الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«إمبراطور الزبالين» يفخر بمهنة جامع القمامة ويقود 62 ألف عامل

«إمبراطور الزبالين» يفخر بمهنة جامع القمامة ويقود 62 ألف عامل
27 سبتمبر 2011 20:55
لم تعد مهنة جمع القمامة من المهن التي يحجم الشباب عن العمل بها خصوصاً في ظل أزمة البطالة، كما لم تعد قاصرة على الأميين فقط، بل اتجه إليها الكثير من حملة المؤهلات العليا والمتوسطة لما تدره من ربح وفير لا يقارن بعائد الوظيفة الحكومية، حيث تشير الدراسات إلى أن القمامة المصرية تتمتع بخصوصية وقيمة كبيرة بما تحتويه من كنوز ما يجعلها أغنى قمامة في العالم، حتى قالوا إن «القمامة كنز لا يفنى»، على غرار «القناعة كنز لا يفنى». مهنة متوارثة المقدس شحاتة الذي يتولى منصب رئيس نقابة الزبالين «تحت التأسيس» واحد من أشهر وأبرز المسيطرين على زبالة العاصمة المصرية، حيث توارث المهنة أباً عن جد، حتى أطلقوا عليه إمبراطور الزبالين. ويعمل تحت إمرته أكثر من 62 ألف زبال من كل الأعمار يقومون بجمع ونقل وفرز وإعادة تدوير القمامة التي يتم جمعها من مختلف أنحاء القاهرة. شحاتة رغم حصوله على شهادة الثانوية العامة، يفخر بعمله في الزبالة، بل يؤكد أنه لديه مناعة من الإصابة بالأمراض وأنفه تعودت على رائحتها التي لم يعد ينفر منها؛ لأنها مصدر رزقه. وقال «أنا من مواليد مركز ساحل سليم في محافظة أسيوط بصعيد مصر عام 1960، ونزحت منها في السبعينيات من القرن الماضي للعمل مع والدي في مجال جمع وفرز القمامة، وأنا متزوج ولدي 10 أبناء 5 بنات و5 أولاد يعملون معي في المهنة وحصلت على الثانوية العامة، ولم أكمل تعليمي العالي بسبب ظروف العمل». ونوه بأن مقر نشاط الزبالين في الماضي كان يتركز في منطقتي ميت حلفا وميت نما بمحافظة القليوبية، وكان عدد الزبالين في تلك الفترة لا يتجاوز 30 زبالاً يستخدمون عربات الكارو، التي تجرها الدواب لجمع ونقل الزبالة، وفي عام 1969 خصصت محافظة القاهرة منطقة الزبالين التي تقع أسفل جبل المقطم بحي منشية ناصر لتكون مقراً لجمع وفرز وتدوير القمامة. وتضم المنطقة أكثر من 62 ألف جامع قمامة نصفهم يحملون مؤهلات عليا ومتوسطة مهمتهم جمع ونقل وإعادة تدوير القمامة من أحياء العاصمة». جمع وفرز لفت المقدس إلى أن «القمامة التي يتم جمعها وفرزها وإعادة تدويرها تضم مواد عدة مثل البلاستيك والزجاج والكارتون والورق والألمونيوم والنحاس والملابس القديمة والتي تصل نسبتها إلى نحو 40 في المائة من حجم القمامة التي يتم جمعها ورفعها يومياً من محافظات القاهرة الكبرى، والبالغة نحو 8 آلاف طن يومياً ونوفر ملايين الدولارات سنوياً للدولة من استيراد المواد الخام الصلبة من الخارج، فيما يتم دفن وحرق نسبة 20 في المائة من هذه القمامة في المقالب العمومية وهي عبارة عن مواد غير قابلة لإعادة التدوير». وحول أسعار المواد التي يتم فرزها من القمامة، قال «بالنسبة لسعر طن البلاستيك، يصل إلى 300 جنيه والكارتون والورق 200 جنيه والزجاج 400 جنيه والألمونيوم 500 جنيه». وأضاف «في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي كانت عربات الكارو التي تجرها الدواب هي الوسيلة الوحيدة لنقل القمامة التي كان يتم جمعها من المنازل، أما الآن فتطور الأمر وأصبحنا نمتلك أسطولاً من سيارات النقل الميكانيكية والتي يصل عددها إلى نحو 1,785 سيارة». من الباطن وأضاف «اضطررنا مرغمين إلى التعامل مع الشركات الأجنبية من الباطن على أن نحصل على 10 قروش شهريا عن كل وحدة سكنية، في الوقت الذي تحصل فيه الشركات الأجنبية على مبلغ يتراوح بين 3 و10 جنيهات للوحدات السكنية، ومن 15 إلى 25 جنيها للمحال التجارية تضاف إلى فواتير الكهرباء ورغم الظلم الواقع علينا فقد رضينا لأننا كنا في حاجة لعملنا». عن أبرز وأغرب المواقف التي واجهها منذ عمله في المهنة، قال المقدس إنه في عام 1996 هرع إليه أحد الزبالين العاملين معه، وأخبره بعثوره على 3 قنابل أثناء فرز أكياس الزبالة التي تم جمعها من بعض الشقق في مدينة نصر، وأخطرت أجهزة الأمن وأرسلت خبراء المفرقعات للمكان ونجحوا في إبطال مفعول القنابل الثلاث وتبين أنها من مخلفات حرب أكتوبر 1973، وكان يمكن أن تتسبب في كارثة». وأضاف «ذات يوم، فوجئت بشخص يقتحم عليَّ فيلتي ويبدو عليه الحزن والضيق وأخبرني بأن مستندات مهمة تضم عقد ملكية فيلا وإعلام وراثة تم إلقاؤها بلا قصد في صندوق القمامة الموضوع أمام فيلته، وقام الزبال برفعها وطلب مني المساعدة في العثور على هذه المستندات وبعد بحث شاق وطويل في تلال القمامة عثرنا عليها وسلمناها له». وعن فكرة تأسيس أول نقابة باسم «نقابة الزبالين» قال المقدس «أسسنا في بادئ الأمر جمعية باسم «روح الشباب لخدمة البيئة»، وعلى اثر ذلك حصلنا على منحة من إحدى الجمعيات الصديقة للبيئة بأميركا، ولكنها اشترطت علينا تأسيس نقابة تجمع هؤلاء الزبالين في كيان رسمي، وبدأنا اتخاذ إجراءات تأسيس النقابة»، مشيراً إلى أن جامعي القمامة يحلمون بالاعتراف بمهنتهم والارتقاء بها وإخراجهم من فئات المهمشين في المجتمع.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©