هُناك مشكلة لدى الشباب العربي، وهي أنهم يرفضون ما يريد لهم الكبار وفي الوقت نفسه لا يقولون ماذا يريدون هم أنفسهم لأنفسهم ومن الكبار... وهذا التمرد غير مبرر؛ لأنّ الرفض لأمر ما لا بد أن يقدم البديل، لكن الشباب في الأمة العربية ليس لديهم البديل لما يرفضونه ويتمردون عليه .. هم يرفضون للرفض فقط، فإذا سألتهم ماذا يريدون فلن تجد جواباً .. وليس صحيحاً أن الشباب أكثر وعياً بسبب انتشار الميديا ومواقع التواصل، لكن الحقيقة أنهم صاروا أكثر بلبلة وتشويشاً ولا يعرفون بالضبط ماذا يريدون - وهُناك إلحاح كبير في الدراما بالتحديد على مسألة الفصل بين الأجيال وأن الشباب جيل مختلف ولا ينبغي أن يفرض الكبار عليهم قيمهم ومبادئهم.. وهذا خطأ كبير؛ لأن القيم العامة والمثل العليا لأي مجتمع لا تتغير بتغير الأجيال.. ربما تتطور طريقة عرضها، لكن القيم نفسها تظل راسخة خصوصاً القيم الدينية المستمدة من تعاليم الإسلام الحنيف.
مريم عامر - أم القيوين
عدد اليوم
