زوجات يطالبن بسحب الثقة·· وأزواج يخشون خراب البيت!

الفلاسفة يقولون إن للأفكار أجنحة، والأزواج يقولون إن للرواتب أجنحة، وإنها سريعة الانطلاق عندما تكون بيد المرأة، وبعض النساء يعتقدن أن ''الفلوس'' هي أجنحة الرجال التي يجب أن ''تنتف'' حسب استراتيجية ومفهوم كل واحده منهن! فهذا مبارك يشعر أنه بحاجة إلى ''طبيب نفسي'' بسبب الكراهية والحقد الذي يحمله لخياط زوجته· لأنه وفق كلامه ''الخياط'' هو الشخص الوحيد الذي تبتسم له زوجته بملء إرادتها، وتعطية ربع راتبها الشهري بمنتهى السماحة من ميزانية البيت''· يؤكد ذلك بقوله: ''من اليوم لابد أن أحسم أمر ميزانية البيت، ولابد أن تكون بيدي لأن ''الزوجة'' لا تحسن التدبير في غالب الأحيان، فالميزانية يجب أن يؤخذ بها، وتقسم إلى أشياء ضرورية وغير اضطرارية وأشياء للطوارئ''· هوس التسوق إن عمل ميزانية أسرية أمر محتوم لا نقاش فيه، فجميع دول العالم تعمل ميزانية، هذا ما يشير إليه يوسف النعيمي، قائلاً: ''نحن فقط الذين لا نعمل ميزانية، فالأعباء والمصاريف الزائدة الحاصلة الآن هي نتيجة إهمال منا، فلا بد من عمل ميزانية''· وفي السياق نفسه يتحدث حسام السيد الذي يعتبر زوجته غير طبيعية في مسألة صرف الميزانية· ويضيف: ''إنها مريضة بمرض (الشوبنج)، تشتري أضعاف ما تستهلك من عطور وإكسسوارات وملابس، وماكياج، ثم تندم، وتعلن توبتها، ثم تعود مرة ثانية وثالثة لهوس التسوق''· استناداً إلى ذلك وجد حسام أن أفضل طريقة مناسبة لزوجته هي الشراء عن طريق ''النت''، حينها تكون عينها على النت، ويدها الأخرى في طبق المكسرات، والميزانية في يده· من جهتها لا ترى شادية السعدي (ربة منزل) أنَّ لمال الذي يصرف على أدوات التخسيس والتنحيف التي تملأ غرفتها يذهب هدراً من غير فائدة، أوأنَّه يؤثر على ميزانية البيت، فهي ترى أنَّ ذلك يحقق سعادة زوجها في النهاية، ويساعدها على الاهتمام برشاقتها''· لكن الأمر يختلف وفق عبدالله الزعابي، فهو يعترف بأنه مسرف إلى حد ما، مؤكداً ذلك بقوله: ''كوني رجلاً فأنا أحب الأناقة والجمال، وأجد نفسي أخصص لنفسي ما يقارب (4500 درهم) من الراتب''· ويضيف: ''رغم أن هذا يؤثر على ميزانية الأسرة، إلا أن زوجتي قادرة علي اتباع خطوات عملية لضبط ميزانية البيت دون اللجوء إلى القرض من البنك''· رصيد استراتيجي من جانبه يعتمد سلطان النعيمي وسائل منظمة لميزانية الأسرة حتى لا يقع هو أو زوجته في إشكالية الديون المتراكمة، أو الخزانة الخاوية التي تدخل الناس في إشكاليات هم في غنى عنها، بحيث يكون هناك جزء للأساسيات وآخر للكماليات، ونصيب للطوارئ، وشيء للمستقبل أيضاً، أي رصيد استراتيجي''· فالميزانية في الوقت الحالي كما يجدها سلطان: ''لها تأثير كبير علي استقرار الحياة الزوجية''· وتشدد فاطمة المطروشي على تنظيم ميزانية الأسرة، بحيث لا يكون هناك تبذير، حتى لا تتشتت الأمور ولا يدري أحد أين ذهب المال· لكن الأمر مختلف بالنسبة إلى جيهان، فقد اتخذت قرارا ثوريا بسحب الثقة من زوجها، واقصائه نهائيا من مسؤولية إدارة ميزانية المشتريات، والسبب كما توضحه جيهان: ''إن زوجي يخرج من عند البائعين محملا بكميات أكثر من المطلوب، لا يفاصل ولا يجيد الاختيار· إنه ببساطة فاشل، وهذا القرار كان ضروريا لإنقاذ ميزانية مصروف البيت''· بدوره يجد شريف عبدالسلام انه لابد للزوجين أن يعلما بأن المسؤولية ملقاة على عاتقهما معاً، فلا مجال لأن يتخلى أحدهما عن المسؤولية ولا بدَّ لكل منهما أن يمارس دوره كما ينبغي له· من غير تقتير ولا إسرافٍ ولا تبذير، وبعد تقسيم المسؤوليات يتم تقاسم الميزانية المقترحة وفقاً للاحتياجات الضرورية·