الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

غداً في وجهات نظر.. «الداعشيون» في الخليج

12 أكتوبر 2014 22:01
يقول عبدالله بن بجاد العتيبي : الإرهابيون يقتلون والمحرضون يغنمون، هذه العبارة يمكن أن تلخص ما جرى ويجري في التعامل مع حركات الإرهاب وتنظيماته والجماعات والتيارات والرموز الداعمة له، إنها ذات القصة تتكرر باستمرارية تثير الاستغراب. إن مصائر قادة الإرهاب هي القتل، ولكن وللأسف الشديد يقضي معهم وأكثر منهم المغرر بهم من الشباب الصغار الذين يجمعون الجهل والحماس، ولكن المحرضين والمهيجين يواصلون حياتهم، ويغنمون المكاسب والأموال والسمعة والجاه، ويتطاولون في البنيان وفي جمع الأموال. قتل عبدالله عزّام في تفجير غامضٍ، وقتل أسامة بن لادن، وفي كتابٍ جديدٍ كتبه «ليون بانيتا»، وهو المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الأميركية تحت عنوان «حروبٍ جديرةٍ بالمجازفة» أكد أن أسامة بن لادن قائد تنظيم «القاعدة» الذي تمّ قتله في أول مايو 2011 بباكستان تم دفنه في قاع البحر مكبلاً بأثقال من الأسلاك وزنها يزيد على 136 كيلوجراماً من الحديد في بحر العرب، بحسب ما ترجمته «العربية نت» عن صحفٍ عالميةٍ. وقتل أبو مصعب الزرقاوي زعيم ما كان يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، وقتل قادة تنظيم ما كان يعرف بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وهذا طبيعي فهم يقودون بشكل مباشرٍ جماعاتٍ وتنظيماتٍ إرهابيةٍ تستهدف الدول العربية والإسلامية وتستهدف أمن دول العالم بأسره، وتبقى مشكلة الإرهاب كداء مزمنٍ لا يكاد يجد له دواءً. ضمن الحل الجذري والشامل للإصلاح الديني فإن جزءاً مهماً من المشكلة يكمن في قتل الإرهابيين، وترك الحبل على الغارب للمهيجين والمحرضين، إن الإرهاب مسيرة طويلة، فهو ليس لحظة ضغط الزناد أو التفجير، فهذه هي النهاية، ولكنه يبدأ بالتهييج العام وصناعة السخط والتذمر، ثم يتجه للتحريض على المشاركة في القتال في حروبٍ ليس لدول الخليج فيها ناقةٌ ولا جملٌ، بل هي حروب تخوضها تنظيمات تعادي دول الخليج، وتعلن عن هذه العداوة، وتدرب الشباب الملتحقين بها ليعودوا إلى بلدانهم لنشر الإرهاب والخراب والدمار. ثم يأتي بعد ذلك التجنيد العملي واللوجستي من جمع أموالٍ وترتيب سفرٍ وتزوير وثائق وتقديم تسهيلاتٍ لكل مغررٍ به حتى يصل إلى تلك التنظيمات. حسابات تركيا بين الأكراد و«داعش» تقول عائشة المري: تحولت المنطقة إلى رقعة شطرنج تلعب فيها أطراف إقليمية ودولية لعبة مصالح، وتحولت الحرب ضد تنظيم «داعش» خاصة في المناطق الكردية السورية إلى ورقة تجاذب وضغط متبادل بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني الذي سارع لتفجير التظاهرات في مدن تركية، حيث شهد عدد من المدن التركية مظاهرات واشتباكات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين، بعد استيلاء تنظيم «داعش» على أجزاء من مدينة عين العرب «كوباني» السورية يوم الأربعاء الماضي. وكان حزب العمال الكردستاني قد دعا، الاثنين الماضي، أكراد تركيا إلى «التعبئة» لمحاربة تنظيم «داعش» الذي يحاصر مدينة «كوباني» آخر معاقل الأكراد في سوريا. وحاول آلاف الأكراد الأتراك العبور إلى سوريا لمساندة الأكراد السوريين في حربهم ضد تنظيم «داعش» في محاولته السيطرة على المدينة. ويعتبر إقليم «كوباني» هو الأصغر بين ثلاثة أقاليم كردية تتمتع بالحكم الذاتي أسسها العام الماضي حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا. وسقوط كوباني سيعطي لتنظيم «داعش» سيطرة وتحكماً على شريط حدودي طويل مع تركيا ويعززه من موقعه الجغرافي على الحدود التركية، ولكن لأنقرة حسابات دقيقية لاستقراء الوضع في سوريا والعراق. اعتذار واشنطن لحلفائها الخليجيين يقول د. عبد الله خليفة الشايجي : من المطلوب اليوم من واشنطن طمأنة حلفائها حول جديتها في دحر وهزيمة «داعش»، وفي التصدي لنظام الأسد وإضعافه وليس تقويته. أعتقد أن التحدي الحقيقي أمام إدارة الرئيس أوباما هو في طمأنة حلفائها القلقين من تراجعها، ومواجهة خصومها المنتشين من تخبطها وأخطائها وترددها في تعاملها مع النيران المشتعلة في أكثر من مكان في منطقة الشرق الأوسط. فبعض مواقف الإدارة خلال الأعوام الماضية لا تستجيب لتطلعات حلفائها بالاعتماد على القوة الأكبر في النظام العالمي التي لطالما أمّنت دعماً وشراكة بناءة لحلفائها خاصة الخليجيين، بالوجود العسكري وصفقات أسلحة، هذا زيادة على علاقات تجارية وأفضلية للشركات الأميركية في المنطقة. واليوم يستمر تردد وعدم حسم إدارة أوباما وتراخيها في التعامل مع خصوم حلفائها سواء كانوا دولاً ، مثل النظام في سوريا، أو منظمات كـ«داعش» و«جبهة النصرة» و«حزب الله» والحوثيين، والتقارب مع إيران واستبعاد إضعاف حلفائها وخاصة النظام السوري، وكل هذا يثير الكثير من الأسئلة والهواجس! فنظام الأسد يستمر في التنكيل بشعبه للعام الرابع على التوالي، ويستخدم الأسلحة المحظورة خاصة الكيماوية، ويتجاوز الخطوط الحمراء، ويستخدم الصواريخ والبراميل المتفجرة في قصف الأحياء السكنية أو ما تبقى منها! وكل هذا يحدث على رغم تحذيرات حلفاء واشنطن من تداعيات وتكلفة التراخي وعدم الحسم، وحتى من بعض قيادات إدارة أوباما وعلى رأسهم وزيرا الدفاع السابقين روبرت جيتس وليون بانيتا، ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، ومدير عام الاستخبارات المركزية ديفيد باتريوس. تجنيد الأطفال في الحروب! يرى د. أحمد عبدالملك أن إحصائيات منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» تشير إلى أن عدد الأطفال دون سن الـ18 من المجندين في الجيش اليمني يبلغ 40 ألف طفل، فيما لا يُعرف عدد المجندين منهم في المليشيات المسلحة في اليمن، ولكن تقرير الأمم المتحدة أشار إلى أن أكثر من 15% من المجندين في المليشيات المسلحة في اليمن من «الحوثيين» والميليشيات القبلية كانوا من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً. فيما أعلنت مصادر حكومية يمنية عن تسريح جميع الأطفال المجندين في قوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية، ومنع تجنيد كل من هم دون سن الـ18 عاماً. وفي هذا الصدد قال رئيس منظمة «سياج» أحمد القرشي: «إن تجنيد الأطفال في صفوف الحوثيين يصل إلى ما نسبته 50%، مقابل 40% لمجندين أطفال يقاتلون في صفوف القبائل والجيش والجماعات الدينية المسلحة» (رويدا السقاف - الراية – 9/10/2014). من الديمقراطية إلى العيش المشترك يقول د. السيد ولد أباه إنه في مدينة مراكش المغربية حيث شاركت هذا الأسبوع في الندوة المهمة التي نظمها «مركز أفكار»، وهو مؤسسة شبابية ناشئة بالتعاون مع مؤسسة «هانس سايدل» الألمانية حول آفاق التحول الديمقراطي في مرحلة ما بعد «الربيع العربي». ما لاحظته من الحوار الكثيف مع نخبة من الشباب المثقف الواعد هو الحيرة الواسعة والقلق البالغ من مآلات الوضع العربي بعد مرحلة قصيرة ساد فيها الأمل بآثار الديناميكية التغييرية التي عرفها العالم العربي، إلى حد رجوع التساؤلات القديمة حول أهلية البلدان العربية اجتماعياً وثقافياً لنمط الديمقراطية التعددية. كنت في كتابي «الثورات العربية: المسار والمصير» الصادر في نهاية سنة 2011 قد حذرت من مصاعب التحول الديمقراطي ونبهت إلى ضرورة الاعتناء بهندسة البناء السياسي بدل الاكتفاء بتنظيم الانتخابات الحرة الشفافة، التي لا يمكن بذاتها أن تحل الأزمات السياسية المعقدة التي تعاني منها بلدان «الربيع العربي». ولقد أثبتت الأحداث الموالية صواب ودقة هذه الملاحظات، بيد أن الحالة الراهنة، ولّدت حقائق جديدة، من أبرزها تراجع المطلب الديمقراطي في مقابل مواجهة الإرهاب ومخاطر انهيار الكيانات الوطنية وتحللها. ما أردت أن أبينه في الندوة، هو أن الخيار المطروح ليس بين استبدادية إدماجية (على غرار نموذج صدام حسين، أو القذافي)، وديمقراطية ضعيفة وفوضوية، فلا شك أن الديكتاتوريات هي التي تضعف النسيج الأهلي على الرغم من حالة النظام القسري المفروض بالخوف والقوة، كما أن الديمقراطيات الحقيقية، هي التي تدعم اللحمة الاجتماعية، وتستند إلى توافق وطني صلب وثابت. الاستراتيجية الأميركية: ضرب «داعش» أم إسقاط الأسد؟ تقول ليز سلاي: مع انطلاق الحملة الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد «داعش» في سوريا والعراق، يبدو أنها تواجه عدداً من الصعوبات؛ أهمهما انقلاب المعارضة السورية المعتدلة ضدها، ورفض الحليف الأطلسي للولايات المتحدة في المنطقة، أي تركيا، المشاركة الفعالة في المجهود الحربي والمساهمة في التخفيف من وطأة المعاناة التي يكابدها الأكراد حالياً في بلدة كوباني (عين العرب) الحدودية، وهي صعوبات تكشف إلى حد بعيد محدودية الاستراتيجية الأميركية والعقبات القائمة أمامها. فرغم تحذيرات المسؤولين الأميركيين بأن الضربات الجوية ما هي سوى جزء من استراتيجية شاملة قد تمتد على مدى سنوات، إلا أن الاستياء الذي ولده القصف الجوي يهدد بتقويض المجهود برمته، وذلك حسب العديد من المحللين والمتمردين. ولعل جزءاً من هذا الاستياء يرجع إلى بنك الأهداف الذي قصفته الطائرات الأميركية، والذي شمل مرافق متعددة مثل محطة للكهرباء ومخزن للقمح تسيطر عليه «داعش»، لكن الدمار الذي لحق بتلك المنشآت تسبب في نقص المواد الغذائية من جهة وارتفاع أسعارها من جهة أخرى في عموم المناطق التي يسيطر عليها المتمردون، وهو ما أزعج المواطنين السوريين العاديين أكثر من المسلحين الأفضل تمويناً. بل إن الضربات الجوية انطلقت في بدايتها باستهداف صواريخ كروز الأميركية لعدد من المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المعتدلة التي يفترض أنها تحارب «داعش»، فكان أن السوريين الذين طالبون في السابق بتدخل أميركي ضد الأسد بدؤوا ينظمون مظاهرات تندد بالولايات المتحدة وتحرق علمها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©