الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نواكشوط تختنق بسبب الفوضى العمرانية والنزوح إليها

نواكشوط تختنق بسبب الفوضى العمرانية والنزوح إليها
23 سبتمبر 2013 21:48
تعاني العاصمة الموريتانية نواكشوط من فوضى عمرانية كبيرة بسبب النمو السكاني وانعدام التهيئة العمرانية والبنية التحتية وانتشار البناء العشوائي الذي يتحول بين ليلة وضحاها إلى منازل شرعية، إضافة إلى غياب الرقابة من طرف الجهات المختصة، وهو ما نتج عنه انتشار سريع وسرطاني لبنايات عشوائية لم تراع فيها أدنى الشروط. تتسبب هذه الفوضى العمرانية في مشكلات مرورية، ونقص في التجهيزات، مما يؤثر سلباً على حياة المواطنين وصورة العاصمة، وعلى الرغم من الخطط التي وضعتها السلطات لتحقيق تهيئة عمرانية منسجمة مع تطور العاصمة، إلا أن الكثافة السكانية المرتفعة والتوسع العمراني تسبب في إفشال خطط تحديث العاصمة، والحد من مظاهر الفوضى العمرانية. مشكلات بالجملة تقع نواكشوط بالقرب من شاطئ المحيط الأطلسي، وهي مشيدة على أرض منخفضة، لا تحميها تلال ولا مرتفعات صخرية، بسبب عوامل التعرية واستنزاف الحزام الرملي الذي يفصل بين المدينة والمحيط، حيث ظهرت في هذا الحاجز فتحات عدة، واختفت الكثبان الرملية مع توسع المدينة وكثرة أعمال البناء والإنشاءات، وأمام خطر الغرق الذي أصبح يهددها باتت خيارات وخطط إعادة تحديث المدينة محصورة ولا تتماشى مع النمو العمراني وتزايد السكان. كما ساهم موقع نواكشوط بين المناطق التعدينية في الشمال والمناطق الزراعية في الجنوب في جعل العاصمة عرضة لهجرة العمال والمزارعين الذين فقدوا وظائفهم بسبب الجفاف والبطالة، فأصبحت منطقة نواكشوط من بين أكثر المناطق كثافة سكانية، حيث تضم نحو ثلث سكان موريتانيا. تراخي السلطات ويقول المهندس أحمد ولد لمرابط، إن غياب مخطط عمراني واضح المعالم لمدينة نواكشوط يواكب النمو السكاني ويفرض وجود شوارع واسعة ومنازل قائمة على أساس تخطيطي حديث ومساحات خضراء تكون بمثابة الرئة والمتنفس للمدينة، سبب رئيس لهذه الفوضى التي تعيشها نواكشوط منذ إنشائها. ويرى أن تراخي السلطات وعدم اهتمامها بمعالجة مشكل البناء العشوائي والتهيئة العمرانية للأراضي قبل السماح ببنائها، تمثل عقبة في وجه محاولات الحد من مظاهر الفوضى العمرانية التي لن تتوقف دون سياسة حازمة وحلول ناجعة لمشكلات الاكتظاظ السكاني. ويضيف أن «النمو السكاني لم يواكبه نمو عمراني، كما أن الدولة لم تجد حلولاً لمشكلات إيواء البدو والزنوج وتركتهم في أحياء غير مخططة يبنون منازلهم كيفما يشاؤون». وعن المشكلات التي تتسبب بها هذه الفوضى العمرانية يقول المهندس ولد لمرابط: «هناك الاختناقات المرورية الناتجة عن عدم وجود مفترقات طرق حضرية وجسور سالكة داخل المدينة وفوضوية الأسواق داخلها والافتقار إلى شبكة الصرف الصحي ومناطق لمعالجة القمامات، إضافة إلى عشوائية البناء وعدم انسجام البنايات والأحياء وبعد التجهيزات الحضرية كالمدارس والمستشفيات عن السكان، كل هذا يخلق أزمات كبيرة لمدينة لم يمض على تأسيسها إلا فترة قصيرة مقارنة بعمر العواصم والمدن الكبيرة». عاصمة فتية كانت نواكشوط تضم ستة أحياء سكنية رئيسية حين أُسست منتصف القرن الماضي، ثم تضاعف عددها خلال السنوات العشر الأخيرة نتيجة الجفاف ونزوح البدو، حيث تم إنشاء مناطق التوسع العمراني الحديث في أحياء جديدة سميت بـ«الانتظار» و«الترحال»، وهي اليوم أكثر الأحياء سكاناً وازدحاماً. ويرى أحمدو ولد الشريف، المسؤول داخل المجموعة الحضرية لنواكشوط، أن تركيب العاصمة، والتوسع الذي عرفته دون تخطيط، سببا هذه المشكلات التي تعانيها، ويقول «في العهود السابقة كانت السلطات تتغاضى عن الاستيلاء على الساحات العمومية وتوزيع القطع الأرضية المخصصة للبدو والمحتاجين وتحويل البنايات العشوائية إلى عمارات شاهقة،، لكنْ هناك عزم وتصميم اليوم على التصدي بكل صرامة لظاهرة البناء العشوائي ومتابعة المستفيدين من القطع الأرضية أمام القضاء». ويضيف «اليوم نواكشوط تعاني بشدة أزمة السكن العشوائي الذي وسع من نطاقه بشكل كبير، وأنتج تجمعات عشوائية بحجم مدن صغيرة تناسلت لتلتهم المزيد من الأراضي، والسلطات تعمل حالياً على إعادة تأهيل هذه الأحياء بشكل يسمح بتوفير مساكن آمنة وتقريب المصالح والإدارات العامة منها». خطة لإعادة تنظيم وسط المدينة عن الاستراتيجية التي تتبعها بلدية نواكشوط لحل مشكلة الفوضى العمرانية، يقول أحمدو ولد الشريف: «هناك خطة لإعادة تنظيم وسط المدينة، وإنشاء شبكة طرقية متكاملة، وتزيين واجهات البنايات، وتبليط الأرصفة، وإعادة تنظيم الأسواق، وتنظيف المدينة، وفي الأحياء الجديدة هناك خطة لإنشاء شوارع واسعة، وخلق بنية تحتية عصرية تستجيب لمتطلبات العصر والحداثة».
المصدر: نواكشوط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©