«ندمٌ أسفلَ اللوحة’» جديد محمد أحمد بنيس

محمد نجيم (الرباط)- بعد ديوانه الأول “بصحبة جبل أعمى”، صدرت حديثاً للشاعر المغربي الشاب محمد أحمد بنيس مجموعة شعرية ثانية تحمل عنوان ‘’ندمٌ أسفلَ اللوحة’’، وتقع في 143 صفحة من القطع المتوسط. وتأتي هذه المجموعة الجديدة الصادرة عن “الدار للنشر والتوزيع’’ بالقاهرة، بعد مجموعة أولى صدرت للشاعر بنيس بعنوان “بصحبة جبل أعمى”، وضمت المجموعة الجديدة سبعاً وأربعين قصيدة، موزعة على أربعة أقسام هي “حقيبة جائعة” و”متحف آهل بالنسيان” و”الأشياء لغير صاحبها” و”في هيئة خطأ أبيض”. ونقرأ من نص بعنوان “قميصٌ أعمى” التالي: بعد أن سالت الحصص بما فيه الكفاية، وقف الجميعُ يبحث عن طريدة، تكون بديلا موضوعيا عن فراغ أبريل. وحده رفيقي، ظل يضع الحلوى في قارب صغير، ويبحث عن نهرٍ على الورق يُعيد إليه أخطاءه التي سقطت منه، وهو يعبر أصعب منحدر في الدرس. لكن ذلك، سرعان ما تسرب من بين يديه، مُحدثاً خللا في قميصه الأعمى. حين يصطف الجميع لرؤيتي عيناي مليئتان بغيث الأخطاء. كأني أشبه هذا القميص حين يلهث وحيدا. أرى خريفا يعبث بالريح كما يحدث عادة في خيال الموتى. أُلوح لحنجرتي ألا تثقل علي بسردها لكل ذلك، لكن ما من مجيب في الداخل؛ الغابات تهوي تباعا على منضدتي. الأبراج تحمل أغراضي على ظهورها، وتلجأ إلى حيث يقضي الأبطال أوقات فراغهم. الموانئ الهائجة تتعثر قبل أن تستلقي على رصيف سماءٍ مهجورة. كل ذلك، والراويةُ يكاد لا يصدق ما يسيل من أذنيه؛ رجلٌ بوجهِ حصان يحمل مياهـهُ المتقطعة، ثم يظهر فجأة في قلبِ جدارٍ. سأدس في جيبي ما يَصِلني من غيوم، وأختفي حين يصطف الجميع لرؤيتي. بالصدفة فقط يحمل أرشيفَ أحفاده، ويخرج في هيئة خطأ أبيض. قبل أن يصل، يُغلق الطرق التي فرت من وجهه، يتلف حمولته من الوقت، ويغفو مطمئنا الملهـاة لو تدركُ الملهـاةُ ما يحدث، لَخَلَّصَتْ وجهي من خيال أبطالها