الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

زملائي الجُدد

29 ديسمبر 2006 00:45
محمد المزروعي eachpattern@hotmail.com بعد أن اتخذت بعض المؤسسات خطوة التخلص من بعض موظفيها، بغرض التأهيل والتطوير، وأقول التخلص لأن جزءاً أصيلاً من هذه العملية التي كان المقصود بها البناء والمشاركة تعلية لامكانات الموارد البشرية، قد طالها بعض الإجحاف، وهذا ما له تفسيرات تعود إلى طبيعة الإدارات التنفيذية ومصالحها· (لكن هذا ليس هو الموضوع)· بالطبع تم تحويل الجميع على الجامعة لبداية التأهيل، وتم تصنيفنا، وبدأنا الدورة الأولى في اللغة الإنجليزية، والتي ستتبعها دورة ثانية، فدورة عامة في الكومبيوتر، فالتخصص في ما هو متاح من العلوم الإدارية، حتى لو كانت اتجاهات بعضنا مختلفة، فنحن مضطرون لذلك· (لكن هذا ليس هو الموضوع)· بدايات تعارف، تذمر، شعور بالوحشة من الطبيعة التي تم بها الانتقال من حال إلى حال، أو لنقل الإبعاد، حسب رؤية البعض، حوارات حول هذه الخطوة وحكمتها من ناحية، وحول الطريقة التنفيذية التي تمت بها من جهة أخرى، ومَن يستحق التأهيل فعلاً، ومن ظُلِم، واستطرادات حول مفاهيم العدل والظلم، ومن ثم تسليم بالأمر الواقع· (لكن هذا ليس هو الموضوع)· اقتربت الدورة الأولى من نهايتها وصرنا على مشارف امتحانها النهائي، وصرنا أكثر معرفة ببعض، أكثر حميمية، برغم عدم التعرف المباشر للبعض بالبعض، وتواءمنا الضحك واللعب، وخف التذمر تدريجياً إلا مِن بعض فورات، مِن الضروري أن تظهر من حين إلى حين، فلن يكفي الوقت الذي مرَّ للتعود على مَن نحن هُم الآن، ولن يستطيع النسيان أن يغلف التشنجات الذاتية بهذ السرعة· (لكن هذا ليس هو الموضوع)· نقول نحن تلاميذ فَُِّّّلمََُّّف، تذكّراً لأيام التلمذة حين كنا صغاراً، ويقولون لنا لا، أنتم شركاء ففََُّّكىفُّمَّف، بعضنا يبتسم من تحت ضرسه، لكن الفكرة التي أصبحت غالبة هي الانخراط في وضعية التلميذ أكثر منها المُشارِك، لما فيها من حقيقة ملتصقة أكثر بوضعنا، ولما لكلمة ''التلميذ'' من قدرة على استدعاء أيامنا الحلوة· (لكن هذا ليس هو الموضوع)· العودة إلى أيام الطفولة لها زهوها، لكنني أدركت أن جميع زملائي ما يزالون أطفالاً برغم تجاوز أغلبنا لمنتصف الثلاثينات، وصولاً إلى أواخر الستينات، فالطفولة احساس بالفرح غير المُدرَك، وها نحن نعود إلى هذا الإحساس مرة أخرى، لكن بأجساد طحنتها الخبرة· (لكن هذا ليس هو الموضوع)· أفكر أن أكتب ''رواية وثائقية'' عن خروجي من عملي بالمجمع الثقافي، وكيفية التحولات التي تمَّت، وأشكال انتقال السُلطة من إدارة إلى إدارة، وعنف الفردية التنفيذية، والمقارنة بين من خرجوا ومن تبقوا ومن وفدوا من جديد إلى المكان، وما كان عليه الوضع، وما آل إليه، لكن ذلك لن يأخذ أكثر من عشر صفحات، أما باقي الرواية والذي سيتعدى المئة، سيكون عن هؤلاء التلاميذ، عن حياة الدراسة، عن الرجوع إلى المرح، والخلافات البسيطة، والأبلاوات والأساتذة، والحضور والغياب· (لكن هذا ليس هو الموضوع)· فكما قال ''نيتشة'': (ليس إلا بأكبر قوة من الحاضر، يجب تفسير الماضي)· مفكوِفُُّّمَْüوٍُُّفىٌ·كٍُ
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©