الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عملا العُمانية..الطبيعة عندما تجود بسخاء

عملا العُمانية..الطبيعة عندما تجود بسخاء
12 أكتوبر 2014 20:30
يبحر بك الخيال إلى ما لا تتوقع أحياناً، خلال الرحلة إلى قرية عملا العمانية الواقعة في عمق جبل الكور، حيث تتحول قسوة الحياة في الجبال إلى واحة خلابة تحتضن الزهور، فالقرية تجمع بين ثنائية الجبل والوادي في صورة بديعة للطبيعة عندما تجود بسخاء. يقول منذر المنذري أحد سكان عبري: إن زيارة بلدة عملا بولاية عبري التابعة لمحافظة الظاهرة، تمثل جولة مثيرة في بيئات مختلفة تجتمع في بلدة واحدة، فهناك يمكن مشاهدة بيئات جبلية وصحراوية وسهلية في تناغم طبيعي يشد الأنظار، كما أن زيارتها تعد جولة في التاريخ وعالم التراث، حيث تقف قلاع وأبراج البلدة شاهدة على ثراء الجانب التاريخي للبلدة. ويضيف ترتبط البلدة منذ الأزل بالنشاط الزراعي رغم موجات الجفاف التي كان لها تأثير كبير على الزراعة هناك، لوجود أودية قوية وأفلاج ساعدت في بقاء الزراعة قائمة بالبلدة وتوارثها عبر الأجيال. ويقول: تجمع البلدة في أنحائها العديد بين الموروثات الطبيعية والاقتصادية والثقافية والسياحية، مشيراً إلى أن الوصول إليها يتطلب السير في طريق مسقط - نزوى وصولاً إلى ولاية بهلاء بمحافظة الداخلية وبعد 60 كيلو متراً من يلوح مدخل البلدة في جهة اليمين وبعد 55 كيلو متراً من مركز الولاية يظهر مدخل بلدة عملا وبالسير في اتجاه المدخل لمسافة قصيرة تبدو البلدة ببساتين النخيل الشامخة. حارة البلاد ويشير إلى حارة البلاد التي تقع بجوار قلعة عملا، موضحا أنها أقدم منطقة مأهولة بالسكان في البلدة، وتتكون من عدة بيوت يحيط بها سور مرتفع وعدد من الأبراج من الجهات الأربعة ويحتوي على مصادر مياه متنوعة من الفلج الذي يمر بالحارة والآبار المنتشرة في الداخل وتستخدم في وقت الحاجة. وفي داخل الحارة مسجد قديم ما زال يحافظ على جماليات العمران الشرقي المتمثل في الأبواب الضخمة والنقوش والرسومات المعبرة. وتوجد أبراج خارج الحارة منتشرة في أنحاء البلدة يزيد عددها على عشرة، منحوتة بشكل جميل في أماكن مرتفعة وعلى الجبال تكشف الأنحاء المجاورة للبلدة. وقال سعيد الأفري - أحد سكان البلدة - أن جمال الطبيعة في عملا قوامها المياه والجبل وأشجار النخيل والنباتات البرية فضلا عن البيئة الجبلية حيث تقع البلدة على السفوح الغربية لجبل الكور، ويشكل مشهد الجبل مع البلدة صورة بانورامية تستحق المشاهدة. ويقول إن وادي العين الذي يمر بالبلدة يكشف عن وجه آخر للحسن بجانب الخضرة، يتمثل في جريان مياه الوادي أيام هطول الأمطار التي تضيف جمالاً إلى المشهد الذي يجمع الحقول الزراعية والجبال والوادي. فلجا الكحلي والقري ويشير إلى أن فلجين من أشهر الأفلاج عملا، هما: الكحلي والقري، ويستمد فلج الكحلي مياهه من وديان الجبل الأخضر بينما يستمد القري مياهه من وديان جبل الكور، لافتا إلى أن غزارة المياه في الفلجي من أبرز أسباب استمرار النشاط الزراعي في البلدة رغم سنوات الجفاف والقحط. ويقول أن سواقي هذين الفلجين قصة تحكي عن مهارة الأجداد في توزيع المياه على مزارع البلدة بكل سهولة ومرونة حيث كانت تعتمد على معرفة بعلم الفلك، ويمكن للسائح الاطلاع على سواقي الفلجين، في مزارع البلدة على شكل خطوط بديعة، حيث تشكل ومع جريان المياه مشهداً جمالياً يستحق المتابعة. وقامت وزارة الزراعة والثروة السمكية بتنفيذ مشروعين حيويين في عملا، الأول: تطوير النظم الزراعية التقليدية لاستغلال المياه بكفاءة في ري المزروعات وزيادة إنتاجية المزارع القديمة بالبلدة. والثاني هو إحلال وتجديد أشجار نخيل التمر بالبلدة لتزويدها بأجود أنواع النخيل مثل الخلاص، والخصاب، والخنيزي، والفرض، والبرني، والنغال، والقشوش. أودية جبل الكو ويضاف إلى المشهد الجمالي في عملا، أودية جبل الكور حيث تكون مياهها بعض البرك المائية التي تشبه البحيرات وتتسع في أرجاء البلدة وتنبت حولها الأشجار بعد هطول الأمطار لتكون صوراً بديعة، حيث يحرص الكثير من السكان والزائرين والسياح على مشاهدة تلك المناظر الجميلة التي تسحر الألباب وتجعلهم يعودون لزياراتها أكثر من مرة. ويطغى اللون الأخضر على البلدة حيث تنتشر المزارع في مختلف أرجائها وعلى الرغم من موجات الجفاف التي تعرضت لها مرات عديدة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©