الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الثقافة مع الهند

28 ديسمبر 2006 00:29
سعد جمعة – saadjumah@hotmail.com ''العلاقة الثقافية مابين العرب والهند'' هذا هو عنوان مؤتمر ينظمه اتحاد الكتاب والأدباء الشهر المقبل،(حسب رسائل وجهت إلى عدد من المثقفين للمشاركة بدراسات في هذا المؤتمر الذي تحول فجأة إلى ملتقى خلال مؤتمر صحفي عقد في مقر الاتحاد بأبو ظبي) لكن يبقى عنوان المؤتمر الأول المعلن عنه سابقاً هو عنوان فضفاض جدا ولا يؤدي إلى نبش حقيقي للعلاقة الثقافية مع الهند، حيث عنوان مثل: العلاقات الثقافية الخليجية الهندية يعد أكثر واقعية وأكثر حصرا للموضوع المراد بحثه وذلك لما لمنطقة الخليج من خصوصية وتفرد في علاقتها مع الهند خاصة التجارية التي تعود إلى زمن قديم جدا، يتجاوز الـ 100 عام· هذه العلاقة التي لم تنبش بشكل جدي على الصعيد الثقافي، كما أنها لم تكرس بالرغم من أنها واقع إلا انه على ما يبدو غير ملموس ومغيب ربما بقصد وربما بدون قصد· فمثلا على طول هذه العلاقة مع الهند لا تقدم المناهج التعليمية في مدارسنا قصيدة واحدة على الأقل ـ إذا ما استثنينا محمد اقبل الشاعر الباكستاني في الأساس ـ أو قصه أو ما شابه من صنوف الأدب لتُعرف على الأقل بنذر يسير ثقافيا عن هذا الشعب الذي يشكل المرتبة الأولى على صعيد الجنسيات التي تعيش في منطقتنا، كما لم يقدم أي شيء من منجزنا الإبداعي في المناهج الهندية· وكذلك حتى على صعيد المؤسسات الثقافية بين الجانبين التي كان عليها أن تضطلع بمسؤوليات كبيرة في هذا الجانب، حيث لا يوجد جهد حقيقي لخلق تواصل ثقافي أو حتى تعريف ثقافي ( وهنا اقصد بالثقافي المشهد الإبداعي في كل البلدين) إلا فيما ندر، وهنا في الإمارات اخص تقريبا المجمع الثقافي في ابوظبي الذي ترجم بعض الأعمال وأقام بعض الانشطه مثل ترجمته ملحمة الراميانا للشاعر فالميكي (900 ق·م) وكذلك ترجمة جزء من إبداع طاغور وإقامة نشاط عنه وهو الاسم الذي ليس بحاجة إلى تعريف نظرا لشهرته العالمية· كما أن من هذه العلاقة احتضاننا للثقافة السينمائية الاستهلاكية التجارية وغابت عنا تماما السينما الجادة المميزة · من الجانب الآخر هناك بعض الجهد المميز من بعض المثقفين في الإمارات لخلق جسور تواصل وان على مستوى بسيط، ولكنه يبقى جهد يشكرون عليه مثل ترجمات شهاب غباش لعدد من الشعراء الهنود الذين يعيشون بيننا وكذلك ترجمة بعض الأصوات الشعرية المحلية إلى اللغة الأوردية، وجهد السينمائي الهندي الذي يعيش في الإمارات'' بول سيلان كانارا'' بفيلمه التسجيلي الوثائقي لتجربة الفنان التشكيلي حسن شريف من خلال فيلم تحت عنوان: '' أشياء'' وهذه تبقى جهود بسيطة لا تفي بضرورة دعم وتكريس هذه العلاقة القديمة بين الخليج عامة والإمارات خاصة، العلاقة التي شهدت تواصلا كبيرا بين الشعبين على مدار السنين· واعتقد نحن اليوم بحاجة إلى تدعيم العلاقات الثقافية مع الهند بشكل علمي ومدروس من قبل الجانبين، بحيث يتم نقل الأدب الخليجي إلى الهند ونشره بكثافة باللغة الأوردية ومحاولة ( من خلال التنسيق الرسمي والأهلي ) أن يتم تعريف الخليج كثقافة وإبداع وليس كبئر نفط في عقلية الإنسان الهندي، وتكريس المشهد الثقافي المحلي في الصحافة الهندية الصادرة في المنطقة· كما نحن بحاجة إلى الارتقاء في التعامل والنظرة مع وإلى الإنسان الهندي في المنطقة من خلال مخاطبته كثقافة وفكر، وتكريس مساحة من الواقع الثقافي الجاد في صحفنا· كل ذلك من المسؤوليات التي تقع على عاتق وزارة الثقافة وكذلك المؤسسات الثقافية ووسائل الإعلام في كلا البلدين لتقديم الخليج كحضارة وثقافة وإبداع وكذلك استقبال الناصع والجميل من الهند·· استقبال الشعر والرواية والمسرح والسينما المختلفة والتشكيل، أن يتم هناك حوار متواصل بين الشعبين في هذه المجالات·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©