الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البحث عن الذات

29 ديسمبر 2006 23:54
لماذا يتوقف القارئ عن القراءة؟ ولماذا يتوقف الكاتب عن الكتابة؟ ولماذا يتوقف المريض عن تناول الدواء؟ هل هو ملل·· أم تسرع·· أم رغبة في لفت الانتباه؟· لماذا تجد شخصاً يدخل المكان، فيجد أناساً سبقوه فيه، فيُحدث تغييراً في المكان كأن يطفئ مكيفاً أو يغلق نافذة، وكأنه فطن إلى شيء لم يفطنوا هم إليه؟ لماذا يسودنا أحياناً شيء من حب التمرد والخروج عن المألوف؟· هل شعرت يوماً بحاجة شديدة ورغبة قوية ''للنباح'' مثلاً·· أوالركض خلف سيارة؟ هل تخيلتَ نفسك يوماً في سيارة (حافلة) مملوءة بالخلق·· يقودك قائد·· متضجر· هل تصورت يوماً·· وأنت تعبر الطريق·· وترى شيخاً تقوّس ظهره من السنين·· هل بلغ بك التصور والتخيل أن تمثّل لك هذا الشيخ أنه أنت بعد 40 سنة؟ هل رأيتَ·· ذاك العامل الآسيوي الذي انقض على ''زبالتك'' من آخر الدنيا·· يحمل البرميل الممتلئ بفضلات طعامك أنت وعيالك·· ويرميها بسيارة البلدية·· ثم يصرخ على السائق بأن يتحرك إلى زبالة أخرى، أما فكرت ولو بحالة ''استهبال'' أن تكون أنت هذا الشخص· لماذا نظل بالقالب الإنساني·· الهادئ·· المعتاد؟ لماذا نخاف من الخروج عن المألوف؟ هل سبق وخرجت إلى الصحراء وتأملت الأرض من حولك؟ تأملت شجيرة صغيرة·· مازالت في بواكر نموها·· هل قارنت بينها وبين تلك الشجرة الأكبر سناً·· والأقبح شكلاً·· التي تجاورها·· وتستأثر بالأتربة والقراطيس دونها أما حدثتك نفسك بأن بينهما تواصلاً في الجوار·· وأن لغة شجرية صحراوية قد تقوم بينهما ولو في الظلام·· ألا يمكن أن تلك الشجرة الكبيرة·· التي تقطنها الجراد·· وصغار الزواحف والحشرات·· ألا يمكن أن هذه الشجرة المغترة بحجمها·· وبسكانها·· أن يصدر منها اعتداء على تلك الشجيرة الصغيرة الناشئة التي ظهرت في هذه الصحراء الممتدة·· يتيمة الأب والأم· تأمل المشهد وقد أخذت الشجرة الكبيرة·· كثيرة الحفر·· وقد أخذها الزهو·· وهجمت على الشجرة الصغيرة التي لم تتحرك من مكانها·· فأخذت الصغيرة تبكي·· وتصرخ كصراخ الطفل·· فلا تجد من الأشجار المجاورة أي معونة أو مساعدة؟ هل كان لهذه الشجرة الصغيرة حيلة أو اختيار في تحديد مكانها جنب هذه الشجرة البشعة أم أن قدر الله هو الذي حدد مكانها؟ ألا يوجد في ذهنك كم من هذه الأسئلة·· وتعايش مع الطبيعة·· أم أنك إنسان كالآلة·· تعمل وتعمل وتعمل·· حتى إذا تعطلت عن العمل·· سعى (حفيد مالكها) إلى هجرها والسخرية بها جحوداً لفضلها عليه وعلى جده ووالده· قد تجلس هذه الآلة·· شهوراً دون أن تحس وتشعر·· بهجرة العمال·· وتوقفها عن الحركة·· قد تكون هذه الآلة بعمر الحفيد·· لكنها الآن مرمية·· ملقاة·· يخبرك ما حولها·· من الجدران والأرضية·· والسقف·· والخرق المشبعة برائحة الدهون·· إن زمناً عظيماً شهد هذه الآلة·· وها هي الآن مركونة·· كل ما حولها صامت·· لكن الشيء الذي يبقى لوجودها معنى هو رائحة المكان·· وشيء من الرسوم على الجدران· تقول نظرية: إن أعظم سؤال سأله آدمي هو: لماذا؟· والسؤال الذي يقلق جداً لماذا أنا أكتب هذا الكلام؟ هل هو مجرد طفش أم تمرد على الهدوء؟ أم أنها أسئلة مشروعة يسألها آخرون بشكل أو بآخر؟ هل حُرم علينا أن نسأل أسئلة يراها غيرنا أسئلة جنونية لا معنى لها؟· آخر الكلام: ليس بالضرورة أن يكون لكل سؤال جواب، فمجرد أن تحصل على الإجابة·· يعني أنك قد وصلت إلى نهاية التأمل ومتعته ودخلت ضمن إطار العقل لتلغي حدود الجنون· وليد محمد
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©