الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خطباء الجمعة يؤكدون أن رسالة الإسلام رسالة أخلاقية تنأى بأتباعها عن العنف وإيذاء الأبرياء وتدعو إلى المحبة والسلام

15 سبتمبر 2012
أبوظبي (الاتحاد)- أكد خطباء الجمعة أن رسالة الإسلام رسالة أخلاقية، تنأى بأتباعها عن العنف وإيذاء الأبرياء، وتدعو إلى المحبة والسلام، وتدافع عن مقدساتها ونبيها محمد صلى الله عليه وسلم مع الالتزام بضوابط الشرع الحنيف. وقال الخطباء في خطبتي الجمعة ليوم امس “لقد آلمنا واستفز مشاعرنا ما طالعتنا به بعض وسائل الأعلام، من إنتاج فيلم يسيء إلى شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم وشريعته”. وأضافوا “لا شك أن مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلى وأرقى من أن ينال منه السفهاء، فأنى للنار من النور، وأنى للثرى أن يعانق الجوزاء، ولكن هذا إن دل على شيء فإنما يدل على سفه كبير، وحقد دفين، في عقول وقلوب هؤلاء الذين قاموا بإنتاج هذا الفيلم أو ساهموا في إخراجه وعرضه، وأرادوا بذلك أن يستفزوا أتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم ويؤججوا الصراع بين المسلمين وغيرهم حتى يبدو المسلم بالصورة التي لا تتناسب مع صورته الحقيقية”. وقال الخطباء “إننا وإن كنا نشعر بالظلم وبالدهشة لكل هذه الضغائن ضد النبي صلى الله عليه وسلم وضد كتابه ورسالته، لا نخالف في مواقفنا وردود أفعالنا الأدب الذي أدبنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن نترفع فلا نجيبهم لما يطمحون إليه من مآرب خبيثة ومقاصد فاسدة، تحقيقا لمكاسب سياسية، ومصالح شخصية، وكان صلى الله عليه وسلم يقول مترفعا عمن يسبه “ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم، يشتمون مذمما، ويلعنون مذمما وأنا محمد”. وتابع الخطباء “لكن ما حدث لا يعفي الحكومات والدول من أن تضع حدا بتطبيق تشريعاتها القاضية باحترام الرموز الدينية، وعدم المساس بها، أو سن التشريعات والقوانين التي تحول دون تكرار هذه الأعمال المسيئة”. وأشار الخطباء إلى أن واجبنا في مثل هذه المواقف أن نؤكد حبنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم والتزامنا بشريعته وسنته، فنبدأ مع أولادنا في بيوتنا، فنغرس في نفوسهم حب رسول الله صلى الله عليه وسلم واتباع هديه. وأشادوا بالعقلاء من غير المسلمين الذين استنكروا ويستنكرون هذه التصرفات المشينة والإساءات المغرضة. كما تقع على العلماء والفقهاء والمعلمين ووسائل الإعلام، وكذا الشعراء والكتاب والأدباء، وأهل الرأي وأرباب الفكر والمثقفين مسؤولية كبرى في توضيح ونشر الصورة الحقيقية للنبي صلى الله عليه وسلم ولشريعته السمحة الغراء. وتابع الخطباء “إن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم هو أعظم من عرفته البشرية بأخلاقه وشمائله، وقد شهد الله تعالى بعظيم خلقه فقال عز من قائل (وإنك لعلى خلق عظيم)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«أنا سيد ولد آدم ولا فخر». وقالت عنه السيدة خديجة رضي الله عنها: والله ما يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق. وقالوا “كان صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجها وأعظم الناس خلقا، وكان دائم البِشر، سهل الطبع، لين الجانب، ليس بفظ ولا غليظ، وكان صلى الله عليه وسلم سمحا لا يبخل بشيء، شجاعا لا ينكص عن حق، عدلا لا يجور في حكم، صدوقا أمينا، سئلت السيدة عائشة رضي الله عنها: كيف كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في أهله؟ فقالت: كان أحسن الناس خلقا، لم يكن فاحشا ولا متفحشا ولا صخابا في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح. وقد اصطفاه الله تعالى من أطهر البيوت أصلا ونسبا، وأعلاهم قدرا وشرفا، وأحسنهم خلقا وخلقا، قال صلى الله عليه وسلم :«إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم». وقد شهدت الإنسانية عبر منصفيها بما شهد الله تعالى به لرسوله صلى الله عليه وسلم، فألف أحد الباحثين من غير المسلمين كتابا أسماه العظماء مائة وأعظمهم محمد. وقال فيه: إن اختياري محمدا ليكون الأول من بين أهم وأعظم رجال التاريخ قد يدهش القراء، ولكنه الرجل الوحيد في التاريخ كله الذي نجح أعلى نجاح على المستويين الديني والدنيوي. ومع ذلك فلم تخل سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ممن كان يسيء إليه أو يتهمه أو يعتدي عليه، فقالوا عنه بأنه ساحر، ومرة قالوا عنه مجنون، وقد تكفل الله تعالى في كل مرة بالدفاع عن نبيه صلى الله عليه وسلم ونصرته، قال تعالى (إنا كفيناك المستهزئين)، وقد رد الله عز وجل على من نال من رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله “إن شانئك هو الأبتر”. وقال خطباء الجمعة “ما ضر رسول الله صلى الله عليه وسلم استهزاء المستهزئين، ولا إساءة المبطلين، بل رفع الله سبحانه من شأنه، وأعلى من قدره، وظلت شريعته خالدة إلى يومنا هذا، وصار خبر من عاداه إلى زوال”. وأضافوا “اتقوا الله عباد الله واعلموا أنه مهما حاول حاقد أن يسيء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يصد عن دينه، فإن الله سبحانه حائل بينه وبين ذلك، وأن هذه الدعوة السمحة ستبلغ الآفاق، قال تعالى “يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون، هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون”. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز أو بذل ذليل”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©