تتطلع ليبيا لتعزيز إنتاجها من النفط والغاز مع عودتها تدريجيا إلى الحظيرة الدولية بعدما خضعت لعقوبات صارمة دامت أكثر من عشرة أعوام وهو ما تسبب في تخلف صناعات الطاقة المحلية· وتشير مجلة ''اويل ريفيو ميدل ايست'' في تقرير إلى أن ليبيا التي تمتلك ثلث إجمالي الاحتياطيات النفطية الأفريقية أمامها فرصة رائعة لتحقيق زيادة كبيرة في حجم الإنتاج·
وتقوم الاستراتيجية الليبية على تعظيم الاستفادة من الحقول الحالية وذلك لأن القفزات المتتالية في الأسعار جعلت من تطوير الحقول الحالية أولوية أعلى من عمليات التنقيب البحرية والبرية الكبيرة· وحتى الآن لم يتم استغلال المصادر الليبية من النفط والغاز على الوجه الامثل، وهذا ما جعل خبراء النفط يحرصون على تلبية دعوة المعهد الليبي البترولي لحضور الدورة الثالثة للمنتدى الدولي لتكنولوجيا النفط والغاز ،2006 والمعرض التجاري المواكب له وذلك للتعرف على أفضل وأحدث الفرص المتاحة تمهيدا لدخول المناقصات التي تطرحها الحكومة الليبية في قطاع النفط والغاز·
ويقول محلل ليبي ''خضعت ليبيا لعقوبات الأمم المتحدة لما يزيد على عشرة أعوام ونتيجة لذلك تخلفت صناعات الطاقة المحلية· ولا يزال أمامنا طريق طويل لنسلكه· لكن المؤكد أن اللحاق بركب التطور قد بدأ بالفعل بمعدل مُتسارِع· نتطلع بشكل خاص لطفرة في أنشطة التنقيب والاستغلال، بحيث تتوفر لها عوامل الاستمرار وتكون غير ضارة بالبيئة بما يفيد الأجيال القادمة·''
ويقول بريما بلقاسم، الذي رأس المنتدى الدولي لتكنولوجيا النفط والغاز ،2006 إن المنتدى كان ذا فائدة كبيرة لفتح قنوات تعاون بين شركات النفط، وموردي المعدات والمنتجات الأولية، والخدمات، والاستشاريين، ومبتكري التكنولوجيا، وغيرهم· وركز المؤتمر على بحث مختلف أنشطة صناعة النفط والغاز في ليبيا بما في ذلك التنقيب، والحفر وإدارة الإنتاج والاحتياطي وإنتاج الغاز والتكرير والبتروكيماويات، والتكنولوجيا· كما تم تنظيم لقاءات تتيح للتفاعل بين المشاركين·
ويشير مراقبون إلى عدة تطورات بالفعل في صناعة النفط الليبية منها فقدان حقل ''حوض سيرت'' البري في شرق ليبيا للقبه القديم بأنه ''قلب صناعة الإنتاج النفطي''، وانتقال اللقب إلى حقل مرزوق الأكبر حجما في جنوب غرب ليبيا، حيث يوجد حوالي ثلثي الحقول البرية الليبية وهو ما يجعل حقل مرزوق أحد أفضل مناطق التنقيب البرية في العالم الآن وذلك بسبب توقعات بانخفاض نفقات الإنتاج فيه· ولا تختلف التوقعات كثيرا فيما يتعلق بالحقول البحرية، حيث تبحث شركة النفط الوطنية حاليا عن شريك أجنبي في عمليات التطوير والتنقيب، من خلال سلسلة من الترتيبات والإجراءات المعدلة المتعلقة بالتنقيب والمشاركة في الإنتاج· وتظهر الإحصائيات أن الحكومة الليبية تعتزم إنفاق 30 مليار دولار لرفع إنتاجها النفطي من 1,6 مليون برميل يوميا حاليا إلى 3,5 مليون برميل بحلول عام ·2015 ومن المقرر تخصيص حوالي ثلاثة مليارات دولار من هذا المبلغ لتوسعة وتطوير مصافي التكرير التي تضررت بشدة خلال فترة العقوبات الاقتصادية الدولية· وعلى سبيل المثال فان الخبراء يعتقدون أن مصفاة الزاوية تحتاج لتطوير كامل فيما تحتاج باقي المصافي لعمليات تحسين ترفع إنتاجيتها المتراجعة· كما تحتاج كل أنظمة الإنتاج والتوزيع في قطاع الغاز الليبي للتطوير، فيما تقف شبكة الكهرباء في حالة حرجة في بعض المناطق، وهو ما جعل الحكومة تتطلع لزيادة إنتاجها باكثر من 3,5 جيجاوات بحلول عام ·2010 وتخلص مجلة ''اويل ريفيو ميدل ايست'' للقول ''هذا كله يؤكد أن الآفاق والفرص هائلة في ليبيا''·
عدد اليوم
