السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الواجب المدرسي «كابوس» يزعج الطلبة ويرهق أولياء أمورهم عصبياً

الواجب المدرسي «كابوس» يزعج الطلبة ويرهق أولياء أمورهم عصبياً
16 سبتمبر 2012
عاد الطلاب إلى مدارسهم وبدأوا عاماً دراسياً جديداً. وما من شك أن كل أسرة قد أعادت برنامج حياتها اليومي بما يتفق وظروف أبنائها وطبيعة المرحلة الدراسية لكل واحد منهم. فلكل طالب برنامجه وأسلوبه وطريقته الخاصة في أدائه المدرسي، ومن الطبيعي أن تتفاوت القدرات على صعيد الاستيعاب والتحصيل الدراسي فيما بينهم، فما أن يستهل الطالب عامه الدراسي، يطل عبء حل الواجبات المدرسية اليومية هماً يومياً ثقيل الظل على كثير من الطلاب، خاصة صغار السن من طلاب المرحلة الابتدائية، حيث يفرض بعض المعلمين واجبات منزلية مرهقة، تدفع الطفل إلى التكاسل في إنجازها، رغم توبيخ المعلم، أو تعرضه للعقاب. فقد نجده يتمادى في العناد والإهمال. إن طفل المراحل الدراسية الأولى يقضي عادة نحو سبع ساعات يومياً بالصف المدرسي، وهي فترة طويلة بلا شك، وحينما يعود إلى منزله فإنه يصبح في حالة من الإرهاق والتعب لا تشجعه على البقاء مزيداً من الوقت مع الواجبات المدرسية، ونراه يحاول الهروب من هذا الجو بالخروج من المنزل للعب مع أقرانه، أو الجلوس أمام شاشة التلفزيون، أو يحاول أن ينجز واجباته لكن دون تركيز. خورشيد حرفوش (الاتحاد) - استقطب موضوع تأثير التعاون الأسري على التحصيل الدراسي للأبناء اهتماما كثيرا من الباحثين في مجال العلوم التربوية والتعليمية. ففي دراسة منشورة للباحثة نعيمة الدويسان، ذهبت إلى أن 20.5 % من أولياء الأمور يحرصون على القيام بالزيارات المدرسية المنتظمة، وأن 52.5 % من أفراد عينة الدراسة يقومون بزيارة أبنائهم من حين إلى آخر. أما متابعتهم لأعمالهم الدراسية الأسبوعية والشهرية، فوجدت 35 % منهم يتابعون أبناءهم بانتظام، و37 % منهم يتابعونهم بشكل غير منتظم. وأن 56 % من الأسر تولي اهتماماً كبيراً بالتقديرات العالية لأبنائها، و36 % من الأسر تمكن أبناءها من الاشتراك في الدورات الدراسية لرفع مستواهم التحصيلي، ونسبة 29.5% تدعم أبناءها بهذه الدورات أحياناً. ولعل مساعدة الأسرة للطالب ـ في المرحلة التأسيسية بوجه خاصـ في حل واجباته المدرسية اليومية، من أهم أوجه الدعم والتواصل بين أولياء الأمور وأبنائهم من جانب، وبينهم وبين المدرسة من جانب آخر. جدية المتابعة ترى انتصار محجوب «موظفة» أن للمناخ الأسري تأثيرا فعالا في تعويد الطفل على حل واجباته المدرسية، وتقول: «من الأهمية أن نخلق حالة جديدة لدى الطفل الصغير اسمها الواجب والمسؤولية والالتزام، فلم يعد مناسباً له أن يستمر في فوضى طيلة الوقت، إنه الآن في مرحلة جديدة، وعليه أن يدرك أن هناك واجبا يوميا عليه أن يقوم به، وعلينا أن نساعده على ذلك بالتدريج، والتشجيع، والتحفيز، ونهيئ له المناخ والوقت اللازم، وأن تحاول كل أم أن تشعر أبناءها بذلك، ولم يعد مناسباً الخروج إلى الأسواق مثلاً يومياً، أو القيام بزيارات عائلية أو اجتماعية إلا في عطلة نهاية الأسبوع، حتى يشعر أن هناك فرقا، وأن هناك التزاما، فلا ينبغي أن نرهق وننشغل وقت الأسرة طيلة أيام الأسبوع بالزيارات والواجبات الاجتماعية، أو الخروج بمناسبة ودون مناسبة، ونطلب من الطفل البقاء وحده بالمنزل تحت إشراف الخادمة ليحل واجباته اليومية. إن الأم عليها مسؤولية كبيرة في تنظيم شؤون بيتها، ووقت أطفالها، وتنظيم برنامجهم اليومي». يكمل سند المهيري «موظف»: «من المهم أن يعتاد الطفل على حل واجباته اليومية، وإذا كان الأب غير قادر على متابعته بنفسه لعدم قدرته، أو لعدم اختصاصه، أو لعدم توفر الوقت لديه، عليه أن يشعر الابن بأنه شريك له في المسؤولية، ولو بالسؤال، ويشجعه ويحفزه، ومن المهم متابعته مدرسياً، لكنني أرى في كثير من الأحيان أن كمية الواجب اليومي تفوق قدرة الطفل، ولا تتناسب مع وقته وقدراته، هذا له تأثير عكسي قد يحبط همته، وأطلب من المدرسة أن تراعي هذا الجانب، وأن يكون الواجب اليومي يتناسب ووقت الطفل وقدراته». دعم نفسي تقول الأم حسناء أبوزيد «معلمة»: «من المفيد أن نوفر للأبناء مناخ النجاح والتفوق، وأن تهيئ الأسرة لهم جواً مناسباً لذلك، وعلينا أن نساعدهم في إنجاز واجباتهم كنوع من المتابعة إلى أن تصبح عملية الالتزام بالواجبات المدرسية عادة يومية، ثم ننسحب شيئاً فشيئاً حتى نعزز لدى الطفل صفة الاعتماد على النفس، فالأم قد تساعد أطفالها في الحالات المستعصية عليهم أحياناً، أو تلك التي تحتاج إلى تبسيط وشرح أو توضيح». وحول تحمل الأب مسؤولية متابعة دراسة الأبناء تؤكد أبوزيد أنها وحدها من يتحمل المسؤولية، والسبب أن الأب عصبي، سرعان ما يتذمر من متابعته لدراسة أبنائه، وليس لديه من الصبر أن يعينه على ذلك، كما أنه يرى أن التربية والتنشئة هي من المسؤوليات الجليلة التي تنجح فيها الأم أكثر من غيرها، بينما تقتصر مسؤوليته في الإشراف والمحاسبة والمتابعة عن بعد من خلالها. وتضيف: «كثير من الآباء يتضايقون ويجادلون أطفالهم بحدة لعدم أدائهم للواجبات، وأنصح الآباء والأمهات في ذلك بالابتعاد عن لغة الزجر والتهديد والوعيد، وتشجيع الطفل وتحفيزه، والصبر عليه، ويمكن تحفيزه بالهدايا إذا التزم بحل الواجبات، فإهمال بعض الطلاب لواجباتهم المنزلية قد يرجع للطالب نفسه، كالحالات المرضية أو القدرات العقلية كأن يكون «بطء التعلم»، كذلك عدم إدراك الطالب لأهمية الواجب المنزلي، ونتائج إهماله، نظراً لصغر سنه ونقص وعيه حيث يفضل اللعب واللهو على الجدية والالتزام، وهذا غالباً ما يكون عند تلاميذ المرحلة الابتدائية، أو وجود أمور تصرف الطالب عن الاهتمام بأداء واجباته المنزلية كمشاهدة التلفاز، وقد تكون من المعلم كعدم متابعته لحل الواجبات المنزلية، والضغط النفسي المدرسي على الطالب، وعلاقة الطالب بمعلمه وزملائه بالمدرسة، عدم تشويقه للطالب وتشجيعه لإنجاز الواجب المنزلي، وقلة التعزيز الذي يعطيه المعلم للطالب المجتهد والذي ينجز واجبه بإخلاص، وكذلك إهمال معاقبة الطلبة المهملين لأداء واجباتهم، وعدم مراعاة المعلم لتكليف الطلبة بواجبات حسب مستواهم الدراسي وقدرتهم الفردية حيث ينبغي أن يختلف الواجب المطلوب من الطالب المتفوق عن الواجب المطلوب من الطالب الضعيف أو المتوسط، أيضاً إهمال البعض من المعلمين لعنصر المتابعة الفورية للواجبات المدرسية الأمر الذي يدفع الطالب نحو الإهمال، كما أن نمطية الواجب المنزلي والذي لا تجديد فيه، يزرع الملل في نفس الطالب أو إذا كان الواجب صعباً ويشق على الطالب إنجازه، مما يحبط الطالب فيمهله، أو على العكس من ذلك إذا كان الواجب سهلاً للغاية لا يراعي مستوى الطالب، فيجعله ينصرف عنه». مسؤولية مشتركة مروان سندي «موظف» يوضح أهمية المتابعة الأسرية للأبناء في حل الواجبات المدرسية، ويقول: «إن مسؤولية متابعة الأولاد دراسياً مسؤولية مشتركة بين الأم والأب، ولا يستأثر بها طرف دون الآخر، فهذا من شأنه أن يعمق الترابط الأسري ويشيع السعادة في قلوب أفراد الأسرة، فرغم انشغال أي طرف عليه أن يتابع الأبناء دراسياً خاصة بينما زوجتي تتولى مسؤولياتها الأخرى، فاهتمامنا مناصفة بيننا، فالأبناء يسعدون كثيراً ويشعرون باهتمامنا وحبنا لهم أثناء متابعتهم لدراستهم، ومخطئ من يعتقد أن مسؤولية متابعة دراسة الأبناء هي من مهام الأم فقط كأي مهمة في المنزل بل إنها مهمة تربوية تحتاج من الزوجين تكامل الأدوار، وعلينا أن نتعاون مع المدرسة في كل ما يتعلق بسير وسلوك وأداء الأبناء، ولعل متابعتهم في حل واجباتهم المدرسية أحد أهم هذه الأمور، حتى نتمكن من الوقوف على مستواهم الدراسي أولاً بأول دون أن ننتظر نهاية العام». فاعلية المتابعة الأخصائية النفسية منى اليافعي توضح أهمية الأسرة والمتابعة الأسرية في مساعدة الأبناء في حل واجباتهم الدراسية، وكيف لا نجعل من هذه الواجبات هماً يومياً على الأبناء، وتقول: «إن إهمال بعض الطلاب لواجباتهم المنزلية قد يرجع للطالب نفسه، كالحالات المرضية أو القدرات العقلية «بطء التعلم»، كذلك عدم إدراك الطالب لأهمية الواجب المنزلي، ونتائج إهماله ، نظراً لصغر سنه ونقص وعيه حيث يفضل اللعب واللهو على الجدية والالتزام، وهذا غالباً ما يكون عند تلاميذ المرحلة الابتدائية، أو وجود أمور تصرف الطالب عن الاهتمام بأداء واجباته المنزلية كمشاهدة التلفاز، وقد تكون من المعلم كعدم متابعته لحل الواجبات المنزلية، والضغط النفسي المدرسي على الطالب، وعلاقة الطالب بمعلمه وزملائه بالمدرسة، عدم تشويقه للطالب وتشجيعه لإنجاز الواجب المنزلي، وقلة التعزيز الذي يعطيه المعلم للطالب المجتهد والذي ينجز واجبه بإخلاص، وكذلك إهمال معاقبة الطلبة المهملين لأداء واجباتهم، وعدم مراعاة المعلم لتكليف الطلبة بواجبات حسب مستواهم الدراسي وقدرتهم الفردية حيث ينبغي أن يختلف الواجب المطلوب من الطالب المتفوق عن الواجب المطلوب من الطالب الضعيف أو المتوسط، أيضاً إهمال البعض من المعلمين لعنصر المتابعة الفورية للواجبات المدرسية الأمر الذي يدفع الطالب نحو الإهمال، كما أن نمطية الواجب المنزلي والذي لا تجديد فيه، يزرع الملل في نفس الطالب أو إذا كان الواجب صعباً ويشق على الطالب إنجازه، مما يحبط الطالب فيمهله، أو على العكس من ذلك إذا كان الواجب سهلاً للغاية لا يراعي مستوى الطالب، فيجعله ينصرف عنه». دور المدرسة يؤكد خبراء التربية أن «الواجب المدرسي ليس نوعاً من العقوبة، أو وسيلة للضغط على الأبناء، إنه جهد يومي يكمل الجهد المبذول للتحصيل الدراسي، وعلينا أن نساعد الأبناء على إنجازه بشكل صحيح وتربوي، فأحيانا تكون طرق التواصل مع المدرسة غير متاحة أو غير متيسرة. وهنا يكون السبب بالدرجة الأولى ناتجاً عن قصور دور المدرسة في هذا المجال. أو عدم تشجيع الأولاد على بذل مزيد من الجهد في الدراسة. وعدم سؤالهم عن تحصيلهم ونتائج اختباراتهم، وعدم إظهار القلق من تدني مستواهم العلمي أو التربوي. إن مسؤولية متابعة الأولاد دراسياً مشتركة بين الأم والأب لا يستأثر بها طرف دون الآخر. إن ذلك يعمق الترابط الأسري ويشيع السعادة في قلوب أفراد الأسرة، فالأبناء يسعدون كثيراً ويشعرون باهتمامنا وحبنا لهم أثناء متابعتهم لدراستهم».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©