الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

صدامات دامية بين المتظاهرين والأمن في تونس والسودان ومصر

صدامات دامية بين المتظاهرين والأمن في تونس والسودان ومصر
15 سبتمبر 2012
عواصم (وكالات) - شهدت تونس والسودان ومصر أمس صدامات دامية مع قوات الأمن على خلفية الاحتجاجات المستمرة ضد الفيلم المسيء للإسلام ومحاولات اقتحام السفارات الأميركية، حيث سقط 3 قتلى و98 جريحاً في تونس، و3 قتلى و45 جريحاً في السودان، و35 جريحاً في مصر. كما خرجت تظاهرات مماثلة لكن سلمية في المغرب وموريتانيا. فقد أعلنت مصادر أمنية في تونس عن سقوط 3 قتلى و98 جريحاً في صدامات مع قوات مكافحة الشغب عند مقر السفارة الأميركية أثناء تظاهرة احتجاج عنيفة على الفيلم المسيء للإسلام. لكنها أكدت عودة الهدوء في حي ضفاف البحيرة حيث يقع مقر السفارة بعد تمكن قوات الشرطة إثر ساعات من المواجهات من تفريق المتظاهرين ومعظمهم من أنصار التيار السلفي. وهاجم ما لا يقل عن ألف متظاهر السفارة، وتمكن عدد منهم من الدخول إلى باحتها وكسر زجاج العديد من نوافذها. كما اجتازت مجموعة منهم أحد أسوار السفارة قرب مرآبها حيث أضرمت النار في العديد من السيارات. وقام متظاهرون بحرق العلم الأميركي الموجود فوق المبنى. واندلع حريق آخر بعد إلقاء زجاجات حارقة في قسم آخر من أرض السفارة التي تلبدت سماءها بسحب كثيفة من الدخان الأسود أظهرت اتساع الحرائق. بينما شوهدت رايتان اثنتان على الأقل ترمزان للسلفيين وقد ثبتتا على صواري السفارة. وحطم المتظاهرون النوافذ وألقوا الزجاجات الحارقة والحجارة صوب الشرطة من داخل السفارة قبل أن تبعدهم قوات الأمن. وشوهد أحد المحتجين وهو يرمي جهاز كمبيوتر من النافذة فيما أخذ آخرون هواتف وأجهزة كمبيوتر. وقال ضابط أمن “إن السفارة لم تكن تعمل أمس ولم يكن هناك رد على كل الاتصالات الهاتفية بالسفارة”. بينما شاهد مراسل لرويترز جنديين أميركيين مسلحين على سطح المبنى. وأحرق المتظاهرون أيضاً مباني تابعة للمدرسة الأميركية بتونس القريبة من مقر السفارة وأخذوا أجهزة كمبيوتر محمولة وأجهزة كمبيوتر لوحية. وتمكنت قوات الشرطة معززة بقوات من الحرس الوطني والجيش ومدرعات بعد ثلاث ساعات من صد المتظاهرين المسلحين بالحجارة والزجاجات الحارقة، وقد استخدمت في صدهم الغاز المسيل للدموع وذخائر لم تتضح نوعيتها. وشاهد مراسل رويترز رجال الشرطة وهم يعتقلون نحو 60 شخصاً. وقال متحدث باسم وزارة الصحة التونسية إنه لا يمكنه على الفور تحديد هوية القتلى الثلاثة، مضيفاً أن الجرحى الـ98 هم من المتظاهرين ومن قوات الأمن وأنه لا يستبعد ارتفاع الحصيلة بالنظر إلى مستوى عنف المواجهات داخل باحة السفارة ومحيطها. فيما قالت رئاسة الحكومة التونسية “إنها تتابع باهتمام شديد هذه الأحداث التي وصفتها بأنها عدوان غير مبرر على حرمة مقرات دبلوماسية”، مؤكدة التزامها بحماية البعثات الدبلوماسية. وفي السودان، أكدت الإذاعة السودانية مقتل ثلاثة محتجين خلال صدامات مع قوات الأمن أمام السفارة الأميركية في الخرطوم. وقال شهود عيان “إن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع على آلاف المحتجين ضد الفيلم المسيء للإسلام لمنعهم من الوصول إلى السفارة، لكن بعضهم تسلق أسوارها. وقال مصدر طبي إن أحد المتظاهرين قتل دهساً بآلية للشرطة خلال تفريقها المتظاهرين أمام السفارة بينما قتل آخر أمام سور السفارة. وقال شهود عيان إنهم شاهدوا جثته مضرجة بالدماء ولكن من دون أن يتمكنوا من تحديد ظروف مقتله. وأضاف هؤلاء “أن حراس السفارة أطلقوا النار في الهواء من على سطح المبنى لمنع المتظاهرين من الاقتراب بعدما تمكن بعضهم من اجتياز طوق أمني أقيم حولها. وقال متحدث باسم السفارة الأميركية إن محتجين سودانيين كانوا قد تسلقوا سور السفارة في الخرطوم طردوا منها قبل أن يتوغلوا داخلها. ورداً على سؤال بشأن المحتجين وإلى أي مدى وصلوا داخل السفارة قال: “طردوا جميعاً.. لم يصلوا إلى مدى بعيد”، وأضاف أنه لم يصب أي من موظفي السفارة بجروح في الحادث. كما اقتحم المتظاهرون السودانيون السفارة الألمانية في الخرطوم ورفعوا فوقها علماً يحمل الشهادتين. وقام حشد من المتظاهرين باقتحام السفارة وأشعلوا في مدخلها النار، إلا أن أحداً من العاملين لم يتعرض لإصابات. وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع أيضاً في محاولة لتفريق المحتجين أمام السفارة الألمانية وأيضاً السفارة البريطانية القريبة. وقال شاهد عيان “إن الشرطة كانت تقف بينما كانت الحشود تقتحم السفارة الألمانية. وذكر أن المتظاهرين رفعوا رايات سوداء مكتوب عليها باللون الأبيض “لا إله إلا الله محمد رسول الله” وحطموا النوافذ والكاميرات والأثاث داخل السفارة الألمانية قبل أن يشعلوا النار. وقال وزير الخارجية الألماني جيدو فسترفيله “إن موظفي السفارة الألمانية بالخرطوم سالمون حتى الآن. كما أبلغ السفير السوداني في برلين أن على السودان أن يحمي البعثات الدبلوماسية على أرضه. وأدان من جهة ثانية الفيلم المسيء للإسلام بأشد درجة ممكنة وتفهمه للغضب الذي يسود العالم الإسلامي بسبب تصوير الفيلم، وقال “أدين هذا الفيلم المشين والكريه، لكنه ليس سبباً يبرر العنف”. بينما تم تعزيز الإجراءات الأمنية حول السفارات الألمانية بالدول الإسلامية الأخرى تحسباً لوقوع أعمال عنف. وأشاد فيسترفيله بأهمية الإنترنت بالنسبة للثورة في دول عربية، وقال: “لكن هناك أيضاً لعنة للإنترنت وهي أن أكثر الأشخاص جنوناً وتعصباً يمكنهم أن يضعوا أغبى أداة لهم على الإنترنت وينتهكون بها للأسف مشاعر الكثير من الأشخاص”. وأضاف “أن بعض الأشخاص في العالم العربي لا يعرفون أن هذا لا يمثل الموقف في الغرب، وقال”إنهم يعتقدون أن هذا أمر مصادق عليه بشكل حكومي رسمي”. واستدعت وزارة الخارجية السودانية أمس القائم بالأعمال الأميركي جوزيف ستافورد والسفير الألماني بالخرطوم رولف فيلبيرتس للاحتجاج على الفيلم المسيء للإسلام. وأكدت أن المساس بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم هو خط أحمر للسودان ولكل العالم الإسلامي وأنه من غير مقبول مطلقاً بأن تكون حرية التعبير هي السبب في هذا الأمر. لكنها أكدت أن حماية السفارات والمنشآت والبعثات الدبلوماسية المقيمة في السودان هي مسؤولية الحكومة، مؤكداً دعوة الحكومة إلى التعبير السلمي بعيداً عن استخدام العنف. وفي مصر، استمرت في محيط السفارة الأميركية في القاهرة الصدامات بين قوات الأمن ومتظاهرين محتجين على الفيلم المسيء للإسلام. ورشق متظاهرون بالحجارة قوات الأمن المكلفة منع الوصول إلى مقر البعثة الدبلوماسية والتي ردت بإلقاء قنابل مسيلة للدموع. وتناثرت في محيط السفارة الحجارة ومقذوفات أخرى رشقها المتظاهرون بينما بدا هيكل متفحم لسيارة في جادة قريبة. وقلب المحتجون سيارة محترقة في وسط الشارع المؤدي من ميدان التحرير إلى مجمع مباني السفارة. بينما أقامت الشرطة سورا من الكتل الخرسانية بموقع الاشتباك تبادلت من ورائه الرشق بالحجارة مع المحتجين وسط رصد إصابة 35 منهم بجروح. وشارك الآلاف في تظاهرات ومسيرات بعد صلاة الجمعة في القاهرة ومدن أخرى للاحتجاج على الفيلم. بينما سحبت جماعة الإخوان المسلمين في مصر دعوتها إلى التظاهر بعد صلاة الجمعة في كل أنحاء مصر، مؤكدة أنها لن تنظم سوى تجمع رمزي في القاهرة نظراً لتطور الأحداث وحتى لا يستثمر المكان في التعدي على الممتلكات أو حدوث جرحى أو قتلى كما حدث في مرات سابقة”. داعية القوى المشاركة في ميدان التحرير وفي محافظات مصر أن يكون التعبير عن الاحتجاج بشكل حضاري وسلمي يتناسب مع حضارة شعب مصر العريقة ومع حضارة الإسلام العظيم”. واعتبر الرئيس المصري محمد مرسي أن الفيلم المسيء للإسلام يشكل عدواناً ويحول الانتباه عن المشاكل الحقيقية في الشرق الأوسط، مديناً في الوقت نفسه أعمال العنف التي أثارها في المنطقة. وقال إثر لقاء مع الرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو “لا يمكننا قبول هذا النوع من التعدي، وهذه المحاولات لبث الفرقة..هذه الأفعال غير المسؤولة لا تجلب أي خير وتحول الانتباه عن المشاكل الحقيقية مثل سوريا والفلسطينيين وعدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط”. وأكد الرئيس المصري مجدداً أنه يرفض بأقصى قوة أعمال العنف هذه. وأضاف “في مصر لا نقبل أن يقتل أبرياء أو عاملين في سفارات.. من واجب جميع الحكومات حماية البعثات الدبلوماسية والسياح والممتلكات الخاصة وعقيدتنا تحرم القتل”. وشدد على أن السلام في العالم في حاجة إلى اتصالات وتفاهم واحترام متبادل من الجميع واحترام الأديان والتنوع واختلاف الآراء. وهاجم بدو مصريون معسكراً لقوات حفظ السلام الدولية في سيناء احتجاجاً على الفيلم المسيء للإسلام. وقال مسؤول طالباً عدم ذكر اسمه أن المهاجمين البدو اقتحموا المعسكر وأحرقوا برج المراقبة الواقع في داخله ثم اندلعت اشتباكات بين الطرفين أسفرت عن إصابة كولومبيين اثنين ومصري واحد بجروح لم يتسن التحقق من مدى خطورتها. وفي المغرب، تظاهر نحو مئتي سلفي في مدينة سلا قرب العاصمة الرباط بعد صلاة الجمعة احتجاجاً على الفيلم المسيء للإسلام، وقاموا بإحراق العلم الأميركي. وانطلقت التظاهرة من مسجد بحي الرحمة الشعبي بمدينة سلا. وأفاد شهود عيان أن السلفيين المحتجين أطلقوا شعارات وهتافات وأحرقوا علمين أميركيين على مرأى من عدد قليل من رجال الشرطة. وفي موريتانيا، تظاهر المئات بعد صلاة الجمعة قرب السفارة الأميركية في نواكشوط احتجاجاً على الفيلم المسيء للإسلام. وانطلق المتظاهرون فور انتهاء الصلاة باتجاه السفارة. وطالب بعض المتظاهرين بطرد السفيرة الأميركية في حين هتف آخرون “كثير، هذا كثير”، مطالبين بقطع العلاقات الدبلوماسية بين نواكشوط وواشنطن. وبقي المتظاهرون على بعد مئات الأمتار من مقر السفارة الذي فرضت حوله قوات الأمن طوقاً محكماً. وانتهت التظاهرة بهدوء من دون أن تتخلها أعمال عنف. وفي الجزائر منعت الشرطة مسيرة كانت تعتزم الزحف باتجاه مقر السفارة الاميركية بالجزائر احتجاجا على الفيلم المسيء للاسلام. فيما نصحت الولايات المتحدة امس رعاياها بعدم السفر الى الجزائر متحدثة عن خطر متزايد من وقوع اعتداءات مناهضة للاميركيين بعد تصاعد موجات العنف في مصر وليبيا واليمن. وقالت وزارة الخارجية الاميركية في بيان “هناك خطر كبير من وقوع اعتداء وخطف في الجزائر”، موضحة انه حتى ولو كانت المدن الكبرى تحظى بحماية جيدة من الشرطة، فان حصول هجمات يبقى ممكنا”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©