الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إيران والشرق الأوسط... فرصة ذهبية لأوباما

22 سبتمبر 2013 22:32
سيكون أوباما قد أصابه الجنون إذا لم يتمكن من الغوص عميقاً في الدبلوماسية مع إيران في الوقت الراهن. فعندما يلتقي قادة العالم في اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة هذا الأسبوع، يتعين على أوباما ألا يكتفي بمصافحة الرئيس الإيراني فحسب، بل أيضاً عقد لقاء خاص معه وتسليمه قائمة بعشرات القضايا المطروحة للمناقشة (مثل تخصيب اليورانيوم، والعقوبات والاستقرار الإقليمي، الخ)، وأن يكون على استعداد للإعلان، إذا أمكن، عن وقت ومكان بدء المفاوضات إلى جانب قائمة بأسماء المندوبين الذين ستوجه إليهم الدعوة. وإذا كان روحاني شخصية إيرانية معتدلة لديها السلطة لعقد صفقة حول البرامج النووية والعقوبات الاقتصادية (على الأقل حتى ينفد صبر المتشددين معه) - فإن هذه فرصة لا يجب على زعيم غربي التنازل عنها. أما إذا كان الأمر كله خدعة، أو إذا كان الملالي (رجال الدين) ينقضون أي اتفاق يظهر، فلا بأس من المحاولة. وفى الواقع، إذا سارت الأمور على غير ما يُرام وشعر الزعماء الغرب بأنهم مجبرون على الرد بتشديد العقوبات أواللجوء للعمل العسكري، فبإمكانهم القيام بذلك بمزيد من الشرعية بعد إعطاء الفرصة لأيسر السبل. على أي حال، سيكون من الجيد إلى حد ما الجلوس ومناقشة الحقيقة المحتملة لتصريحات أو طبيعة السياسة الإيرانية، التي يعلم عنها الغرباء القليل. وقد طرح روحاني تصريحاته على الطاولة. ولم يحدث لأي رئيس إيراني، طوال المرحلة الثورية بأكملها، أن أشار من بعيد إلى شيء مثير إلى هذا الحد. كما قام روحاني بتعيين محمد جواد ظريف، الذي تتفق آرائه مع هذه التصريحات، في منصب وزير الخارجية. اقتصاد إيران في حالة من الانهيار لدرجة أن النظام -بما في ذلك الملالي الذين يتحملون المسؤولية في النهاية- قد يكون لديه الرغبة في استبدال بعض الأمور ذات القيمة في مقابل إنهاء العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة. في أحسن الأحوال، يُقدم لنا التاريخ إرشادات قاسية للعمل. أذكر النقاشات الحادة، التي جرت بداخل الحكومة الأميركية وبين خبراء من الخارج، حول ما إذا كانت إصلاحات جورباتشوف حقيقية أم خادعة. وعلى الجانب الآخر، يمكن الإشارة إلى الجهود التي بذلها الرؤساء بوش الابن وكلينتون للتفاوض مع الزعماء الإيرانيين الذين كانوا يتحدثون كمصلحين في حين أن سياساتهم قد وضعت بالفعل، والذين كان خطابهم المفعم بالأمل قد تم تجاوزه في نهاية الأمر من قبل الملالي. لقد تمت السيطرة على العلاقات الإيرانية-الأميركية في إطار دراما نفسية متعرجة منذ عام 1953، عندما ساعدت وكالة الاستخبارات المركزية على الإطاحة بالرئيس محمد مصدق وتنصيب الشاه. ورغم ذلك، حتى خلال هذه الحقبة، كانت هناك لحظات من التقارب الأولى، وعلى الأخص في أعقاب هجمات 11 سبتمبر عندما زودت إيران وكالة الاستخبارات المركزية بمعلومات حول «القاعدة». وقد تحسنت العلاقات تدريجياً إلى درجة قيام مسؤولين أميركيين وإيرانيين متوسطي المستوى بإجراء محادثات وجهاً لوجه حول قضايا متنوعة في جنيف. وفى مطلع 2002، حيث كانت العلاقات على حافة التحسن، ألقى بوش الابن بخطاب «حالة الاتحاد»، واصفاً إيران والعراق وكوريا الشمالية بـ «محور الشر» - وعند هذه النقطة، انتهت محادثات جنيف، وصعدت إيران من برنامجها النووي. قد نكون الآن على شفا انفراجة محتملة. وعلى أي حال، فإن الأمر يستحق التجربة. ويحذر المتشككون من أن الإيرانيين - ربما روحاني نفسه أو ربما الملالي الذين يستخدمونه – يخادعون العالم لكسب مزيد من الوقت: فقد بدأ الغرب يشعر بالتوتر جراء المفاوضات اللانهائية، بينما تواصل إيران في الوقت نفسه بناء السلاح النووي. قد يكون المتشككون على حق، ولكن ما يثير الارتباك أنه إذا كانت هذه المناورة، فهل يكون بالإمكان نجاحها. أوباما ليس على وشك إعداد حاملات الطائرات للقيام بدوريات في البحر المتوسط، ولا أن يتنازل عن وكالات الاستخبارات العديدة التي تراقب مواقع إيران النووية. في الواقع، فإن هاجس «اكتساب الوقت» يعزز من ضرورة قيام أوباما بطرح مقترحاته على الطاولة قريباً، خلال الأسبوع أو الأسبوعين المقبلين على أكثر تقدير. وعلى فرض أن روحاني هو ما يبدو عليه في الحقيقة، فإن السؤال المطروح: ماذا يريد؟ لا أوهام هنا. إن مصالح إيران القومية -التي تعود لا إلى عقود بل إلى قرون ماضي- هي أن تصبح قوة رائدة في المنطقة. قد يتعارض ذلك، بطريقة ما، مع المصالح الأميركية، وقد يمكنه بطريقة أخرى التعايش معها. في مقاله الافتتاحي الذي نشر في صحيفة «واشنطن بوست» في 19 سبتمبر، ألمح روحاني إلى بعض أهدافه فيما أسماه «الارتباط الحذر». وأوضح أن أي اتفاق يعقد مع الغرب، يجب أن يحافظ على برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم، على الأقل إلى حد ما. «إن النهج البناء للدبلوماسية لا يعني التخلي عن الحقوق». وبموجب معاهدة حظر الانتشار النووي، فإن إيران لديها الحق في تخصيب اليورانيوم إلى ما دون المستوى المطلوب لصنع قنبلة نووية. وقد يلاحظ المتشككون أن روحاني يهدد أوباما بوضعه في مأزق فيما يتعلق بالقضية السورية - بالتلميح إلى أن الضربات الجوية التي ستشنها أميركا على سوريا من شأنها أن تجعل من المستحيل إجراء محادثات مع إيران. ومع ذلك، فإن تصريح روحاني يشير إلى المبادرة الدبلوماسية للرئيس الروسي في سوريا. كما أن الوصول إلى تسوية سريعة للوضع في سوريا، على الأقل فيما يتعلق بقضية الأسلحة الكيماوية -التي يعتقد أن بوتين لديه مصلحة قومية قوية في حدوث ذلك- قد يثير، أو على الأقل يزيل عقبة في طريق بداية سلسلة للمفاوضات الأميركية مع إيران. فريد كابلان محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©