الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الأساتذة الصغار» يعرضون دهشة الطفولة

«الأساتذة الصغار» يعرضون دهشة الطفولة
22 سبتمبر 2013 23:43
جهاد هديب (دبي) - في المعرض الذي افتتح مؤخرا في مرسم الفنان مطر بن لاحج بدبي، ويستمر حتى الثاني من الشهر المقبل، يمكن للمرء أن يتلمس اقتطاعات من تاريخ الفن بسبب الدهشة التي تصنعها الطفولة، إذ تقع عين الناظر إلى الأعمال على الفطري والوحشي والتعبيري إلى جوار مدارس حديثة في الفن صنع البعض منها – أي الأعمال - «أساتذة صغار» السن بالفعل. المعرض لم يحمل اسما أو عنوانا، وجاء نتاج الدورة التي تقام للسنة الثامنة على التوالي في مرسم مطر بن لاحج، وحملت عنوان «أكثر من فن» وأقيمت خلال الفترة من الخامس عشر من يونيو وحتى الرابع من يوليو الماضيين. وشارك في الدورة تسعون مشتركا تراوحت أعمارهم بين الخامسة وحتى العشرين بإشراف عدد من الفنانين والأكاديميين وبدعم من مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون وبرعاية مصرف الامارات الاسلامي. بدءا فإن اللافت للانتباه هو ذلك الدفق الهائل، من المشاعر «الملونة التي جاء بها الأطفال إجمالا إلى حدّ من الصعب أن يقول المرء شيئا عما جاء به أي من الأطفال على وجه التحديد. اشتمل المعرض على أعمال نفذها المشاركون بحيث أبرز أكثر من عمل جرى اشتغاله أثناء الدورة في سياقات متعددة من الفنون التشكيلية: الرسم، بأنواعه المائي والزيتي والإكريلك والباستيل وكذلك الرسم بالفحم والحبر، والنحت والتصوير الفوتوغرافي والخزف وما يسمى بالوسائط المتعددة. وكذلك الرسوم الكرتونية وتلك الرسومات الجاهزة التي يقوم الأطفال بتلوينها بهدف التدرب على أن تمنح العناصر لونا مستمدا من الطبيعة ذاتها وليس من الخيال. اللافت للانتباه في المعرض هي تلك الندرة في العناصر التي تشتمل عليها الأعمال، بل هي، بالأصح، جملة أفكار اشتغل عليها الأطفال بتأثير من البيئة المحيطة بهم: الأشجار والطيور والبيوت والصور الفوتوغرافية لشاطئ مدينة دبي لتأخذ كلها الطابع الاحتفالي بالرسم والنحت والأشغال اليدوية تحديدا. وبالمقابل هناك الكثير من الرسومات التي قد تكون عناصرها قد جاءت مما تتداوله العائلة في يومياتها أو مما يتركه التليفزيون من أثر على مخيلات الأطفال، هكذا يلفت انتباه المرء أن طفلا عربيا في السادسة يرسم مشهد سقوط صواريخ وكواكب ونجوم في مشهد بانورامي شديد البساطة لكن عميق التأثير، في حين تتمكن طفلة إماراتية من إنجاز زخرفة عناصرها نباتية لكن من الواضح أنها قادمة من ثقافة تشكيلية، ربما بسبب ثقافة العائلة أيضا ومشاغلها اليومية. أما رسومات الطبيعة، فيبدو أنها مأخوذة من صور فوتوغرافية بالأساس، ولا يشعر المرء أمامها أنها تنتمي إلى المكان بخصوصيته الإماراتية أو الخليجية إنما الغربية من دون سواها، كأن تكون هناك رسومات لأكواخ وطيور ونباتات ليست موجودة هنا، أو أصلا لم تعش في المكان الذي نعهده هنا بمراحل تطوره العمرانية والأيكولوجية. لكن هذا ليس أمرا يعوّل عليه كثيرا بل إن «الأخطاء»، أو المفارقات الفنية، التي يرتكبها الأساتذة الصغار هي أخطاء جميلة، إذا جاز التوصيف. وغالبا في الأعمال التي اشتمل عليها المعرض، تبدو العفوية والتلقائية متوفرتين في تلك الأعمال التي نفذها أطفال في سن التاسعة فما دون، حيث يمكن أن نرى عالما نقيا ها هنا لا تشوبه شائبة ولا ينقصه خيال إلى حدّ أنه من الممكن الجمع بين السمك في أعماق البحر مع النجوم في عمل واحد، أو نرى أسماكا تتسلق جبلا تعلوه شجرة هي أضخم منه بكثير وتعزلها سحابات وشمس غائمة. كل ذلك مرسوم بالفحم على كرتون أصفر، كما لو أن الطفل الذي رسم يرغب في أن يقول لنا: «هذا هو العالم بلا تزويق الكبار أو فذلكاتهم». تبقى الإشارة إلى أن افتتاح المعرض في مرسم مطر بن لاحج قد تضمن إلى جوار الافتتاح، الذي حضره الأهالي، توزيع جوائز على المشاركين في مسابقة تصميم بطاقات ائتمانية لمصرف الامارات الاسلامي حازت المركز الأول فيها كل من عائشة أنوهي وآمنة السويدي مناصفة وجاء في المركز الثاني بثينة بن لاحج وميرا بن لاحج وميرا سعيد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©