الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سيدي ·· حبيبي دائماً!

سيدي ·· حبيبي دائماً!
9 مارس 2009 00:58
ولدت يتيمة ولم أر والدي، وتوفيت أمي وتركتني وأنا بالصف الثالث الابتدائي في كنف الأسرة الميسورة الحال التي كانت تخدم فيها، وغمرني ''سيدي'' بحبه، ورعايته، وحنانه، وكرمه كابنة له بعد زواج ابنتيه، واعتبرني ثالثة لهما حتى بعد وفاة زوجته، وأكملت تعليمي، واشترى لي شقة جيدة قال إنها ستكون بيت الزوجية في المستقبل· تقدم لخطبتي أكثر من شخص مناسب، ورفضتهم جميعاً، فلم يكن بوسعي أن أتخيل أن أعيش بعيداً عن البيت الذي تربيت فيه، وعن كنف الرجل الذي أظلني بعطفه وحنانه طيلة هذه المدة، إلى أن جاء هو بشخص تتمناه أي فتاة زوجاً لها، فحاول ''سيدي'' إقناعي، بضرورة الزواج، والاستقلال بحياتي، وبناء أسرة، وليس من الطبيعي أن أستمر هكذا، ووجدت نفسي أرتمي في أحضانه باكية، وصرخت فيه معترفة له لأول مرة بحبي الكبير له، وأنني لن أكون لغيره، وليس بوسعي الابتعاد عنه، ولن أتركه وحيداً، لا سيما بعد أن أحيل إلى التقاعد لبلوغه سن الستين، حتى أظل خادمة له· نهرني ''سيدي'' بلطف· وأبعدني عنه مؤكداً أن نظرته لي لم، ولن تتعدى اعتباري ابنة من بناته، وإذا كان في حاجة إلى رعاية في هذا السن بعد وفاة زوجته وزواج بناته فلن أكون الزوجة المناسبة لرعايته لأنه يشعر تماماً أنني ابنته، وأن مصلحتي في الزواج من هذا الشاب، وليس من الجائز أن أبقى هكذا بعد أن وصلت إلى نهاية العقد الثاني من العمر، وخرجت من أمامه أبكي، خجلة من تصرفي الذي حدث دون وعي أو إدراك مني، إلا أنني أستطيع أن أؤكد أنني كنت صادقة فيما أقول، ولن أتصور نفسي في كنف رجل غيره، وتهربت من مواجهة ''سيدي'' عدة أيام، إلى أن سافر، وطلب أن أفكر في الأمر بجدية إلى أن يعود من رحلته، ولا أعرف كيف أتصرف، وغير قادرة تماما على اتخاذ القرار السليم· هـ · خليل
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©