حقوق الفلسطينية مطحونة بين التقاليد والاحتلال

المرأة الفلسطينية تعمل بدأب منذ مطلع القرن الماضي على تحسين شروط حياتها ومشاركتها وحاولت التحرر من مجتمع سيطر عليه الرجل الذي صادر حقوقها باسم العادات والتقاليد التي اخترعها بنفسه· وبين أول مؤتمر نسوي عقد في مدينة القدس حضره 300 سيدة فلسطينية وعربية سنة 1929 واليوم حيث ترتفع نسبة الطالبات عن الطلبة في جامعة النجاح الوطنية كبرى الجامعات الفلسطينية بـ 5 في المائة مسافة قرن من التحرر من القيود الاجتماعية والسياسية· خطت المرأة الفلسطينية خطوات واسعة، واحتلت مكانتها في العملية السياسية والاقتصادية والاجتماعية غير أن مسيرة التحرر هذه التي لم تكتمل بعد ولم تكن معبدة بالورود بل بالتضحيات· في مسيرة التحرر من القيود الاجتماعية، دفعت النساء ثمنا باهظا باسم قانون ذكوري معنون بالشرف حيث تستمر هذه الظاهرة وسنوياً يوثق مقتل العشرات من النساء لمجرد اختيارهن للشريك وقد وثقت مؤسسات نسوية مقتل 121 امرأة فلسطينية خلال الأعوام الستة السابقة· وسجلت حادثة خروج شاب من منزله يحمل سكينا ويقول:''اشهدوا غسلت العار''· بعدها شاع أنه قتل شقيقته البالغة (18 سنة) لأنها تعرضت للاغتصاب من قبل ثلاثة رجال من قرية مجاورة خطفوها ليومين، حينها علمت أن هذا الشاب اتخذ القرار بعد التشاور مع من يسمونهم بحكماء العائلة، وطبعا لم يعاقب أحد على هذه الجريمة، فقد قتلت الضحية مرتين عندما اغتصبت وعندما نحرت أمام شهود الزور وأغلق الموضوع· على صعيد المسيرة السياسية، ظهر دور المرأة الفلسطينية جلياً في الانتفاضة الفلسطينية الأولى حيث شاركت في الفعاليات الشعبية، ووقفت إلى جانب الرجل بل أخذت مكانه في بعض الأحيان حيث كانت هي الأم وهي الأب عندما يغيب الرجل عن البيت بسبب مطاردة الاحتلال له أو بسبب السجن أو الاستشهاد· وفي الانتفاضة الثانية، قتلت إسرائيل 440 امرأة فلسطينية حسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فيما اعتقلت المئات لفترات متفاوتة وأجبرت العشرات من النساء على الولادة عند الحواجز العسكرية الإسرائيلية المنتشرة في الضفة الغربية التي تقدر أعدادها حسب مؤسسات أممية ومحلية بـ 630 حاجزا منها 80 حاجزا يسيطر عليها جنود إسرائيليون ومثلها متنقل والبقية عبارة عن بوابات حديدية ومكعبات اسمنتية وجدران وسدات ترابية· وكان بحث أجرته صحفية كندية في عشر دول عربية وإسلامية من بينها فلسطين حول أوضاع المرأة العربية والمسلمة بين أن المرأة الفلسطينية الأكثر اضطهاداً من قبل المجتمع رغم ارتفاع نسبة تعليم المرأة بشكل ملحوظ· ولم يتبدل الحال كثيراً بعد ظهور نتائج البحث فما زالت الفلسطينية في يوم المرأة العالمي الذي صادف أمس تناضل لتحرير نفسها ووطنها·