الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاستماع أساس النمو اللغوي للطفل

الاستماع أساس النمو اللغوي للطفل
9 مارس 2009 00:50
تتساءل كثير من الأمهات عن كيفية اكتشاف تأخر أطفالهن في النطق أو الكلام، أو أنهم يعانون من البطء في تعلم ونطق كثير من المفردات اللغوية التي يستعملونها، وكثيراً ما تخرج الجمل من الطفل غير مترابطة أو مفككة أو يجمع المفرد بطريقة خاطئة تثير ضحك وسخرية الأطفال الذين يكبرونه في العمر، هل هي ظاهرة مقلقة حقاً وتحتاج إي تدخل علاجي··؟ وهل من معرفة بالطرق والعوامل المؤثرة في تطور النطق واكتساب اللغة لديه حتى يكون بإمكاني مساعدته في النطق بشكل سليم؟ إن لكل طفل حالة قائمة بذاتها ويختلف عن أشقائه فيما يتعلق بمراحل نموه اللغوي كما في مراحل نموه الجسدي والعقلي والانفعالي، وعادة ما تؤثر جوانب النمو هذه على بعضها البعض· فنجد مثلاً الطفل الذي يكون نموه الجسمي سليماً أو متسارعاً نجد أن ذلك عادة يكون على حساب نموه الانفعالي أو الحركي أو العقلي، والعكس صحيح، ونادراً ما نلمس ذلك بوضوح، ولنا أن نعترف بما يسمى الفروق الفردية بين طفل وآخر· إن لكل طفل خصوصيته من حيث نموه اللغوي، ويمكن تقسيم مراحل تطور اللغة عن الطفل إلى مرحلتين أساسيتين هما: مرحلة ما قبل اللغة، والمرحلة اللغوية· ومرحلة ما قبل اللغة تشمل السنة الأولى من العمر، وفيها يكون الكلام عبارة عن بكاء وصراخ، وهما وسيلتاه للاتصال بالعالم من حوله، ثم مرحلة ''السجع''، ويمارس الأطفال هذه المهارة في عمر (3-5) أشهر مثل: ''دو، مو، كا، وو···''وترتبط بحالة الرضا والحلات الوجدانية للطفل، ومن ثم مرحلة ''المناغاة'' ويمارس الرضيع هذه المهارة في فترة (6-12) شهراً، وهي أقرب إلى تركيب مقطعين صوتيين معاً مثل:''إغغ، مومو، دودو، كوكو····'' أما المرحلة اللغوية، تأتي بعد أن يكون الطفل قادرا على نطق الكلمات، مع بداية عامه الثاني، ومن ثم جملاً قصيرة مكونة من 2-4 كلمات· ونجد أن الكلمات التي يستعملها عامة تكون محدودة بعض الشيء، ويستعمل ما يعرفه منها باستعمالات مختلفة، أو نجدها خالية من أدوات الربط أو الظرف أو الضمير أو حروف العطف واطلق على المرحلة ما بين السنتين والثلاث سنوات مرحلة الكلمتين إذ يغلب على جمل الطفل خلالها احتواؤها على كلمتين فقط ومن ثم يبدأ في اكتساب واستعمال المفردات التي تدل على اسم المكان والفعل والصفات والوقت وأيضاً كلمات النفي بشكل صحيح، وفي بداية العام الثالث تزداد مهارة الطفل في اكتساب المفردات اللغوية إذ يصبح قادراً على اكتساب ما بين 20-30 كلمة جديدة في الأسبوع الواحد إلى أن يصل في نهاية العام الثالث من عمره ليكون قادراً على التكلم بصيغ الجمع، واستعمال الضمائر، والتحدث بلغة الماضي والمستقبل كان يقول:''بالأمس حدث'' ··· أو ''غداً سأفعل كذا···''، ''ويوم العطلة الأسبوعية لماما سنذهب معاً إلى الحديقة''··· وهكذا· ولمزيد من الوضوح يمكن الإشارة إلى أن الطفل مابين الثالثة والرابعة من العمر تصبح الجمل التي ينطقها أكثر تعقيداً وتحتوي على الأسماء والأفعال والأماكن والأزمنة بشكل صحيح تقريباً، ويبدأ في أن يبرز لباقته وانطاقة لسانه· وان كان يخطئ في استعمال الجمع ولا يفرق تماماً بين جمع المذكر والمؤنث السالم وجمع التكسير فنجده يقول مثلاً ''قلمات'' لجمع قلم، أو''تفاحات'' أو''كرسيات''وهكذا· مع إكمال العام الرابع تقريباً تزداد مهارة الطفل في تكوين الجمل الأكثر تعقيداً، وتظهر قدرته على الربط في الكلمات وفي المعاني ويصبح بامكانه التعبير عن الأسباب والصفات، وأن يصنف موقفاً محدداً أو يعرب عن رغباته بشكل واضح تقريباً ومفهوم وما بين الرابعة والخامسة من العمر تلاحظ الأم أن الطفل سيكثر من استعمال أدوات الاستفهام ويتقن إلى حد ما سرد الأحداث بتسلسل زمني، وما بين الخامسة والسادسة يصبح الطفل متحدثاً جيداً مثل الكبار ويكون بامكانه إيصال ما يريده بوضوح وطلاقة، كما يكون بامكانه تطبيق قواعد آداب الحديث والاستماع ويمتلك القدرة على وصف ذاته ورغباته وعواطفه أشبه بلغة الكبار· وهنا تجدر الإشارة إلى أن إتقان الطفل لمهارة الحديث والحوار عملية مكتسبة يكتسبها خلال سنوات عمره الأولى، ومن خلال احتكاكه المباشر بمن حوله سواء في البيت أو الحضانة ومن خلال ثقافة المجتمع المحيط به ونوع التنشئة الاجتماعية التي يتلقاها· ومن ثم فإن هناك عوامل خارجية تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر في تطور النمو اللغوي لدى الطفل بغض النظر عن الفروق الفردية بين الأطفال من أهمها كمية المفردات واللغة التي توجه إلى الطفل بشكل مباشر من الأم وباقي أفراد الأسرة، ومحاولات المحيطين به من إقامة حوار ذات طبيعة خاصة بين وقت وآخر بدءا بـ''المناغاة'' في طفولته المبكرة، فضلاً عن حرص الوالدين على تسمية الأشياء والموجودات المحيطة به وإثارة انتباهه إليها كلما أمكن لهما ذلك إلى جانب حسن واستثمار لحظات اللعب في إقامة حوار متنوع ومثير لانتباهه ومن خلاله يستطيع الطفل اكتساب الكثيرمن المهارات والمردات اللغوية· نشير إلى أهمية الاستعانة بالقصص والحكايات المصورة في مرحلة لاحقة، وتشجيع الطفل نحو التبادل الحواري مع دميته ومع الآخرين مع تدريبه مع بداية العام الثالث على فن الحوار وآدابه وكيفية ابداء رأيه أو حاجته بكلمات يسمعها ممن حوله حتى يسهل عليه اكتسابها، وتشجيعه أيضاً على الاستعانة بالرسم والصور وسماع الموسيقى والبرامج التليفزيونية المناسبة لعمره وتشجيعه أيضاً على استعمال الكلمات الصحيحة والنطق الصحيح، والكف عن نهره وتأنيبه عند الخطأ وعدم الاستهزاء والسخرية بما يقوله أو ينطق به، بل نحفزه بشكل هادئ ومحبب ودون تسرع نحو النطق السليم، وفي مرحلة لاحقة بامكان الأم أن تعلم طفلها حروفاً وكلمات بسيطة من خلال الرسوم والصور وحسب قدراته بامكانها أن تطور لديه هذه المهارة·· ويجب على الآباء والأمهات إدراك قاعدة مفيدة وأساسية أن الطفل الذي يحسن وتتاح أمامه فرص جيدة من الاستماع سيتمكن بشكل جيد من التحدث بطريقة أفضل·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©