الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ثقافة الاستهلاك «خارج الخدمة» والعروض تعود لاجتذاب المتسوقين

ثقافة الاستهلاك «خارج الخدمة» والعروض تعود لاجتذاب المتسوقين
16 سبتمبر 2012
(أبوظبي) - في ظل غياب الوعي المجتمعي بين الكثير من الأسر، وانتشار سلوكيات التسوق العشوائي، تتسع رقعة فوضى الإنفاق التي كثيراً ما تتهم بها النساء، على اعتبار أن الرجال لا يقضون الكثير من الوقت في التبضع، وأنهم بنسب متفاوتة لا يكثرون من شراء السلع الثمينة بقصد التباهي أو التفرد وهو ما رفضته بعض النساء اللاتي أشرن إلى زيادة معدلات الإنفاق بين الرجال. كما يأتي ذلك في الوقت الذي كثرت فيه شكوى الغالبية من إنهاك المواسم المتعاقبة في الفترة الماضية لميزانية الأسرة، والتي بدأت مع موسم الإجازة الصيفية وما يتخللها من سفر وشراء هدايا، مروراً بشهر رمضان والعيد، وصولاً للعودة إلى المدارس. وبالحديث مع عدد من النساء اللاتي يستهويهن التسوق أكثر من مرة في الشهر، تقول سناء الجوزو مدرسة رياضة بدنية: «إنها عندما تخرج إلى مراكز التسوق بقصد الترفيه عن نفسها، فإنها لا تقاوم المعروضات، وتذكر أنها لا تختار وقتاً معيناً لشراء فستان أو حقيبة أو حذاء، وإنما يكون ذلك بمحض الصدفة، وكل ما يعجبها ضمن قدراتها المالية تشتريه ولا تحرم نفسها شيئاً». مشيرة إلى أنها أحياناً كثيرة تندم على ذلك، لا سيما عندما تتبضع ما لا حاجة لها به، ولكنها لا تكتشف أنها أساءت التقدير إلا بعد أن تقل الأموال في يدها. وتعترض فرح المير، موظفة في إحدى الصيديات، على مقولة إن النساء ينفقن أكثر بكثير من الرجال. وتقول إن المتطلبات النسائية محدودة بأمور الزينة، أما الرجال فينفقون على السيارات الفارهة والساعات والهوايات الرياضية المكلفة، وتؤكد أنه لولا قيامها بالتسوق بين فترة وأخرى، لما كانت تمكنت من مقاومة حالات الملل التي تعيشها، ولا ترى في أمر الإنفاق ضمن الحدود مشكلة حتى وإن جاء ذلك عل حساب القدرة على الادخار. من جهته، يقول عادل السيد، موظف في أحد المصارف، إنه بحكم عمله يحاول التحكم في نفقاته الشهرية، وإنه على الرغم من محاولاته المتواضعة في الادخار ولو الشيء القليل، غير أنه يضطر أحياناً كثيرة إلى استعمال بعض الأموال من حسابه. وهكذا، فهو لا يجد فائدة كبيرة من مسألة التوفير. ويذكر عادل أن أكثر نفقاته تندرج ضمن قائمة متطلبات أسرته والتي تتزايد مع الأيام، ويعترف أنه ينفق الكثير من المال على المطاعم والمقاهي، لا سيما عندما يخرج مع أصحابه ليلاً. أما عماد أبو المنى الذي يعمل في مجال العقارات، فيذكر أنه كلما ازداد مدخوله السنوي عمد إلى تغيير سيارته، ويؤكد أن معظم أمواله ينفقها على شراء السيارات الفارهة، وهذا ما لا يقدر على مقاومته. ويعتبر عماد أن مسألة الإنفاق وإن كانت أكبر لدى النساء لكن الرجال لهم منها نصيب. سلوكيات نمطية وتشير ناتالي ستوري المستشارة المالية في أحد أبرز مزودي حلول التخطيط المالي في منطقة الخليج، إلى الفروق الواضحة في عادات الإنفاق بين الجنسين. وتورد أن ثمة دراسة تؤكد أنه من بين القيم التي يتم غرسها في نفوس الرجال منذ الصغر، استثمار دخلهم المادي في أمور قيمة. وتوضح أنه لهذا السبب يميل الذكور بحد كبير إلى وضع استثماراتهم في الأسهم المالية وأسهم الشركات والسندات والعقارات، وادخار المال لمرحلة التقاعد من العمل. وتذكر ناتالي أنه في المقابل تتم تربية النساء على أمور الإنفاق، حيث يكون المال بالنسبة لهن وسيلة لإيجاد نمط الحياة المثالي. وعليه، فهن يتجهن إلى الإنفاق بنسبة أكبر من دخلهن على منتجات التجزئة، وعلى الأطفال والسلع المنزلية. وتضيف أن هنالك دافعاً يحث النساء على الشراء، لا سيما السلع الثانوية، ويتضح ذلك من خلال صعوبة مقاومتهن للمنتجات التي تباع في موسم التخفيضات. وتورد المستشارة المالية، أنه انطلاقاً من ذلك، فإن 50% من الذكور لديهم راتب خاص، مقارنة بـ 10% من الإناث. وتلفت بحسب الدراسة إلى أن الإنفاق عن طريق بطاقة الائتمان يؤكد السلوكيات النمطية للجنس سواء للذكور أو للإناث، فإذا كان الذكور ينفقون أكثر من الإناث في المقاهي، وعلى الأجهزة والمنتجات الرياضية والآلات، وكذلك على شراء تذاكر السفر الإلكترونية بشكل كبير، فإن النساء ينفقن بشكل أكبر من الذكور في الصيدليات وبيوت الأزياء والمتاجر الكبرى، وتورد ناتالي، أنه بحسب الدراسة، تنفق النساء في دولة الإمارات الكثير من المال على الزينة وعلاجات «السبا». اصطحاب الصديقات وتتحدث المستشارة المالية ناتالي ستوري عن بعض النقاط المتعلقة بعادات الإنفاق بين الرجال والنساء. وتقول إن معظم الرجال ينظرون إلى التسوق على أنه مهمة، وهم يرون أنه عمل يجب الانتهاء منه في أسرع وقت بشكل فاعل قدر الإمكان، لذلك فهم يحددون هدفهم من الشراء، ثم يقدمون على الشراء والدفع، وبعدها الخروج من المتجر سريعاً، دون تجاذب أطراف الحديث مع أي من موظفي المتجر. وتضيف أن الرجال يقومون عادة بالتسوق بمفردهم، ونادراً ما يقارنون بين الأسعار، وهم لا يهتمون إذا كانت السلعة مشمولة بالتخفيضات أم لا، وكذلك لا يهتمون باللون، إلا أنهم يقارنون في بعض الأحيان بين جودة المنتج والسعر، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالأجهزة والأدوات. وتذكر ناتالي ستوري أن ما يجعل التسوق أمراً عادياً بالنسبة للرجال أنهم يقومون به بمفردهم، في حين أن النساء ينظرن إلى عملية التسوق على أنها مناسبة خاصة، ويقمن في الغالب باصطحاب صديقاتهن معهن خلال التبضع، وهن على استعداد لقضاء اليوم في التسوق والدردشة وتناول الغداء سوياً. وتوضح المستشارة المالية، أن المشكلة تكمن في أن النساء يملن إلى تجربة الكثير من الملابس، على الرغم من أنها قد تكون كلها من النوع نفسه والقصة والمقاس، إلا أن ألوانها مختلفة، كما يملن إلى المقارنة بين اختياراتهن بعناية كبيرة، سواء من جهة السعر أو النوعية أو الملمس، ومدى إعجاب صديقاتهن بمشترياتهن. وتضيف أن من أسباب الإنفاق العشوائي، أن النساء يقضين اليوم كله إذا تسنى لهن الأمر في البحث عن الملابس في متاجر مختلفة. وهن دائماً يفضلن التسوق مع صديقاتهن على التسوق مع أزواجهن نتيجة لشعور الأزواج عادة بالملل والضجر. وبذلك يكن على راحتهن فيما يتعلق بالدفع مهما كان الثمن غالياً. نصائح تقول المستشارة المالية ناتالي ستوري إنه من المفيد أن نقوم بتحليل الطريقة التي نقوم فيها بإنفاق المال وتقييم أثر ذلك على حياتنا، وألا نعمد إلى هدر كل دخلنا على الشراء وإهمال خطط الادخار والتقاعد، وترى أنه ليس من الذكاء دائماً القيام باتخاذ القرارات الصائبة عند القيام بشراء الأسهم المالية أو أسهم الشركات، والسبب أن الشخص قد يتعرض لخسائر كبيرة ولا تكون بحوزته خطة للتقاعد. وتوضح أنه يمكن القول إنه من الجائز ألا يندرج الشخص تحت نمط سلوكي معين، إلا أن ذلك لا يمنع من أن تكون لكل شخص خطة توفير معقولة، وأخرى للتقاعد، بشرط ألا يكون مديوناً، لذلك فمن المهم، بحسب المستشارة المالية، أن يقوم الشخص بدراسة أحواله المالية بشكل منتظم والتخلص من أي جوانب قد لا يكون مدركاً لها، وتقول إنه بهذه الطريقة يتمكن من التسوق والتمتع بالفرص التي توفرها المتاجر من دون أن يشعر بأي تأنيب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©