السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشتم حصيلة لفظية «غير مقبولة» يكتسبها الطفل من محيطه

الشتم حصيلة لفظية «غير مقبولة» يكتسبها الطفل من محيطه
12 أكتوبر 2014 20:57
تعاني الأربعينية سميرة عبدالله من تصرفات أبنائها الصغار، الذين يتبادلون الشتائم والألفاظ النابية، ما يجعلها تشعر بالحزن لعدم قدرتها على السيطرة عليهم. ورغم تحدثها إليهم مرات كثيرة، وتهديدها بمعاقبتهم، فإن الأمر استفحل، وصار تبادل الشتائم أمراً اعتيادياً. وبأسف، تقول سميرة إن والدهم هو من عوّدهم على هذه الألفاظ، مشيرة إلى أنه يفرح كثيراً حين يتقن أحد أبنائه «فنّ» الشتم. وفي مقابل قلق سميرة، يبدي زوجها بروداً حيال الموضوع، مؤكداً «أنهم لا يزالون صغاراً، وسينسون كلّ هذا حين يكبرون». أسباب المشكلة سميرة ليست الوحيدة، التي تعاني من مشكلة تلفظ أبنائها بألفاظ نابية، بل هناك الكثير من الأمهات اللاتي يشعرن بالقلق من هذا السلوك. وتعتبر هذه المشكلة من أهم المشكلات، التي تعاني منها عديد من الأسر، وهي مرتبطة بأسباب عديدة تدفع الطفل إلى تعلم السباب، لعل أهمها سماعه من والديه والمقربين منه، وهم يرددون ذلك فتعلق في ذهنه بسرعة، وفي هذا الصدد كشفت أبحاث أن الأطفال يمتصون المعلومات واللغة كالإسفنجة، ويقومون بترديد ما يتعلمون حتى قبل أن يفهموا معناه. وأظهرت دراسة أن الطفل يتعلم الشتم أسرع بأربع مرات مقارنة بالكلمات الاعتيادية. ولهذا صلة بوظائف أقسام المخ وتعلم اللغة وتحليل المفاهيم اللغوية. إلى ذلك، يخجل خليفة راشد (رب أسرة) حين يمر بالقرب من باب غرفة أبنائه، ويسمعهم كيف يشتمون بعضهم البعض. ويقول خليفة: «هذه الألفاظ كثيراً ما أسمعها من أبنائي رغم أنني ووالدتهم لا نتفوه بها، ورغم أنهم وصلوا إلى أعمار يستطيعون التميز فيها بين الخطأ والصواب، فإنهم ألفوا قاموساً من الشتائم». ورغم شعور خليفة بالندم لترك أبنائه حين كانوا صغاراً في الحضانة ثم في يد خادمة المنزل وعدم اكتشاف سلوكاتهم إلا بعد فوات الأوان، فإنه حالياً اتخذ معهم أسلوباً لتعديل سلوكهم وتحسين ألفاظهم. تقليد أعمى تعاني عائشة المري (30 سنة) من المشكلة نفسها؛ فابنتها، التي تبلغ من العمر 3 سنوات، تلتقط الكلام سريعاً، خاصة الكلام السيئ من أبيها خاصة في حالته العصبية مثل السب، وأيضاً من الأطفال الصغار القريبين. وتقول: «تبدأ بترديد الكلام النابي الذي تسمعه حتى أصبح الأمر يضايقني كثيراً، ورغم استخدامي معها أسلوب الضرب والتوبيخ أحياناً، وأحياناً أخرى أسلوب التعزيز، فإن ذلك لم يفدها بل زادها عناداً». في هذا السياق، يرى الأستاذ الدكتور أحمد فلاح العموش، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية الاجتماعية بجامعة الشارقة أن «هذه السلوكات هي نتاج تربوي خاطئ، وهذه أشياء مكتسبة، وتكثر هذه العادة السيئة في المرحلة العمرية الأولى، التي تنتج في كثير من الأحيان من التقليد الأعمى للآباء، والأمهات، والأقارب، والجيران، والمعارف، لأن الأبناء، عندما يكونون صغاراً، يميلون إلى تقليد الكبار، فلا يفكرون فيما يقولونه، وفيما يقومون به من سلوكات، فهم يعتبرون أن الكبار نماذج صالحة لهم، فيقلدونهم في السلوكات كافة، السلبية والإيجابية». وعن كيفية التعامل مع هذا السلوك، ينصح العموش بأن تنتبه الأسرة لكلماتها وتصرفاتها، وإذا صدر عنه تصرف سيئ أو كلمة سيئة فإن أهم خطوات العلاج تكون في الإهمال، وعدم إظهار الانزعاج، أما اللجوء إلى الضرب فهذا خطأ كبير جداً، ومن الطبيعي أن يُعاند الطفل، وقد يؤدي إلى ترسيخ السلوكات السالبة لديه، لذلك التجاهل وإظهار عدم الرضا من خلال تقاطيع الوجه والحوار وإعطائه كلمات بديلة جميلة مثل إذا تلفظ بالسب فمن الأفضل أن يُقال له «أستغفر الله»، والمهم أن يعطى الطفل بدائل طيبة من الأذكار والكلمات الجميلة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©