الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الدراسة ON LINE مقاعــد في الأثير

الدراسة ON LINE مقاعــد في الأثير
5 مارس 2016 02:08
استطلاع: منى الحمودي، جمعة النعيمي، ناصر الجابري غيرت التقنيات الحديثة الكثير من مفاهيم الحياة، من اقتصاد، وتجارة، واجتماع، وتعليم، وعلوم.. الأمور أصبحت أسهل اليوم عبر النت واللاب توب. كانت الرحال تشد للتعليم قبل ثلاثة أو أربعة عقود.. بينما اليوم تتواصل مع أستاذك عبر الأثير، تسأله ويجيب وتحصل على المعلومة. وهذا فتح أبواباً عدة أمام الملايين من البشر ليواصلوا تعليمهم الثانوي والجامعي وحتى الحصول على درجات علمية عبر التقنيات الحديثة «أون لاين»، ولم لا؟ فهذه سمة العصر الذي نحياه ونعيش فيه ونتعامل بأدواته. وهناك جامعات عريقة واكبت هذا التطور واستطاعت أن تؤسس لنفسها مكاناً «عن بعد». «الاتحاد» استطلعت الآراء حول هذا النوع من الدراسة وهل من الممكن أن يتجهوا إليه، وتباينت الآراء حول «الدراسة أون لاين» حيث يرى البعض أنها حل للكثير من الصعوبات التي تقف في وجه من يريد الاستمرار في الدراسة، وأنها تسهل الكثير، إضافة إلى أنها لا ترفض أي طالب بحجة «امتلأت المقاعد». في حين يرى آخرون أن المعلومات عن هذا النوع من الدراسة لا تزال غير واضحة، وأن لا وجود لقائمة حول الجامعات المعتمدة، التي لا يمكن التحكم بها، وقد تكون وهمية ولا يستطيع الطالب معرفة ذلك في حالة انعدام التوجيه والرقابة. وبينت النتائج أن 84 في المئة يرون أن لا معلومات كافية وواضحة تتوافر حول الدراسة «أون لاين»، في حين يرى 16 في المئة منهم أن المعلومات لزيادة الثقة بالجامعة من الممكن أن تتوفر في حالة الاجتهاد الشخصي وسؤال المجربين لهذا النوع من الدراسة ومراسلة الجهات المختصة في حالة وقع الاختيار على إحدى الجامعات خارج الدولة. وأكد 43 في المئة من المستطلعة آراؤهم أن ليس من الممكن أن يتجهوا لهذا النوع من الدراسة، والذي يعتمد على الإنترنت بشكل كبير ولا يمكن للطالب أن يلتزم إذا لم يكن في الحرم الجامعي وفي صفوف الدراسة، وأشار 57 في المئة منهم إلى إمكان التوجه لهذا النوع من الدراسة. أمل تحقق قالت أنفال موسى اللنجاوي: إن الكثير منا يلجأ إلى الجامعات التي تتبع نظام الدراسة عن بعد ولكل شخص منا أعذاره وضغوطاته التي جعلته يتخذ قراراً كهذا، ومن وجهة نظري أفضل نظام الدراسة عن بعد للمتزوجات والأمهات الراغبات في إكمال مسيرتهن الدراسية، نظراً لضيق وقتهن ولكل شاب لا يملك وقتاً كافيا للموازنة بين عمله ودراسته وأسرته، كما ينبغي أخذ الحالة الصحية للطالب بعين الاعتبار.. وجود مثل هذه الجامعات في دول دون أخرى له مبررات كبيرة ومهمة ومنها الارتقاء بجودة التعليم ومخرجاته والسمعة الجيدة للجامعة، كما أن الشهادة في جامعة مرموقة وعالية الجودة تلعب دوراً كبيراً في توفير فرص وظيفية كثيرة أمام الطلبة بصفة عامة، علماً أن بعض التخصصات المطلوبة في هذا الوقت غير موجودة إلا في دول محددة، بالتالي يضطر البعض لاختيار الدراسة عن بعد لاختصار الوقت والجهد وتوفير المال. وأضاف شريف صالح عبد الرحيم الشرفي: إن الدراسة الجامعية عن طريق الشبكة العنكبوتية، ليست ناجحة أو فعالة، نظراً لعدم وجود تجربة الحياة الجامعية للطلبة في الحرم الجامعي والتفاعل مع المدرسين أو الزملاء، ويمكن وضع حدود في هذا المجال وتفعيله لشريحة معينة تمر بظروف خاصة، كما أنها يمكن أن تعطي البعض منا المرونة في حياته اليومية. وأوضح أن هناك إيجابيات وسلبيات، ولكن لا أميل إلى وضع هذا المنهج لأن الحياة الجامعية تضيف أموراً كثيرة للطلبة للاستفادة من التجارب الحياتية . التنوع الأكاديمي وقال علي الريسي: إن الثورة الهائلة في الشبكة العنكبوتية أتاحت التنوع في طرق التدريس الأكاديمي، وأصبحت هناك جامعات متطورة ومتخصصة كالجامعات الإلكترونية والذكية، وقد يكون أخذ العلم عن طريق «الأون لاين» يعطي حافزاً للكثير من الذين وجدوا عراقيل للتحصيل الجامعي، لذلك فهم الشريحة الأكثر استفادة من هذه النوعية من الجامعات، وقد يكون بعد المسافة من الجامعة التي يطمح إليها بعض الشباب، ما يساعد في إعطاء حافز للجامعات بفتح مجال الأون لاين للطلبة الدوليين. وأشار إلى أن هناك الكثير من الطلبة الذين استفادوا من هذا النوع من الجامعات، في وقت لا يمتلكون الوقت الكافي للدراسة أو لا يحصلون على فرصة للتفرغ لها، أو يعملون في وظائف جيدة ويريدون الارتقاء بعملهم ومركزهم، ويكون الحل المناسب لهم هو التسجيل في هذا النوع من الجامعات للحصول على الشهادة الجامعية. وتابع: على النقيض قد يكون مجال تدريس «الأون لاين» نقطة سلبية حيث يفقد الطالب التمتع بالحياة الطلابية في الحرم الجامعي، ما يجعله ا يتعلم من الكتاب فقط، أما الحياة مع الطلبة في الحرم الجامعي فإنها تكسب تعلم قوانين الجامعة والانضباط، وخبرة لغة الجسد في الحديث والعروض في القاعات الدراسية، حيث يحتك بعدد من مدرسي الجامعة، ومن ذوي الخبرة العميقة في مجال التدريس والحياة المهنية، ما يمكن الطلبة من الاستفادة بشكل أكثر حتى بعد الانتهاء من المحاضرات، والانفراد بالأسئلة المهمة وأخذ النصائح القيمة، كما يساعد ذلك في تمكين الطلبة من المشاركة في الفعاليات الجامعية وأخذ دورات وخبرات في الأمور التطوعية التي تنظمها الجامعة طوال العام. مضار وفوائد وأضاف سعد مال الله الودامي رئيس مجلس الطلاب في جامعة زايد: إن الدراسة في «جامعات online» أو ما يسمى بالتواصل عبر نظام الشبكة العنكبوتية له مضار وفوائد شتى، ولكن مضاره أكثر وأخطر من فوائده، فالدراسة في جامعات الأون لاين تكمن فائدتها كونها تختصر الوقت إلى جانب أن بعض الجامعات قد تكون في دولة مناخها مختلف عن مناخ دولة الإمارات، وقد يجد الطالب صعوبة في العيش في تلك الدول، فجامعات الأون لاين قد تعطيه الفرصة للالتحاق بالجامعة والدراسة في الجامعة المرغوبة ولكن في دولته، ومناخه وبالقرب من أهله وأصدقائه،، فجامعات الأون لاين قد تختصر الوقت والمال وتوفر لك دراسة في بيئتك وبلدتك وبالقرب من عائلتك.. وعلى الرغم من فوائدها فإن مضار الدراسة أو الجامعات أون لاين كثيرة جداً وخطيرة، فعلى سبيل المثال: الدراسات الحديثة تقول إن الجلوس فترات طويلة أمام التلفاز أو الكمبيوتر.. إلخ، له مضار تتساوى مع أضرار المدخنين، إضافة إلى أن الجلوس لفترات طويلة قد يؤدي إلى التوحد، وأيضاً يسبب الضرر بعضلات الظهر والعمود الفقري ويسبب الآلام، وأرى أن جامعات الأون لاين لها مضار صحية عدة وخطيرة على الرغم من أنها توفر الوقت والمال. التكاليف وقال يوسف عبدالله المزيني: في بداية الأمر أعتقد أن هذه النوع من الجامعات ناجح جداً لأسباب عدة؛ أولاً: يمكن للشخص اختيار البيئة التي تناسبه وتحفزه على الدراسة، وبعد ذلك اختصار الوقت، حيث إن الدراسة متوفرة بين يديه ولا يحتاج إلى قطع مسافة أو السفر للوصول إلى الجامعة، ثم إن حالها كحال الشهادات الأخرى في المجال الوظيفي، لكن العيب الوحيد في وجهة نظري أن تكاليفها عالية جداً. وأضاف: أرى أن الدراسة في جامعات الأون لاين، أزالت الكثير من العقبات وذللت الصعوبات، مثل بعد المسافة بين طالب العلم والجامعة خصوصاً إذا كانا في بلدين مختلفين، ارتباط المتعلم بساعات عمل طويلة تمنعه من الوجود على مقاعد الدراسة، التكاليف الباهظة لرسوم الدراسة في الجامعات الاعتيادية.ولكن يجب الأخذ بعين الاعتبار أن هذه الجامعات مرخصة ومعتمدة من وزارة التعليم العالي في الدولة، وذلك لسببين، أولاً جودة الدراسة ومستوى التعليم فيها يكون راقياً وعلى قدر من متطلبات وزارة التعليم العالي، ثانياً الاستفادة من الشهادة العلمية من الجامعات الأون لاين في مجال العمل كالترقيات والعلاوات نتيجة الحصول على شهادة علمية إضافية، لذا أنصح وبقوة بالدراسة لدى الجامعات الأون لاين، خاصة إذا كانت تكاليف الدراسة فيها رخيصة ومعترفاً بها من قبل الوزارة وأوقات حصصها الدراسية مرنة. وترى عفراء علي المطيري رئيسة مجلس الطالبات في جامعة زايد أن بعض الطلبة قد يمر بظروف تغير مجرى حياته، فالبعض منهم من يكمل دراسته والآخر من يجد وظيفة مناسبة له فيبدأ بالالتزام بها، ودليل ذلك ما نراه في دولة الإمارات حيث توجد جامعة إلكترونية مثل جامعة الشيخ حمدان بن محمد الذكية في إمارة دبي، إذ ساعدت في توفير مختلف التخصصات للطلبة العاملين في جميع المؤسسات بشكل عام، حيث إنها تتميز بمرونتها مع أوقات الدراسة للطلبة عامة، وتوجد بعض المواد أو التخصصات والمساقات التي تدرس في الجامعة، ويسمح للطالب الذي يعمل باستكمال دراسته دون أن يتعارض ذلك مع أوقات العمل الخاصة به، كما أن شهادة الجامعة مصدقة ومعتمدة من وزارة التعليم العالي، ما يسهل على الطالب تطوير سيرته الذاتية في مجاله العملي، إضافة إلى أن زيادة الوعي في مثل هذه الجامعات سيؤدي إلى زيادة ثقة الطلاب بها والتحاقهم ببرامجها. نوع جديد تقول عهود النقبي إن الدراسة عن بعد تعتبر نوعاً جديداً من الدراسة لا تزال الكثير من الأمور مبهمة حولها، وأعتقد أنها لا زالت في طور النمو والتطور، أحد أصدقائي لم يكن يعرف الفرق بين الدراسة عبر الإنترنت التي تؤهله للحصول على شهادة وأخرى للتعليم الذاتي فقط، ودفع مبالغ مادية ليفاجأ في آخر الأمر بأنه لا يمكن أن يحصل على شهادة لأن نوع دراسته كان فقط للتثقيف الذاتي. لذا مطلوب من الجهات المختصة أن تزيد الوعي بهذه الجامعات وتعلن ما هي جامعات «الأون لاين» المحلية والعالمية المعتمدة، وتقديم شرح عن ماهية الدراسة فيها . وقال عبدالله علي أفكر جدياً في الوقت الحالي لنيل شهادة عن طريق الدراسة عن بعد، لأن ظروفي الشخصية وارتباطي بعملي يصعب علي السفر للخارج لأنال شهادة الماجستير، والدراسة «أون لاين» هي الحل الأفضل، كما أن هناك الكثير من البرامج والخيارات المطروحة، والدراسة كما قيل لي ليست بسهلة وتحتاج إلى تركيز كبير ومجهود، والمرونة التي تتمتع بها جامعات الدراسة عن بعد تجعلك متحرراً من القيود، كما لا يوجد رفض تحت ذريعة «امتلأت المقاعد»، وسواء كانت الدراسة أون لاين أو التقليدية في النهاية فإن الشهادة تعتبر واحدة وما يختلف هو المكان وأسلوب الدراسة. وأضاف ما أعمل عليه الآن هو البحث عن الجامعات المعترف بها رسمياً في دولة الإمارات وفي دول العالم، والتأكد من تصديق شهادة التخرج لاحقاً. الأساسيات وقال محسن المنهالي: «لا بأس في أن يتم استعمال وسيلة الدراسة عن بعد في الدراسات العليا، وبالأخص الدكتوراه، ولكن من الصعب تنفيذها في مرحلة البكالوريوس لعدة أسباب منها الإهمال الذي قد يصيب الطالب، وصغر السن المؤدي إلى عدم متابعته الدروس بسبب عدم وجود حافز أمامه، وهو المعلم. وأضاف: «مجالات التعليم الأساسية تحتاج إلى غرس بعض القيم في الطالب، فالأمر لا يتعلق فقط بوجود الشهادة الدراسية، بقدر وجود التجربة، فالجامعة تجربة بكل ما تحمله سواء من بيئة عامة، أو زملاء دراسة، أو معلمين لديهم كل الدراية في مجال تخصصهم، وبالتالي جميع هذه المزايا سيفقدها الطالب في حال الدراسة عن بعد إلكترونياً. وأوضح: «صحيح أن ذلك أفضل من ناحية توازن الوقت بالنسبة للطالب، ولكن من سيمنحه المهارات المرافقة للتعلم؟ هل تمتلك هذه الجامعات برامج تربوية تعوض غياب الطالب عن الحرم الجامعي؟ لذلك على الطالب التفكير في جميع الزوايا قبل اتخاذ القرار. أهمية الاحتكاك بدوره قال سلطان الجساري: أفضّل الطريقة التقليدية في الدراسة الجامعية، لأن الجامعة تبني شخصية الطالب من خلال تفاعله العام مع زملائه الطلبة، كما تولّد فيه إحساس الوجود ضمن مجموعة طلابية كبيرة، وتنمي فيه روح التنافسية. وأضاف: «في الكثير من الأحيان من المهم وجود احتكاك مباشر ما بين المعلم، والطالب، فالمعلم غالباً لا يكتفي في الحصة الجامعية بشرح المقرر الدراسي، بقدر الحديث عن تجاربه الشخصية، ومدى استفادته منها، كما يعرض على الطلبة خبراته بشكل مباشر، مما يزيد مدارك المعرفة لديهم». وتابع: الجامعات التي تتبع طريقة الدراسة عن بعد، تقدم محتوى دراسياً لا يقل كفاءة عن الجامعات التقليدية، ولكن الأمر يتعلق ليس بالمستوى العلمي، ولكن أيضاً بالمستوى الشخصي التفاعلي. وأوضح: «لا ننكر وجود مستويات علمية مرموقة تقدم عن بعد، ولكن جودة المحتوى لا تغني عن جودة التجارب التي لا تتوفر إلا في حال وجود تواصل مباشر، فالطلاب المنعزلون لن يتمكنوا من الدفع للأمام نحو تطوير شخصياتهم، وسيُفقد الإحساس بلذة الدراسة الجامعية التي تعودنا أن تكون ضمن مبنى جامعي، وصفوف، وجو عام يرغّب في الدراسة. وضع آليات ويؤيد زايد العامري الآراء القائلة بتفضيل الدراسة الجامعية الاعتيادية، قائلاً: البعض يتخذ الدراسة عن بعد ذريعة للالتحاق ببعض الجامعات الوهمية غير المصدقة من الجهات الرسمية، وسيعمل على نيل الشهادة بأقل قدر من الجهد، مضيفاً أن من الأفضل وجود آلية محددة تنظم عمل هذا النوع من الجامعات، وتضمن حق تساوي الفرص. وأوضح: قبل الحديث عن الجامعات عن بعد يجب أن نقارن ما بين خريجي الجامعات التقليدية، وخريجي الجامعات عن بعد، وملاحظة أهم الفروق الناجمة، ثم دراسة الوضع، بحيث تكون الصورة واضحة للجميع، ولا نترك مجالاً للشك في جدية هذه الجامعات، ومستواها العلمي. التطور التقني من جهته قال صالح آل عمرو: الدراسة أون لاين لها العديد من الإيجابيات، فالطالب في كثير من الأحيان لا يستطيع الموازنة ما بين وظيفته، ومساره الدراسي، وبسبب هذا التعارض يفضل البعض عدم إكمال مراحل تعليمهم، للتركيز على مهنتهم، مضيفاً أن وجود هذا النوع من الجامعات أفسح المجال للكثير من الموظفين لإكمال دراستهم، والسير بخطى توازي ما بين الوظيفة، والتعليم. وأشار إلى أن من المهم التنبه إلى ضرورة أن تحتوي البرامج التعليمية على ما يعوض الطالب من ناحية البيئة، بما يحقق كفاءة تعليمية، إضافة إلى الخبرة العامة، مؤكداً أن الغرض من الدراسة الجامعية هو التحصيل العلمي في المقام الأول، وما دامت المعايير الأكاديمية تفي بالمطلوب، فحينها تكون الشهادة العلمية معتبرة، ومعترفاً بها في كل مكان. ورداً على رأي البعض أن هذه الجامعات لا تقدم المخرجات التعليمية الكافية، أوضح: العديد من جامعات العالم تتبع هذا الأسلوب، وعلينا أن نواكب التطور التقني الحديث الذي جعل العالم يتحول اليوم إلى قرية صغيرة، وهناك من يرفض الحداثة، والتطور في التعليم بسبب اعتياده على نمط معين في تلقي المعلومة، لكن الجيل الجديد اليوم نشأ في بيئة عامرة بالأجهزة التقنية، وبالتالي هم شعورياً أقرب إلى النمط الحديث من التعليم. عدم الجدية من ناحيته قال علي أحمد: «فكرة الجامعات عن بعد فكرة ممتازة، ولكن للأسف ما زالت الثقافة بأهمية هذا النوع من الجامعات قليلة، لذلك نرى الكثير ممن لا يعرف بوجودها، أو لا يبحث في الخيارات العلمية، والتخصصات المطروحة التي تعمل عليها هذه الجامعات، فكل الأنظار تتجه دوماً إلى الجامعات التقليدية، وأضاف: أيضاً هناك جزء كبير من الطلبة لا يؤمن بجدية الشهادة العلمية من هذه الجامعات، وهي نظرة تتعارض مع المكانة العلمية، والعالمية التي جعلت من بعض الجامعات عن بعد، تصل إلى مكانة مرموقة، يشهد لها العالم أجمع. التواصل المباشر وقال سالم الحسّاني: «عدد من أصدقائي التحقوا بالجامعات التي تتيح الالتحاق بها عن بعد، وجميع آرائهم إيجابية، فهذا النوع من الدراسة مُناسب اليوم مع وجود العديد من الانشغالات، وصعوبة التنقل من مكان إلى مكان. وأضاف: استصعاب العلم، ووجود معوقات المكان، والسكن خاصة لمن هم في مُدن بعيدة، جعلتهم يتجهون في منحى بعيد عن طلب العلم، وعلينا اليوم أن نحرص على زيادة أصحاب الشهادات العليا، عن طريق التغلب على كل المعوقات، وفي زمن يتعامل مع التكنولوجيا يومياً، ليس من المستغرب إدخال التقنية على التعليم. وأوضح: «التفاعل المباشر ممكن ما بين الطالب، والمعلم، فمثلاً خاصية سكايب أتاحت المجال لرؤية الأشخاص بعضهم البعض برغم اختلاف المنطقة الجغرافية، وأتاحت التفاعل، والتواصل، والجامعات عن بعد، هي سكايب علمي خالص. نظام رائد من جانبها تتمنى رنيم كرم أن تعتمد جامعات الدولة نظام التعليم عن بعد إلى جانب الدراسة التقليدية، فهناك الكثير من التجارب الناجحة لجامعات عربية وأخرى خليجية وعالمية. فالنظام يسهل على الكثيرين مواصلة دراستهم خصوصاً للمتزوجات والأمهات والموظفين، لدي صديقة من المملكة العربية السعودية متزوجة وتدرس في جامعة الإمام محمد بن سعود تخصص إدارة أعمال عبر الأون لاين، وأنها لا تحتاج إلا إلى الإنترنت السريع كي تتابع المحاضرات المرئية والصوتية من منزلها. غرفة الصف الافتراضية... بالوسائط والتفاعل دراسة تتم عبر الإنترنت حيث تستخدم الجامعات والمعاهد وسائط تقنية متنوعة لإيصال محتويات المادة التعليمية والتفاعل مع الطالب، في إطار ما يسمى غرفة الصف الافتراضية. وتشمل هذه الوسائط المواد النصية والصوتية والمرئية بأنواعها، ومنتديات النقاش، وغرف الدردشة، والبريد الإلكتروني، وغيرها من وسائل الاتصال والتفاعل عن بعد. وتتسم العملية التعليمية فيها بالطابع التفاعلي والتعاوني بين مختلف الأطراف، وهي بذلك تتطلب المشاركة الفاعلة وروح المبادرة من جانب الطالب. وتتوفر للدارسين إمكانية الوصول إلى المكتبات الافتراضية (الإلكترونية)، والحصول على الدعم التقني على مدار الساعة، إضافة إلى إمكانية التواصل مع المدرسين بوسائل مختلفة، بما في ذلك الهاتف والبريد الإلكتروني والدردشة الفورية. وتغطي البرامج طائفة متنوعة من التخصصات مثل الإدارة والأعمال، المحاسبة، التسويق، التمويل، الموارد البشرية، التجارة الإلكترونية، السياحة.. وعلوم الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات، والفنون والعلوم الإنسانية مثل علم النفس ودراسات المرأة ودراسات اللغة الإنجليزية، وغيرها الكثير. تجربة عملية في جامعة أميركية امتحانات تعتمد على المناقشة والكتابة ذكرت جهينة قصي -مقيمة- تجربتها من خلال دراسة البكالوريوس أون لاين من إحدى الجامعات الأميركية، في مقابل بسيط مدة أربع سنوات ، حيث يشترط إرسال شهادة الثانوية الأصلية مصدقة مع صورتين شخصيتين وبعض الأوراق الثبوتية، وبالتالي تبدأ الدراسة، وقالت إن جميع المحاضرات والامتحانات كانت أون لاين، مشيرة إلى أنها جامعة تعتمد التعليم التقليدي في حرمها الجامعي، لكنها اتجهت للتعليم عبر الإنترنت حتى يستطيع الطلبة ذوو الدخل المحدود من الدراسة، وعند بداية التسجيل يتم توجيه سؤال لك: هل أنت قادر على تحمل مصاريف الدراسة أم لا، وإن كنت غير قادر يتم تحمل مصاريف دراستك على الشركات والمؤسسات الراعية المعتمدة لديهم. وأضافت إن الدراسة بالنسبة لي كانت صعبة لدرجة ما، وليست سهلة كما يعتقد الكثير أو أنها نوع من التسلية، التي تتيح الحصول على الشهادة بدون مجهود، بل العكس هو الصحيح فهي تحتاج إلى التركيز والمراجعة بنفس الحجم الذي يقتضيه التدريس التقليدي. وأوضحت أن الدراسة عبارة عن مقاطع فيديو وأسئلة مصورة وكتابية، وأن نظام الامتحانات يعتمد على المذاكرة والمناقشة بنسبة ثمانين في المئة، وفي آخر السنة هناك امتحانات لتحصيل العشرين في المئة الباقية، ويجب أن يعلم الجميع أن الدراسة أون لاين هو تواصل مستمر مع الأساتذة ولا مجال للتسيب أو الإهمال لأن العملية مرصودة بالمذاكرة والدراسة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©