الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الصينيون يقرأون شعراً مختلفاً

الصينيون يقرأون شعراً مختلفاً
8 مارس 2009 05:12
تواصلت ولليوم الثالث على التوالي، الليالي والأمسيات الشعرية المقامة ضمن فعاليات مهرجان دبي الدولي للشعر في دورته الأولى، حيث احتضن مسرح مدينة جميرا مساء أمس الأول الأمسيتين الشعريتين اللتين شاركت فيهما مجموعة كبيرة من الشعراء المحليين والعرب والأجانب مما شكل طيفا واسعا من التجارب المتمايزة شكلا ومضمونا والمتفاوتة أيضا على مستوى الوعي بقيمة وقوة الشعر إزاء عالم متغير ومقبل على تحديات وأسئلة مستقبلية مقلقة ومثيرة في آن· شارك في الأمسية الأولى، كل من الشعراء يانغ ليان من الصين، ورافاييل أورويدير من سويسرا، وعبدالسلام الكبسي من اليمن، ومن البحرين شارك كل من بروين حبيب وعلي الشرقاوي، أما من الإمارات فشارك كل من ضاعن شاهين وشهاب غانم· وفي الأمسية الثانية شارك كل من الشعراء عوض بن حاسوم من الإمارات، وحسين درويش من سوريا ،وزاهي وهبي من لبنان، وعبدالله العريمي من سلطنة عمان، وناصر القحطاني من السعودية، ومن الصين شاركت الشاعرة زهاي يونج مين، والشاعر ليونغ بينج كون· ورغم مرافقة آلة العود وإضفائها جوا من الإلفة والحميمية على معظم المشاركات، ورغم طغيان المشاركات العربية والقصائد النبطية على الأمسيتين إلا أن الحضور الشعري الصيني كان لافتا ومدهشا في الأمسيتين، وشكل مفاجأة جميلة ومفرحة للحضور الذي تعرف على مدرسة شعرية عريقة ونائية في ذات الوقت، ولكنها لا تخلو أيضا من ملامسات بصرية وحسية وجوانية مع عوالم الشرق وأساطيره وكتاباته الجامحة والمحلقة بجناحي الخلاص والحرية· ففي الأمسية الأولى تألق الشاعر الصيني يانغ ليان الذي قرأ خمس قصائد أفصحت عن مفردات مفعمة بالشفافية والغوص في مياه الشعر والتي تذهب كلها باتجاه الألم والمنفى، ثم تعود مرة أخرى مثل الموجة الحانية إلى الأرض الأولى ومهبط الأحلام والرؤى التي أسست روح الشاعر وأثمرت فيه كل هذا الوهج· وفي الأمسية الثانية خرجت قصائد الشاعر ليونج بين كون من مخبأ سري وعميق كي تطل على عالم محفوف بالشكوك والمخاطر، عالم على وشك أن ينزاح نحو الهاوية والظلمات ويترك فراغا هائلا للخوف والكوابيس، ينفث الشاعر قصائده وسط هذا الخراب المقيم كي يسترجع الأمل بولادة الإنسان الجديد، الطاهر والمتخلص من الأحقاد والحروب والجروح العارمة، يقول الشاعر يانغ في إحدى قصائده ''تنظرين إلى الأفق/ تصير أدمعي الحزينة/ بحرا عميقا ··عميقا/الموج يختفي في أمواج بعيدة/ من يا ترى سوف يشفي الجريح ؟'' أما الشاعرة الصينية زهاي يونج فقدمت ما يشبه المانيفستو السري لشعر المرأة الصينية المغيبة قسرا، واللائذة بخرافة منسية تخصها ولا يستطع البوح بها سوى الشعر الأنثوي المنطوي على السحر والخيمياء والتعاويذ الفاتنة· تقول الشاعرة في إحدى قصائدها المرهفة والصادمة ''مصباح الأقحوان يهيم فوقي/مصباح الأقحوان يطفو نحوي/وسط ليلة مغرقة في العتمة/وسط الصمت الذي يغلف الأشياء/يخفت الاقحوان/ وشعلة شمعته الحمراء/تصبح مثل صبية صغيرة/ تعوم في الهواء'' وفي قصيدة أخرى تقول ''أنا ثملة وأنت ظمآن/وصل الكأس في موعده/ وأنت لم تثمل بعد/ ليلة من الفرح خالية/والأولاد يمارسون القتل/الرياح عاتية/ والرغبة عبثت بحقل القمح/أشم عربدة السكر في القرية/ حيث كل الأشياء تتفسخ بين العتمة والنور''· وبعد انتهاء المفاجأة الصينية المتألقة شعرا وحضورا التقت ''الاتحاد'' الشاعر الصيني يانغ ليان الذي رد على سؤال عن سر هذه الجماليات المفعمة بالغرائبية وقوة الخيال في الشعر الصيني الجديد قائلا ''أعتقد أولا أن اللغة الصينية تتوفر على مادة شعرية خاصة تتألف من الإيقاعين اللفظي والبصري، كما أن هناك أسلوبا خاصا للشاعر تعززه الخبرة الشخصية والمرجعية التاريخية الموصولة بالحكمة والمعرفة والتأمل''· وعن تواصله مع الشعر والشعراء العرب قال ''منذ أن شاركت في أحد المهرجانات الشعرية بالأردن في العام 2003 وتواجدي وسط مائة شاعر عربي وتعرفي على الشاعر أدونيس أصبح لدي شغف كبير في التعاطي مع قصائد النثر العربية المدهشة والمتنوعة، وأنا أعمل حاليا على ترجمة بعض أعمال أدونيس إلى اللغة الصينية، خصوصا أنني قمت بحوار خاص معه نشرته في إحدى الصحف''· وعن مدى التشابه بين القصيدة العربية والأخرى الصينية قال ليان ''هناك تشابه على مستوى الآلام الشخصية والعامة وهناك تشابه أيضا على مستوى الزخم العاطفي وسط الفضاء الشرقي المميز الملتصق بالحضارتين الصينية والعربية''· وعن القيمة التي يمثلها مهرجان دبي الدولي للشعر في دورته الأولى قال ليان ''هذا تجمع مهم جدا، ليس لمجرد وجود مجموعة من الشعراء من بلدان مختلفة ولكن بسبب هذه الحميمية والنقاشات والتواصل المعرفي والأدبي بين الشعراء والتي تخلق مجالا حيويا وكونيا للشعر تذوب فيه فوارق اللغة والأصول والأعراق''· نموذج من قصائد يانغ ليان: '' أنا لست هنا لطخة القلم المكتوبة للتو طيرتها الريح الهوجاء مثل عصفور ميت على وجهك يحوم القمر يتبع الجنازة يعيد أيامك إلى الوراء إلى الصفحة التي أنت غائب عنها كصوت شخص آخر الصوت الخافت للماء يرتطم بالماء يستحيل نفسا من غير قصد عندما قصيدتك الخرساء تخترق العالم'' ولد يانغ ليان عام 1955 في بكين· ونشر قصائده لأول مرة في جريدة ''جنتيان''، وأثارت قصيدته الطويلة ''نورليانغ'' جدلا فكريا ونقديا واسعا في الأوساط الأدبية الصينية· ترك ليان الصين عام ،1988 وحصل على العديد من المنح في البلدان الأوروبية، وشارك في معارض خارج الصين منها معرض دوكيومنتا للفنون في كاسيل في ألمانيا عام ،1997 حاز جائزة فلايانو الدولية للشعر عام ،1999 ويعيش حالياً في لندن· فعاليات اليوم تقام في العاشرة صباحا في مسرح مدينة جميرا ندوة بعنوان ''قصيدة النثر: سقف لإبداع المرحلة''ويشهد المسرح نفسه قراءات شعرية تقام في السادسة مساء يشارك فيها الشعراء جيمس فينتون وهالة محمد وأحمد راشد ثاني وفاديمير ماركو ومحمد الشرقي وإلينا راكوسا، وعبد الله الهدية· ويشهد بيت دبي للشعر في السادسة أمسية شعرية للشعراء الإماراتيين· وفي النادي السوداني تقام في السادسة مساء أمسية للشاعرين علي العلاق وروضة الحاج· وفي السادسة مساء تقام في النادي الإيراني أمسية يشارك فيها كل من علي رضا آبس وناهد كبيري· وتشهد الرابطة الفرنسية في السادسة مساء أمسية لكل من الشاعرين أريان دريغو وإنعام بيوض· وفي الثامنة والنصف من مساء اليوم يشهد مسرح مدينة جميرا أمسية شعرية يشارك فيها كل من ماثيو سويدي وراشد بن قطيمة وجيلينا فانيلوفا وسليمان بن فليح وخالد البدور وفاتحة مرشيد وحبيب الصايغ·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©