الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مبعوث زيناوي: إريتريا دفعت المحاكم لاستفزاز إثيوبيا

29 ديسمبر 2006 00:03
علي العمودي: في حوار لا علاقة له بالثقافة أو السياحة، التقينا معالي محمود أحمد قعص وزير الثفافة والسياحة الإثيوبي خلال زيارته للدولة أمس الأول، في إطار جولته في عدد من دول الخليج العربية، مبعوثا لرئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي لشرح التطورات الأخيرة في القرن الإفريقي، بعد أن قررت أديس أبابا التدخل العسكري في الصومال لصالح الحكومة الانتقالية ضد ميليشيا ''المحاكم الإسلامية'' التي كانت تسيطر على العديد من أراضي الصومال· وقال قعص إن تدخل بلاده العسكري في الصومال شرعي، وجاء بعد أن تعدت قوات ''المحاكم'' الخطوط الحمر، ومثلت خطرا على أمن إثيوبيا القومي، متهما إريتريا بأنها وراء ''المحاكم'' ومصدر قلق في القرن الإفريقي برمته· وشدد خلال الحوار على أن بلاده ليست لديها أطماع ولو في شبر من الأراضي الصومالية، التي قال إنها ستنسحب منها بمجرد أن تحقق المهمة التي جاءت من أجلها القوات الإثيوبية، من دون أن يحدد تاريخا محددا لانتهائها· وقلل من أهمية التقارير التي أشارت إلى تقديم الولايات المتحدة دعما استخباراتيا لقوات بلاده في حربها ضد ''المحاكم''، وقال نحن موجودون على الأرض، وقد التقت مصالحنا ومصالحهم للتخلص من هذه الفئة المتطرفة التي حولت الصومال إلى بؤرة للإرهابيين والمخربين على حد قوله من مختلف أنحاء العالم، من أجل زعزعة أمن واستقرار إثيوبيا التي قال إن معركتها الحالية هي مكافحة الفقر والتفرغ للتنمية التي سيستفيد منها جيران إثيوبيا أيضا· وفيما يلي نص الحوار: ــ كيف تنظرون للدعوات المتصاعدة من كل دول العالم تقريبا لإثيوبيا لسحب قواتها من الصومال؟ ؟ لا تنس أن هذه الدعوات تشمل أيضا بقية القوات الأجنبية، وهي في هذه الحالة القوات الإريترية والمقاتلين الأجانب من الإرهابيين الذين استقدمتهم المحاكم· وإثيوبيا ليست بحاجة إلى من يذكرها أو يطالبها بالانسحاب، لأن وجودنا في الصومال في السابق كان كمدربين لقوات الأمن التابعة للحكومة الانتقالية الصومالية التي جاءت تحت شرعية اتفاق دولي تم بين دول منظمة ''الإيجاد''، والاتحاد الإفريقي، ولم تكن هذه المهمة مناطة فقط بإثيوبيا، بل كانت تشارك فيها كينيا أيضا· باعتبار أن ذلك ضروري لنجاح الحكومة الانتقالية أن يكون لها قوات أمن· وقد كانت ولادة هذه الحكومة الشرعية بمباركة كل التجمعات الإقليمية والدولية من'' الايجاد'' والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي· وحظيت بمشاركة كافة الفصائل الصومالية، من أجل انتشال الصومال من الحالة التي يعيش فيها جراء غياب سلطة مركزية منذ أكثر من 16 عاما، والوصول بالبلاد إلى حالة الدولة· وقد ظهرت هذه الدولة أو الحكومة الانتقالية من دون جناح أمني، وقد كان من الصعب أن تقبل كينيا أن تكون نواة هذه القوة على أراضيها، لذلك أخذنا نحن وعدد من الدول الأخرى بموجب تفويض من ''ايجاد'' على عاتقنا هذه المسؤولية، ومنها كان تواجدنا على الأرض الصومالية· وهو بناء على قرار قادة دول ''الايجاد'' في قمتهم التي عقدت في أبوجا في يناير ·2005 وصادق مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي على القرار لدعم الحكومة الانتقالية الصومالية بنشر قوات أمن تتولى القيام بالمهام الوطنية ريثما تتمكن من تشكيل القوات الخاصة بها· لذلك وجودنا في الصومال لهذه المهمة ينبثق من تلك الشرعية التي أشرت إليها· ــ الجامعة العربية، وحتى مجلس الأمن اعتبرت هذا الوجود الإثيوبي غير شرعي؟، وحتى في قرار مجلس الأمن رقم 1725 أشار للاستعانة بقوات دولية من غير دول الجوار الصومالي؟ ؟ لا ابدا·· ليس الأمر كما تقول فهناك وثائق تؤكد شرعية خطوتنا·· وأنا أحدثك عن مرحلة تدريب القوات الصومالية، أما موضوع الحرب الحالية، فتلك قضية أخرى، ونحن نشارك في هذه الحرب، وأعلنا ذلك، أما بالنسبة لخروج القوات الأجنبية، فيجب أن يشمل كل هذه القوات وليس الإثيوبية فقط، وكما قلت هناك قوات إريترية، وإرهابيين أجانب قدموا للصومال· وبالنسبة لنا في إثيوبيا لسنا بحاجة إلى من يذكرنا بالانسحاب، فنحن سنسحب مجرد ما إن ننتهي من مهمتنا · وليس لدينا أي دافع أو رغبة لاحتلال ولو شبر من الأراضي الصومالية· ويجب على العالم أن يكون مدركا لهذا الشيء وواثقا منه· ــ هل تعتقد بوجود فترة زمنية لهذه المهمة المحددة؟· ؟ هذه المهمة محددة، ولديها أهدافها، وبعد أن تنتهي القوات الإثيوبية من مهمتها ستغادر· ــ ولكن هذا كلام نظري، فبم تسمي ما يجري على الأرض؟ ؟ هناك أطراف أخرى يجب أن نتحدث عنها، ولا يمكن أن نقول إن الحرب بين بلدين الصومال وإثيوبيا، كان ذلك في الماضي عندما كان للصومال دولة· ولكن الآن الحكومة الانتقالية الصومالية هي الحكومة الشرعية، ونحن معها في انسجام كامل· وتعاون طيب، ونعمل سويا ضد هذا التنظيم المتطرف، ونحن ليس لدينا أي مشاكل مع الصوماليين في أرض الصومال أو بونتلاند أو غيرها، مشكلتنا فقط مع هذه العناصر، وفي نظامنا الاتحادي يحق لبرلمان أي إقليم طلب الانفصال بموجب الدستور، والحكومة الاتحادية تطلب منه فقط تنظيم استفتاء لهذا الأمر· وبإمكان الإقليم الصومالي من بلادنا ذلك، وأعود لأوكد·· ليس لدينا مشكلة مع العنصر الصومالي كعرقية، مشكلتنا مع اتحاد ''المحاكم الإسلامية''، وليس هم وإنما الفصيل المتطرف منهم· ــ ما سر تسرعكم في هذا الوقت بالذات للتدخل عسكريا في الصومال؟ ؟ إذا هناك من دفع بأي تسرع كما تقول فهم المحاكم، هم الذين زحفوا ووقفوا على أبواب مدينة بيداوا لإسقاط الحكومة الانتقالية الشرعية، وهم الذين أعلنوا ما يسمى بالجهاد على إثيوبيا، وهم الذين سهلوا وصول عناصر إرهابية تخريبية إلى حددودنا للتسلل إلى داخل إثيوبيا وتنفيذ تفجيرات وأعمال إرهابية لزعزعة أمن واستقرار بلادنا· ونحن حاولنا بعد ظهور ''المحاكم'' على الأرض في يونيو 2006 الدخول في مفاوضات معهم، وخضنا عدة جولات من هذه المفاوضات السرية بناء على طلبهم في نيروبي والخرطوم ولندن وجيبوتي ودبي، وقد كانت آخر جولة معهم في 18 ديسمبر الجاري، أي منذ ثمانية أيام تقريبا، ولكنهم كانوا يشاركون في هذه الجولات من المفاوضات لأجل كسب الوقت، بينما يواصلون الأعمال العدائية ضدنا· وهم، أي ''المحاكم'' فصيلان، فصيل معتدل وآخر متطرف، وقد أصبح للفصيل الأخير الكلمة العليا وتسارعت بعدها التطورات· ويجب أن أشير هنا إلى نجاح مباحثات ''الخرطوم ''1 بينهم وبين الحكومة الانتقالية، لأنه لم يكن المتطرفون قد سيطروا على زمام الأمور في المحاكم بعد· كما أن الظروف تغيرت بعد أن أصبح لإريتريا ضلع في المشكلة· ــ كيف أقمت قناة اتصال وحوار مع ''المحاكم'' في الوقت الذي تعترفون فيه بشرعية الحكومة الانتقالية الصومالية؟ ؟ كان تحركنا نابعا من اتفاقهم مع الحكومة في ''الخرطوم،''1 وهدفنا كان إقناعهم بالتخلي عن بعض الأفكار المتطرفة والعدائية، ولأجل إقناعهم بالاعتراف بالحكومة الانتقالية الشرعية، مقابل اعتراف الأخيرة بهم كفصيل أو حركة يمكنها المشاركة في العمل السياسي أسوة بباقي الفصائل· وكل ذلك لتفادي أي مشاكل أو عدم ثقة بين الجانبين· وإتاحة فرصة للحوار· وللأسف فشلنا، لأن هؤلاء الأشخاص لم يريدوا الاستجابة لأي شيء سوى الحرب· وعندما دخلت إريتريا طرفا قلبت الموازين لصالح المتطرفين في ''المحاكم''· من خلال استجابتها لاحتياجاتهم من السلاح بكل أنواعه· مقابل شرط واحد لإريتريا أنهم يعادون إثيوبيا ويفتحوا أبوابهم وبلادهم للعناصر الإرهابية المعادية لنا، وبفتح جبهة شرقية لإريتريا من خلال المناطق التي تسيطر عليها ''المحاكم''· وقد كان أخطر تطور من جانب ''المحاكم'' هو محاولتهم فرض أنفسهم بالقوة على الشعب الصومالي، ومعاداة إثيوبيا بإعلان الجهاد على إثيوبيا، وقد كان ذلك بمثابة إعلان حرب، وقد تحدثنا إليهم مرارا بهذا الشأن، ولكن دون جدوى· ولكن صبرنا نفذ· بعدها حاولوا إحياء شعار قومي صومالي قديم· بتوحيد الأراضي الصومالية بالقوة بصرف النظر عن الحدود السياسية القائمة حاليا· ــ هل للأمر علاقة بتصوير المعركة على أنها حرب ضد أكبر دولة مسيحية في إفريقيا؟ ؟ هذه مغالطة، فعدد المسلمين في إثيوبيا سبعة أضعافهم في الصومال· وفكرة الجهاد قائمة على شيء مقدس لا ينبغي الإساءة إليه بسوء استخدامه· ــ هل هناك وجود عسكري ملموس لقوات إريترية في الصومال مثلما هو لإثيوبيا· ؟ إلى جانب اعترافات العناصر الإرهابية التي ألقينا القبض عليها والتي أقرت بشكل ونوع الدعم الإريتري، هناك تقرير الأمم المتحدة الذي كشف بوضوح التواجد العسكري الإريتري· وهذا ليس تقرير مخابراتي لنا، وإنما تقرير دولي يؤكد وجود أكثر من 2000 جندي إريتري يدعمون ''المحاكم''، ويدربون المخربين· ــ هناك مخاوف من عودة أمراء الحرب الذين طردتهم المحاكم من مقديشو؟ ؟ أمراء الحرب كانوا في مقديشو وحولها، و''المحاكم'' ظهرت في نفس المنطقة، والسر في ذلك أن في هذه المنطقة تعيش قبيلة الهوية، وأمراء الحرب من عشائر هذه القبيلة، والذين سيطروا على أمراء الحرب هم التجار الذين استفادوا من غياب دولة مركزية لا يدفعون لها الضرائب أو الجمارك، و''المحاكم'' وراءهم أيضا تجار انتقلوا من هذا المعسكر إلى المعسكر الآخر، وقيام الحكومة الانتقالية أثار مخاوفهم على مكاسبهم فالتفوا على هذا الأمر بتقديم ''المحاكم'' على أنها بديل إسلامي للحكومة القادمة، والمسألة برمتها ''بزنس في بزنس''، ولكن هذه المرة بغطاء ديني· وبعض أمراء الحرب تحولوا إلى إسلاميين، وحتى الزعيم المتطرف للمحاكم حسن ضاهر عويس كان عقيدا في الجيش، وكان من أمراء الحرب· وبنية ''المحاكم الإسلامية'' من نفس هذه القبيلة، وهنا يكمن سر وجود الظاهرة في مقديشو وحولها· والمشكلة في الصومال في القبلية المتحكمة في كل الأطراف· ـــ ذكرت الأنباء تقديم الولايات المتحدة دعما استخباراتيا لقواتكم في معاركها ضد المحاكم، كيف ترون هذا التعاون؟ ؟ أميركا موجودة في بحار ودول الجوار في إطار الحرب على الإرهاب، ولدينا تعاون جيد معها في هذا الإطار، ولكن في هذه الحرب، نحن موجودون على الأرض، ونعرف كل ما عليها، وإذا ما ساعدتنا أميركا بمعلومة من هنا أو هناك، فهو أمر مرحب به· وخطر الإرهابيين ليس مقصورا على إثيوبيا والقرن الإفريقي وإنما يهدد الجزيرة العربية والخليج· وقد التقت مصالحنا مع مصالح أميركا للتخلص من ''المحاكم'' التي آوت إرهابيي ''القاعدة''· ولا تنتابنا أية مخاوف من استدراج ''المحاكم'' لنا في حرب عصابات طويلة· وما أريد أن اختم به هذا اللقاء أن جولتي الحالية التي شملت البحرين وسلطنة عمان إلى جانب الإمارات، وجولات زملاء لي آخرين، تهدف إلى تعريف قادة هذه الدول بالموقف الإثيوبي من التطورات الجارية، وتعزيز التعاون الثنائي، نحن نعتبر مكافحة الفقر معركتنا الرئيسية، والتفرغ للتنمية عامل مهم لهذا الأمر، والاستقرارمطلوب، اقتصادنا يحقق معدل نمو كبير، وازدهاره سينعكس على جيراننا، ونحن بحاجة إلى موانئهم· وشعوب هذه المنطقة بحاجة إلى التنمية· ففكرة زعزعة استقرار بلد بحجم إثيوبيا التي تعدادها 77 مليون نسمة لا ينجم عنه إلا كارثة كبيرة وفوضى شاملة تريدها إرتيريا التي هي في حالة حرب معنا منذ··1998
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©