطلب الكبير على إنتاج وبيع ملكات النحل، ويوجد متخصصون على دراية كافية بالطرق العلمية لعمليات التربية، والظروف البيئية التي تتيح الفرص الأكبر لعمليات التلقيح». ويضيف «بالنسبة لي أجمع النحل في أماكن جبلية، نظراً لتوافر الظروف المساعدة على الإنتاج، وأيضا لأن هذه الأجواء تعمل على أن يكون النحل حامياً للنباتات الشعبية، التي ربما تأثرت نتيجة النهضة العمرانية، فأصبحت في خطر من الانقراض، ومن دون شك أثرت المدنية والتطور العمراني على العسل، والبعض أصبح يضيف السكريات لغذاء النحلة لملوحة النباتات نتيجة تبخر المياه»، مشيرا إلى أن النحل، سواء في المدينة أو الجبال يتعرض لظروف طبيعية، وأخرى صناعية تؤثر عليه، ومنها تأثر العسل بالمواد الكيماوية والمبيدات الحشرية، وأيضا بالسموم التي ترش على المحاصيل الزراعية بكميات كبيرة، وازدياد الغازات المنبعثة من المصانع والسيارات ومخلفات المجاري التي يرمى بها في الأدوية». تغذية النحل حول مخاطر تغذية النحل من أشجار غير مثمرة، يقول الظنحاني، «هناك أيضا مخاطر تغذية النحل بأنواع الأشجار التي جلبت من خارج الدولة، والتي تستخدم كمصدات للرياح في المزارع والحدائق العامة والمصانع، وما تحصل عليه النحلة من هذه الأشجار يؤثر على إنتاج العسل الصحي، حيث يصبح من دون قيمة غذائية، وفي الغالب هذه الأشجار لا تصلح أوراقها للحيوانات ولا حطبها كوقود، ولا توجد لها أية فوائد عدا عن استهلاكها كميات هائلة من الماء، والأكثر من ذلك، فإن جذورها تصل إلى ما تحت الأشجار الأخرى المثمرة، فتصبح الأشجار المثمرة ضعيفة قليلة الإنتاج، لذلك أطالب الإدارات الخاصة بالتشجير في أي مكان في الدولة، إزالة تلك الأشجار وزرع أشجار السدر والسمر نظرا لفوائدهما الكثيرة«. وحول آلية جمع العسل، يقول الظنحاني «لا يزال هناك رجال يتسلقون أماكن شاهقة لجلب العسلة، وهي القرص الطبيعي لعسل النحل، ولكن الطريق محفوفة بالمخاطر لمن لم يرب على التسلق والقطف، وعسل المناحل يعتبر من عسل الدرجة الثانية في دولة الإمارات العربية المتحدة، كونه يختلف في اللون قليلاً والطعم والرائحة، ولكن هذا الاختلاف لا يعني بأنه عسل غير طبيعي، وإنما هو طبيعي مائة في المائة، ولكنه تحت سيطرة الإنسان لجهة التحكم به من حيث المرعى أي مكان تواجد النحل». ويؤكد الظنحاني أن «ترك النحل في منطقة بها أشجار مختلفة ينتج عسلا خليطا من هذه الأشجار، وإذا كانت المنطقة تحتوي على نوع واحد من النباتات، فإن العسل سيكون نوعا واحدا، وهنا تكمن النوعية الجيدة لهذا العسل، ومثال على هذا، فإن بعض النحالين يقومون بوضع عسلهم إلى جانب الطرقات، ومعنى ذلك أن النحل سيتغذى على أشجار ليست غذائية، ولهذا يكون العسل المستخلص ليس خالصاً، مضيفا « إذا ذهبت إلى مناطق الطويين والمناطق الجبلية في الإمارات الشمالية، فسوف يجد الإنسان بيئة بكر لاحتضان هذا النوع من المناحل، حيث لا توجد في أماكن تكاثر النحل أشجار مزروعة إلا السدر، وهناك أيضاً السمر وأشجار الفاكهة المتنوعة، وهذا ما يميز عسل المناطق الجبلية عن بقية المناطق الأخرى». اكتشاف العسل المغشوش للتعرف على العسل النقي غير المغشوش، يقول علي الظنحاني، إنه يمكن وضع ملعقة عسل في طبق سادة غير مزخرف، ويصب مقدار من الماء يعادل ملعقتين، ثم يهز الطبق لمدة دقيقة، وستظهر أشكال شبه سداسية، مثل الخلية على العسل في الطبق، وتلك علامة نقاء العسل، أو أن تعرض ملعقة من العسل للنار مباشرة، فإن تجمد أو أصبح محترقاً، فإنه مغشوش، وإن بقي كما هو، فإنه نقي وصاف.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©