السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

عدم الفوز بميدالية أولمبية في لندن ليس إخفاقاً والتأهل فقط إنجاز

عدم الفوز بميدالية أولمبية في لندن ليس إخفاقاً والتأهل فقط إنجاز
16 سبتمبر 2012
معتز الشامي (دبي) - رفض المستشار أحمد الكمالي عضو مجلس إدارة الاتحاد الدولي لألعاب القوى رئيس اتحاد الإمارات وصف عدم قدرة أم الألعاب على الفوز بميدالية أولمبية في لندن بالاخفاق، وقال في حوار مع «الاتحاد»: “مجرد التأهل إنجاز في حد ذاته، فنحن نعمل من أجل المستقبل ونعد أجيالا لديها القدرة على مقارعة الكبار، ولكن بالصبر والجهد والسعي على حل مشكلات اللعبة التي نواجهها يوميا، خاصة فيما يتعلق بأزمة تفريغ اللاعبين من أعمالهم”. وتابع: “من يقول إننا اخفقنا لا يعرف شيئا عن الرياضة بشكل عام وألعاب القوى على وجه التحديد، لأننا حققنا خلال السنوات الأربع الأخيرة فقط 116 ميدالية بين آسيوية وخليجية وعربية وغرب آسيوية”. وأوضح: “الميدالية الأولمبية تحتاج لأن يضحي المجتمع وكل المؤسسات الحكومية بالدولة ولا يجب أن نقاتل يومياً في مختلف الجهات للعمل على تفريغ لاعبينا”، مشيراً إلى أنه دون حل مشكلات تفرغ اللاعبين من وظائفهم عبر قانون اتحادي قوي يجبر كافة الجهات على تنفيذه، فلن يتحقق أي أمل في تقديم ابطال ينافسون ويفوزون بميدالية أولمبية، وألعاب القوى تحتاج إلى برامج إعداد مستمرة، وتفرغ كامل للاعب لمدة لا تقل عن 10 سنوات”. وقال: “سأضرب مثلا بأحد لاعبي المنتخب الذي قمنا بإعداده طيلة 3 سنوات مضت للتأهل لأولمبياد لندن، وكان اللاعب قريبا بالفعل من التأهل، ولكن في السنة الأخيرة من مشواره نحو التأهل، قطعت جهة عمله الاجازة المفتوحة دون اسباب مسبقة واصرت على عودته مرة أخرى، ما ادى لاهدار أموال وجهد وخطط واعداد أولمبي، وضاع كله هباء منثورا”. أما عن رواتب اللاعبين خلال فترات الاعداد والمشاركات فقال الكمالي: “نمنح لاعبينا على مستوى المنتخب الوطني ما يصل مجموعة بين 7 إلى 10 آلاف درهم شهريا، في الوقت الذي يحصل فيه ابطال آخرون في دول أخرى على عشرات الآلاف من الدراهم شهريا، ما يعكس الفجوة بين واقعنا وواقعهم”. وأكد الكمالي احتياج اتحاد ألعاب القوى لمبلغ 12 مليون درهم سنويا لتنفيذ استراتيجيته وما لديه من برامج وخطط لتطوير اللاعبين لتحقيق هدف بلوغ الانجاز الأولمبي بداية من دورة 2016 وما بعدها، وذلك في ألعاب معينة من القوى وليس كلها خصوصا في سباقات الجري للمسافات المتوسطة وقفز الحواجز، وأوضح أنه يعرف كيف وأين ينفق هذا المال ومن سيحقق به نتائج وإنجازات، بينما لو وضع المال في يد إدارة اتحاد لا تعرف شيئاً عن التخطيط، فمن الممكن أن ينفق على الحفلات والاستقبالات. وعن الآراء التي اطلقها البعض وأكدوا خلالها ثقتهم على الظفر بميدالية أولمبية، قال: “هذا الكلام غير علمي وغير صحيح، فبولت نفسه لا يضمن ميدالية ولم يكن يضمن ذهبية الـ100 متر الأخيرة في لندن ولا يمكن أن يضمن هو أو غيره ميدالية في 2016”. إعادة هيكلة واقترح الكمالي إعادة هيكلة المنظومة الرياضية بشكل عام، وتوزيع الأدوار بين الجهات التي تقود الرياضة وهما تحديدا، الهيئة العامة للشباب والرياضة واللجنة الأولمبية، فالأولى مسئولة عن الإدارة والجوانب الادارية والدعم اللوجستي والبنية التحتية، والثانية مسئولة عن الاعداد لأي مشاركة خارجية، ويجب أن تضم متخصصين في كل الألعاب لهم خبرات واسعة في ألعابهم، وقال: “نعاني من غياب التخصص في العديد من الاتحادات، لقد حصلت على 5 دورات في التدريب، وذلك حتى أتخصص في أدق التفاصيل الفنية للعبة، كما عملت مع جميع رؤساء الاتحاد منذ أن كنت لاعبا وكان أحمد الخرجي أول رئيس لجمعية ألعاب القوى، وتعلمت من قيادات رياضية كانت لها فلسفتها مثل معالي الفريق ضاحي خلفان وناصر الجنيبي وإبراهيم المحمود فجميعهم قامات رياضية افادت البلد انتهاء بمحمد هلال الكعبي الذي عملت معه في اتحاد سابق ايضا، ونحن نحتاج لمسئول تدرج ونهل من قيادات مختلفة ومتعاقبه يتخصص في رياضته”. أما عن مطلب توزيع الادوار بين الهيئة والأولمبية فقال: “الجهتان بينهما شهر عسل الآن، والوقت مناسب للبدء في اعادة هيكلة العلاقة بينهما وتوزيع اختصاصاتهما معا بالتراضي، وإلا فستضيع المسؤولية ولن نقدر على محاسبة اي جهة لتداخل الادوار”. وأبدى الكمالي قناعته بضرورة أن تتم محاسبة الاتحادات بعد أي اخفاق وقال: “محاسبة من يدير الألعاب الرياضة مطلب ضروري، ولكن بشرط توفير الدعم المادي واللوجستي والبنى التحتية، ووقتها تستطيع أن تحاسب، لترى من يصلح ومن لا يصلح، فنحن نحتاج لصرامة في التعاطي مع الادارة الرياضية”. صناعة الإنجاز ولفت المستشار أحمد الكمالي إلى أن تحقيق إنجاز أولمبي يتطلب توافر عدة عوامل أبرزها أن يؤمن اللاعب نفسه بأهمية هذا الهدف، وأن يكون قادما من اسرة وبيت يقدران قيمة ما يفعله ويدفعانه لتحقيق الإنجاز بالصبر على فترات الاعداد والمعسكرات الطويلة وغيرها من الأمور الأخرى”. وقال: “هناك بيوت معدودة في الدولة لديها مشاريع أبطال في الألعاب المختلفة، فعائلة القبيسي مثلا قادرة على تقديم ابطال في البولينج، وكذلك عائلة عبد الله السويدان ستخرج ابطالا في الدراجات وأسرة الشيخ أحمد بن حشر قادرة على اخراج ابطال رماية، وحتى عندي في بيتي هناك مشروع بطلة أولمبية هي ابنتي الصغيرة مريم، ما يعني أن وجود اسرة لديها قناعة قوية باللعبة نفسها يعتبر خطوة مهمة نحو تحقيق الإنجاز، لكن المطلوب هو العمل على نقل نفس الاهتمام لبقية الأسر وتعزيز نشر الرياضة على المستوى المدرسي وانتقاء الموهوبين والانفاق على إعدادهم بشكل علمي وصحيح”. وتابع: “في كل دول العالم خصوصا التي خرجت ابطالا في أم الألعاب تجد أن الفقر والحاجة كانت دوافع قوية في خلفية البطل الفكرية والاجتماعية، فمعظم الأبطال الكبار خصوصا القادمين من دول فقيرة، كانت الحاجة للمال وتأمين المستقبل، هي دافعهم لتحقيق انجازاتهم، وأضاف: “للأسف، معظم لاعبينا مدللون للغاية، بل وبعضهم يركب أحدث موديلات السيارات وينفق ببذخ، فبالتالي لن يكون لديه التعطش الكافي للمال الذي يدفعه للصبر على مشقة الاعداد للمستوى الأولمبي”. وأشار إلى أن حالة الشيخ أحمد بن حشر أول وآخر من حقق ميدالية ذهبية أولمبية للدولة، تعد حالة استثنائية وتتعلق بتنشئته التي جعلته يعشق رياضة الرماية ويحقق فيها الإنجاز بدون دوافع المال أو الهرب من الفقر. تصريحات عبدالملك انتقل المستشار أحمد الكمالي للحديث عن تصريحات إبراهيم عبد الملك الأمين العام للهيئة العامة للشباب والرياضة لـ”الاتحاد”، واعتبرها تشريحاً واقعيا لحال الرياضة، التي تحتاج لصرف ضخم على البنية التحتية، وخطط التطوير القادرة على صنع انجاز أولمبي، وقال: “عبد الملك لم يطلب شيئا لنفسه عندما رفع ميزانية الهيئة إلى مليار و600 مليون في 4 سنوات للانفاق على الرياضات بشكل عام، ثم التركيز على 6 اتحادات مجتمعة خلال فترة الاعداد للأولمبياد، بواقع 400 مليون في السنة، فالهيئة تنفق 800 مليون درهم في 4 سنوات على الرياضة، وكل ما طلبه الأمين العام هو 800 مليون إضافية أخرى تنفق على دعم خطط التطوير، بالاضافة للبنى التحتية والمنشآت، وكل رياضي ومسئول يعلم ذلك تماما، فلماذا كل هذا الرفض، ويكفي أن أذكر أن اتحاد ألعاب القوى القطري ميزانيته 32 مليون درهم سنويا بينما نحن لا نصل للمليون”. وأكد رئيس اتحاد أم الألعاب أن الضجة التي اثيرت وعاصفة الانتقادات التي طالت حديث عبدالملك، تعكس أن المناخ الرياضي بات ضبابيا ولا يوجد أي تفكير في أي رأي آخر مهما كان صحيحا، وقال: “علينا الاعتراف أن المجتمع الرياضي بات مليئا بالمجاملات، حتى اصبح الأمر “تصرفا تلقائيا” وطبيعيا لدى بعض المسئولين عن الرياضة، فالأمور لا تسير سواء في الاتحادات أو الأندية إلا بالمجاملات، وهناك ايمان كامل في الساحة الرياضية بمقولة من ليس معي فهو ضدي”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©