الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الاخطبوط الخارجي يعقد الأزمة اللبنانية

29 ديسمبر 2006 00:05
بيروت - الاتحاد: أكد العلامة اللبناني السيد محمد حسين فضل الله أن الأزمة اللبنانية بالغة التعقيد بسبب ارتباطها بـ''الاخطبوط'' الخارجي، رافضاً تشبيه لبنان بالعراق، ومعتبراً أن ما يجري في هذا البلد لا يمت بصلة الى الطائفية بل يتحرك قبلياً وعشائرياً· وقال العلامة فضل الله في حوار مشترك لقناة ''أبوظبي'' الفضائية وجريدة ''الاتحاد'' إن الخلاف في لبنان هو بين فريقين الأول ويمثل الأكثرية التي تضم كل الطوائف والثاني يمثل المعارضة التي تضم ايضاً كل الطوائف، حول احقية التمثيل في الحكومة· وقال إن الأزمة اللبنانية في مفرداتها مسألة الشرعية فهناك فريق يعتبر شرعية الحكومة، وآخر يعتبر أن الحكومة غير شرعية، وعلى هذا الأساس تتحرك قضية المحكمة وكل القضايا التي صدرت عن الحكومة وهذه القضية تحتاج الى حل وأظن أن المبادرة العربية كانت تحاول ذلك ولا ادري اذا ما كانت أعلنت فشلها ام لا· واشار العلامة فضل الله إلى أن عمق المسألة هو محور خارجي، لأنه من خلال متابعة التصريحات الصادرة عن الإدارة الأميركية وعن الرئيس بوش يتضح أن الرئيس الاميركي يدخل في المسألة اللبنانية بشكل مباشر، ولذلك فانه يمنع الحل الذي يمكن أن يحقق للمعارضة ما قد يعتبر انتصاراً لأن فشله في العراق يريد تغطيته بنجاحه في لبنان· وأعرب عن اعتقاده بأن المسألة بالغة التعقيد لأنها مرتبطة بالاخطبوط الخارجي وليس الداخلي· وشدد على أن رجال الدين هم مواطنون كبقية المواطنين، ولكن عليهم أللا يكونوا فريقاً لجهة دون أخرى بحيث يتحولون الى موظفين لدى هذه الجهة السياسية او تلك، كما يلاحظ عند بعض رجال الدين في لبنان، لاسيما وان رجال الدين عليهم أن يعملوا على اساس تأكيد المحبة بين اللبنانيين ولكن بعضهم قد انحرف عن الخط المستقيم· واوضح أنه لا يفهم ان يكون الصراع مذهبياً في لبنان، لماذا: لأن المعارضة تضم عدة طوائف والموالاة تضم عدة طوائف، اما في العراق فإن المسألة تتمثل في صراع الطوائف وكل طائفة تسعى للحصول على حقوقها وفق رأيها في الحكم، مما شكل حساسية بين طائفتين في مسألة السلطة في العراق، عكس لبنان تماماً، حيث إن الحكومة ليست سنية، بل ائتلافية يرأسها سني، كما ان البرلمان يرأسه شيعي، ورئاسة الجمهورية يرأسها ماروني، وليست هناك اية مشكلة بين الطائفتين السنية والشيعية في البلاد لمجرد ان يكون رئيس الحكومة سنياً، لأن الحكومة تشتمل على جميع الطوائف· وقال: إن ادخال العنصر المذهبي ليس له اي مدخلية في الواقع السياسي او الطائفي كلية، فالمعارضة لم تقف ضد الطائفة السنية وانما وقفت ضد الحكومة بمجموعها والهدف هو قيام حكومة تضم جميع الفعاليات والفرقاء في هذا المجال، وليست هناك دعوة لحكومة شيعية على انقاض الحكومة السنية بل دعوة لحكومة لبنانية من خلال بعض التصحيحات والتوسيعات على انقاض الحكومة الحاضرة· ولفت الى أن الذين يثيرون القضية المذهبية في القضية السياسية هم أشخاص يتحدثون عن شيء لا وجود له· وأكد أن الطائفية ليست ديناً، بل الطائفية عشائرية وقبلية، وأن الكثير من الطائفيين لا يؤمنون بالله، ولا بالانبياء، لذلك فإن المسألة هنا في مثل هذه المقولة، تعنى ان النظام اللبناني ليس نظاماً دينياً، بل هو نظام طائفي قبائلي عشائري يتغذى من الأوضاع البشرية للطوائف، لا الاوضاع القيمية او الروحية للطوائف·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©