الخرطوم، نيويورك (وكالات) - قال المبعوث الصيني الخاص لأفريقيا إن جنوب السودان قد يستأنف ضخ النفط في نوفمبر، مضيفاً أن بكين متفائلة بقرب توصل الزعماء في جوبا لاتفاق مع السودان بشأن شروط تسعير ضخ الخام عبر الشمال. وقام المبعوث تشونغ جيان هوا بعدة زيارات للدولة الحبيسة التي انفصلت عن السودان في منتصف 2011 وأجرى محادثات مع مسؤولين من الخرطوم وجوبا حيث تستثمر الشركات الصينية مبالغ ضخمة. وأضاف تشونغ الذي قام بثالث زيارة لجنوب السودان قبل عدة أسابيع “لن أندهش إذا التقى الرئيسان (في السودان وجنوب السودان) في وقت ما قرب العشرين من سبتمبر ووقعا عدة اتفاقيات”. وقال تشونغ في مقابلة مع (رويترز) أمس الأول إن التوترات تراجعت لمستوى ترى معه بكين إمكانية توقيع “عدة اتفاقيات” في سبتمبر. وقال “تراجعت بالفعل حدة التوتر كثيراً منذ النزاع على حقول نفط هجليج بفضل الضغوط الهائلة التي مارستها الحكومة الأميركية على السلطات في جنوب السودان”.
وقال تشونغ إن المسؤولين في جنوب السودان لم يدركوا كلياً الأضرار التي يسببها وقف إنتاج النفط لاقتصاد يواجه صعوبات بالفعل. وقال تشونغ “استشعر زعماء جنوب السودان المشاكل التي سببها وقف الإنتاج على نحو مباشر أكثر منا”. وقال “نتوقع أن تستمر المفاوضات على الأرجح بشأن قضايا أخرى مثل نزع السلاح ومناطق عازلة على الحدود وسحب قوات كي يتسن بنهاية العام - استئناف إنتاج النفط في نوفمبر - هذا ما نتوقعه”. ويبدو أن نظرة تشونغ المستقبلية أكثر تفاؤلاً مع توقعات مسؤولي النفط في جنوب السودان الذين قالوا إنه يحتمل بدء الإنتاج بنهاية العام في ولاية أعالي النيل حيث توجد الحقول الأعلى إنتاجية. وأوقف جنوب السودان تدفقات النفط في يناير بسبب خلاف مع الخرطوم على الرسوم التي يسددها مقابل تصدير الخام عبر خط أنابيب يمر بأراضي السودان إلى ميناء على البحر الأحمر.
وكادت أن تتحول اشتباكات على الحدود المشتركة بينهما والتي تمتد لمسافة 1800 كيلومتر إلى حرب شاملة في ابريل حين استولى الجنوب على منطقة هجليج المنتجة للنفط التي يسيطر عليها السودان. ومن المرجح أن يستغرق تشغيل الآبار في ولاية الوحدة وقتاً أطول.
إلى ذلك، كشف السفير دفع الله الحاج علي مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة خلال لقائه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن إحراز تقدم في المفاوضات بين بلاده وجنوب السودان. وقال المندوب السوداني أمس الأول إن “المعلومات التي وردت من وفدنا المفاوض أفادت بأن هناك تقدماً في المسائل المتعلقة بالعلاقات الاقتصادية والتجارية وعلاقة البنكين المركزيين والمعاشات والمتأخرات غير البترولية، ويتوقع أن يتم التوقيع عليها بالأحرف الأولى”، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السودانية (سونا). وشدد خلال اللقاء على ضرورة أن ينقل الأمين العام رسالة عاجلة وقوية لدولة جنوب السودان للفك التام لارتباطها العسكري والسياسي مع الحركة الشعبية قطاع الشمال وسحب قواتها من منطقة “الميل 14” جنوب بحر العرب لتمهيد وإفساح المجال لإنجاح المفاوضات. وأكد المندوب الدائم أن الحركة الشعبية قطاع الشمال أصبحت تمثل عقبة أمام التوصل لعلاقات طبيعية بين دولتي السودان وجنوب السودان، بحسب (سونا).
من جانبه، أعرب الأمين العام عن سعادته لاستئناف المفاوضات وتطلعه لعقد القمة بين رئيسي الدولتين في 21 سبتمبر الجاري. وأكد بان كي مون على أهمية إنشاء المنطقة الحدودية الآمنة المنزوعة السلاح مشيراً إلى أن إنشاءها يساعد في بناء الثقة بين البلدين ويساعد كذلك في فك الارتباط بين دولة جنوب السودان والحركة الشعبية قطاع الشمال ووعد ببذل مساعيه في هذا الصدد.
مقتل والي الشمالية في حادث مروري
الخرطوم (الاتحاد) - لقي والي الولاية الشمالية في السودان المتاخمة للحدود مع مصر، فتحي خليل، أمس حتفه برفقة حارسه الخاص في حادث مروري مروع على الشارع الذي يربط مدينتي دنقلا ومروي بالقرب من جزيرة سليم. وكان خليل في طريقه إلى أمانة الحكومة بدنقلا من مدينة كريمة بعد اجتماع له مع قيادات العمل الحكومي بمحافظة مروي. وشغل خليل منصب نقيب نقابة المحامين السودانيين، ودافع بقوة عن الرئيس عمر البشير البشير، رداً على أمر توقيفه من جانب محكمة العدل الدولية. وإبان الانتخابات العامة الأخيرة حث الرئيس البشير مواطني شمال السودان على انتخابه، مبدياً رضاه وثقته في شخصه، وتلاقت رغبة الرئيس البشير مع إجماع شعبي واسع على خليل، وتم انتخابه والياً للولاية الشمالية. وواجه منذ تعيينه تحديات عديدة في الولاية لإنجاز مشاريع كبرى أعلن عنها إلا أنها لم تجد حظها من التنفيذ الفعلي، من بينها مشروع إنارة المشاريع الزراعية. ويعد من أبرز الإنجازات التي تمت في عهده رصف الطريق البري الذي يربط السودان بجمهورية مصر. وكان خليل يستعد للمشاركة في افتتاحه مطلع يناير 2013.
عدد اليوم
