السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الإجازة الزوجية».. البعض يراها حلاً لتجديد المشاعر وتهدئة النفوس

«الإجازة الزوجية».. البعض يراها حلاً لتجديد المشاعر وتهدئة النفوس
13 أكتوبر 2014 21:11
حين يتسرب الملل إلى الحياة الزوجية تتباعد المسافات بين الزوجين، وتحول دون التواصل، فتنمو أشواك الخلافات وتكثر المشكلات، لتخلق ظاهرة «الطلاق العاطفي»، إلا أن هناك أزواجاً يلجأون إلى الإجازة الزوجية لتهدئة النفوس، وإعادة أيام العسل، حيث يتاح لهما قضاء فترة استرخاء لاستعادة نشاط المشاعر وتجديدها. مراجعة الحسابات في هذا الصدد، يؤكد خبراء علاقات زوجية أن الإجازة الزوجية تعني أن يأخذ كلا الزوجين راحة من الآخر، ويبتعد عنه فترة قد تطول أو تقصر، وقد تتمثل بالابتعاد ليوم كامل، ثم يأتي اللقاء على أضواء الشموع في العشاء، وقد تصل فترة الإجازة أسبوعاً، موضحين أن هذا الانفصال المؤقت قد يثير مشاعر الفقدان وقلق الانفصال بين الزوجين، وبالتالي يؤجج مشاعر إيجابية تجاه الشريك الزوجي، إضافة إلى منح الوقت لهما لمراجعة مشاكلهما والوقوف على أسبابها وإيجاد حلول لها، خاصة إذا كانت الإجازة بعد مشكلة أو شجار حاد، حي تأتي فائدتها في تهدئة النفوس وتخفيف درجة الغضب، ما يؤدي إلى بروز المشاعر الإيجابية تجاه الطرف الآخر والتفكير المنطقي بعيداً عن الغضب والجروح. وتمر حياة سارة الحوسني، المتزوجة منذ 5 سنوات، بفترات من الملل العاطفي وكثير من الخلافات الزوجية، لكن ذلك لم يمنعها من علاج مشاكلها بنفسها، خوفاً على أسرتها المكونة من 3 أبناء، ورغم ذلك وجدت أنه حين تزداد المشاكل بينها وزوجها يكون الابتعاد عنه الحل الأفضل، مبينة أن الابتعاد هو الأنسب لمراجعة الحسابات بينهما. وتروي أنه حدث أن اختلفت مع زوجها وغادر المنزل، إلا أنها فوجئت به يتصل بها بعد يومين ليؤكد حبه لها وأنه لا يستطيع الاستغناء عنها وعن أطفاله، ويرغب في عودته إليها. وتصف الحوسني شعورها في هذه اللحظة، قائلة «شعرت بسعادة غامرة يصعب وصفها، وكأنني سأتزوج للمرة الأولى». وترفض بدرية موسى (موظفة)، المتزوجة منذ عام، تماما اقتراح الانفصال المؤقت، وتقول «التعود لا يلغي الحب، وإن كان يترك شيئاً من الفتور في علاقتهما، إلا أنه لا داعي إلى الانفصال المؤقت، لأنه يجعل الزوجين يعتادان الاستغناء عن بعضهما». طلاق عاطفي تقول «عبير»، إن الملل يصيب الكثير من العلاقات الزوجية، لكن البعض يستمر في تلك الخلافات لتنتهي أحيانا بالانفصال العاطفي، ثم الطلاق، وحتى لا تصل علاقتها بزوجها إلى هذا الشعور، وجدت في أخذ إجازة زوجية لأيام الحل. وعن تجربتها تقول «الإجازة تجدد دفء العلاقة وتنشطها، وتبث فيها الود من جديد، وتجعل الزوجين في حالة حماس لمعاودة أداء مهامهما تجاه الأسرة بكل حب وود». ويلفت سالم سعيد (28 سنة)، متزوج منذ 7 سنوات، إلى أنه لو استطاع كل زوج وزوجة منح نفسيهما فرصة للتفكير بعيدا عن الضغوط، فستكون حياتهما الزوجية أفضل، لأن هذا هو الأسلوب الناجح حتى لا يتسلل الملل إلى حياتهما فيصلا إلى حالة من التوتر والمشاحنات والقلق. ويضيف «منذ بداية حياتي الزوجية تعصف بعلاقتي مع الزوجة أحيانا خلافات تصل إلى الخصام لأيام أو أسابيع، ولكن من أجل ألا تستمر فجوة الخصام كثيرا ما ألجأ إلى أخذ إجازة زوجية، وذلك ابتعاداً عن الجو المتوتر في المنزل مع الزوجة، وبالفعل تلك الخطة كانت ناجحة، حيث استطعنا تجاوز الأزمات والخلافات، وعادت الحياة الزوجية إلى المشاعر الأولى المتوهجة». أما طالب سليمان (35 سنة)، فيختصر موقفه بقوله «ليس هناك رجل في العالم لا يتمنى أخذ إجازة من زوجته وأطفاله، ومن يقول كلاماً مغايراً لهذا هو غير صادق مع نفسه». إجراء سليم فكرة وجود إجازة زوجية متفق عليها بين الزوجين فكرة لا تخلو من الفوائد. إلى ذلك، يقول أستاذ القياس بكيلة العلوم ا?نسانية والاجتماعية في جامعة الإمارات الدكتور حمزة دودين، إن «كانت الإجازة الزوجية من دون خلافات فهذا الإجراء سليم، فالابتعاد عن يؤدي إلى زيادة العواطف، وتأجيج الحياة العاطفية والاشتياق لبعضهما بعضاً، ويشعر كل منهما بقية الآخر». أما إن كانت الإجازة الزوجية جاءت بسبب كثرة الخلافات والمشاحنات الزوجية، فهنا يرى دودين أن ابتعاد الأزواج عن بعضهما يأتي على حساب اتخاذ قرار غير مدروس، فقط من أجل الابتعاد عن المشاكل وتأجيلها وليس حلها، مشيرا إلى أن أخذ إجازة طويلة مهما كانت مدتها، لن يؤدي إلى حل المشكلة بل سيقود إلى تراكمها، فيعود الطرفان إلى نقطة الخلاف نفسها. ويوضح «الإجازة الزوجية بين الزوجين تعني الانفراد بالنفس قليلاً من الوقت لتجديد الحنين والشوق، وإذا طبقت بطريقة صحيحة، على ألا تطول مدتها، وألا تكون بعد ثورة غضب، أو تأتي كفض اشتباك ستؤتي ثمارها». ضد العِشرة البعض يرفض فكرة الإجازة الزوجية تماماً. ويراها مخالفة لكثير من أسس العلاقة الزوجية الطبيعية، بل «ضد العشرة « بتعبير أحمد مسعود الذي يقف ضد الفكرة جملة وتفصيلاً. يقول مسعود «لا أجد في نفسي جُرأة كافية لأقترح على زوجتي هذا، هل أقول لها مثلاً إنني بدأت أشعر بالملل منها، وإنني أحتاج إلى تغيير».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©