كابول (وكالات) - قتل أميركي برصاص موظف أفغاني داخل مبنى ملحق بالسفارة الأميركية في كابول تستخدمه وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) مقراً لها، بحسب مسؤولين أمس. وفي حادث آخر، قتل جندي أطلسي بانفجار عبوة ناسفة بدائية الصنع في جنوب أفغانستان أمس حسبما ذكر الحلف الأطلسي في بيان دون أي تفاصيل. فيما قتلت القوات الأطلسية والأفغانية 22 متمرداً، واعتقلت 14.
وعزز وقوع الحادث داخل مجمع السفارة الحصين، شعوراً بانعدام الأمن كان قد تعزز بعد حصار استمر 20 ساعة للمنطقة التي تقع فيها السفارة الأميركية في منتصف سبتمبر، وبعد اغتيال الرئيس السابق برهان الدين رباني الذي كان مبعوث السلام في الحكومة الافغانية بعد ذلك بأسبوع.
وأعلن متحدث باسم السفارة أن الهجوم على مجمع فندق “أريانا” الليلة قبل الماضية أسفر عن إصابة أميركي آخر بجروح وعن مقتل مطلق النار الأفغاني. والحادث هو الأخير في سلسلة من أعمال عنف استهدفت مواقع آمنة في كابول بعد اغتيال الرئيس الأفغاني السابق برهان الدين رباني وهجوم استمر 19 ساعة ضد السفارة الأميركية في مطلع هذا الشهر.
وتصعد الولايات المتحدة ضغوطها على حكومة باكستان للتصدي لشبكة حقاني المرتبطة بتنظيم القاعدة والتي يشتبه في تورطها في غالبية أعمال العنف التي تشهدها العاصمة الأفغانية. وقال المتحدث باسم السفارة الأميركية جافين ساندوول “حصل تبادل لإطلاق النار في مبنى ملحق بالسفارة في كابول شارك فيه موظف أفغاني لقي حتفه وقتل أميركي وأصيب آخر بجروح”.
وأضاف أن الموظف الأفغاني هو من أطلق النار وأنه “كان بمفرده”. وتابع “لا يزال التحقيق جارياً حول دوافع الهجوم”. ولم تعلن حركة طالبان تبنيها للهجوم على الفور. وقال المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد باتصال هاتفي أمس إنه يدقق في القضية.
ولجأ المتمردون في السابق إلى مهاجمين لهم علاقات داخل قوات الأمن الأفغانية لشن هجمات في السابق. ويشتبه في أن الهجوم في مايو الذي أدى إلى مقتل ستة أشخاص في مستشفى عسكري في كابول تم بمساعدة من الداخل من قوات الأمن الأفغانية.
وقال مسؤولون من قوة التحالف الدولية (ايساف) إن العديد من الهجمات التي تمت من خلال عناصر “مندسين” نفذها أفغان يعانون بسبب خلافات شخصية أو لأنهم يعانون من ضغوط ناجمة عن القتال. ووقع حادث أمس الأول داخل مجمع فندق أريانا الملحق بالسفارة الأميركية. وقال مسؤول حكومي أفغاني رفض الكشف عن هويته إن المجمع تستخدمه الـ”سي آي إيه”.
وأضاف ساندوول إن إصابة الأميركي “ليست خطيرة”، موضحا أنه نقل إلى المستشفى العسكري في افغانستان لتلقي العلاج. ومن المقرر أن يعاد جثمان الأميركي الآخر إلى الولايات المتحدة قريبا. ورفض ساندوول التعليق على ما إذا كانت السي آي ايه تستخدم المبنى. وقال “أنا متأكد من انه سيتم التحقيق في الأمر. الأمن في غاية الأهمية بالنسبة إلينا، ونحن نراجع إجراءاتنا باستمرار”.
ومجمع وكالة المخابرات المركزية الأميركية من اكثر المناطق التي تحظى بحراسة مشددة في كابول وظل منطقة يحظر دخولها لقرابة عشر سنوات منذ إطاحة حكومة طالبان عام 2001 . ويقع المجمع أيضا وسط المنطقة العسكرية والسياسية والدبلوماسية شديدة التحصين في كابول والتي لايسمح للأفغان العاديين بدخولها.
ولم يتضح ما إذا كان الأميركيان ضحيتين لموظف منشق تعاطف مع المقاتلين أو أن ما حدث تصعيد لخلاف في كابول التي يكثر فيها التوتر ويحمل الكثير من الأشخاص الأسلحة فيها. وتعرضت “سي آي إيه” لواحد من أخطر الهجمات في تاريخها على قاعدة أفغانية في نهاية عام 2009 عندما فجر أردني نفسه وقتل سبعة من ضباط الوكالة.
من جهة أخرى، صرحت وزارة الداخلية في بيان بأن قوات الأمن الأفغانية والقوات الأجنبية قتلت 22 متمرداً وأصابت واحداً واعتقلت 14 في ست عمليات أمس الأول في إقليمي هلمند ووردك في شرق البلاد. وبشكل منفصل ذكرت الوزارة أن قوات الأمن قتلت اثنين من المتمردين أثناء محاولتهما زرع ألغام في منطقة بإقليم جزني أمس. إلى ذلك ، إيساف في بيان أمس إن قوات تابعة للتحالف وأخرى أفغانية قتلت متمردين اثنين في منطقة نورجال بإقليم كونار.
عدد اليوم
