السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

متلازمة المتاعب تطارد الأطفال

29 ديسمبر 2006 00:46
تشير الدراسات الإحصائية إلى أن 7 في المئة من جميع الأطفال والمراهقين على المستوى العالمي يعانون من متلازمة فرط الحركة أو النشاط ونقص التركيز أو الانتباه، وان معدل الإصابة بهذه المتلازمة بين الذكور ثلاثة أضعاف معدله بين الإناث· وعلى الرغم من عدم وجود أرقام رسمية صادرة عن الدول الخليجية، إلا أن منتدى نقص التركيز وفرط الحركة الذي عقد مؤخرا في دبي، سلّط الضوء على ضرورة الاعتراف بهذه المشكلة الصحية· ويرى الدكتور عماد جاد من الجامعة البريطانية في دبي أن متلازمة نقص التركيز وكثرة الحركة أحد أكثر المتلازمات السلوكية العصبية شيوعاً، وتبدأ الإصابة بهذه المشكلة في فترات الطفولة المبكرة، ويمكن أن تستمر أعراضها حتى سن المراهقة وفي مرحلة سن البلوغ· وإذا كان الطفل مصاباً بالنقص في التركيز وكثرة الحركة، فإنه يعاني من حالة مزمنة من عدم الانتباه والنشاط الحركي القسري أو العدواني أحياناً أو كلا الحالتين· ومن جهة أخرى يقدر أطباء النفس أن متلازمة النقص في التركيز وكثرة الحركة هي مشكلة شائعة على مستوى المنطقة، كما أن الاعتقادات الخاطئة الشائعة تزيد الحالة سوءاً· ويقول الدكتور عامر سعد الدين اختصاصي الأمراض النفسية في جمعية دبي الطبية: ''من أكثر الشائعات ذيوعاً حول الأطفال المصابين بالنقص في التركيز وكثرة الحركة أنه ينظر إليهم على أنهم مثيرون للمشاكل وغير مؤدبين إضافة إلى تدني التحصيل الدراسي، بيد أن ما لا يدركه الناس وأولياء الأمور على وجه الخصوص أن السلوك الذي يصدر عن هؤلاء الأطفال ينبع في الواقع من مشكلة مرضية حقيقية· وبصورة رئيسية فإن الأطفال والمراهقين الذين يعانون من هذا المرض يتحملون أعباء الجانبين، حيث يتعين عليهم معايشة الآثار السلبية الناجمة عن المتلازمة والإهمال والازدراء الذي يلقونه من الآخرين نتيجة سوء فهم لمشكلتهم''· واستناداً إلى استطلاع تم القيام به من قبل الاتحاد العالمي للصحة قبل سنوات قليلة، تبين أن طول المدة اللازمة لتشخيص النقص في التركيز وكثرة الحركة بطريقة مهنية متخصصة تختلف بشكل واسع من منطقة إلى أخرى، وفضلاً عن ذلك فقد كشف الاستطلاع ذاته أن 91 في المئة من المشاركين فيه يشعرون بالتوتر النفسي أو القلق إزاء أطفالهم الذين يعانون من النقص في التركيز وكثرة الحركة، فيما قال 63 في المئة من هؤلاء أن النشاطات العائلية تتعرض للإرباك أو الفشل بسبب سلوك الطفل المصاب بالمتلازمة· وذكر أكثر من نصف الآباء (53 في المئة) أن أطفالهم يتم استبعادهم من النشاطات الاجتماعية· ويؤكد الأطباء أنه في حال ترك هذه المشكلة من دون علاج، فإن الكثيرين من الأطفال يمكن أن يعانوا من الفشل الأكاديمي، ويمكن أن يتعرضوا للحوادث وإصابات الجروح، ويمكن أن يؤدي ذلك في مرحلة لاحقة إلى صعوبات في الحصول على وظيفة أو إقامة علاقات مع الآخرين· ومن أكثر العلاجات التي ينصح بوصفها للأطفال المصابين أحد العقاقير غير المنبهة أو الحافزة، مثل عقار ''ستراتيرا'' الذي يوفر الراحة من أعراض المتلازمة لمدة تصل إلى 24 ساعة· وعلى المدى البعيد، تكون أفضل طريقة للتعامل مع النقص في التركيز وكثرة الحركة من خلال علاقة التعاون بين الطفل والأسرة والمسؤولين في المدرسة والمتخصصين في مجال الرعاية الصحية·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©