الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يوم المرأة··· عيد الحرية

8 مارس 2009 04:58
صمدت ''أناسوياما'' حتى عندما قام زوجها وأقاربه بصب الكيروسين عليها، وحتى عندما أشعلوا عود ثقاب ولوحوا به أمامها· ذلك أنها رفضت العودة إلى العهد الذي لم تكن الفتاة تستطيع فيه الزواج ما لم يُدفع ''المهر'' لعائلة العريس· وقد قالت لي، العام الماضي، وهي تتحدث من قريتها في الهند: ''إن المهر يحطُّ من قدر النساء''، وكانت تتحدث وحولها تقعد النسوة اللاتي ساعدن على إنقاذ حياتها في مثل ذلك اليوم قبل أربع سنوات، حين انعتقت، وانتصرت بمساعدة من هؤلاء الصديقات، وكان من ثمار جهودها أن تزوجت ابنتُها بدون أن تدفع شيئاً لأهل الزوج· والحال أن النساء عبر العالم يناضلن كل يوم من أجل المساواة وتأكيد حقوقهن؛ ولكنهن قلما ينجحن بمفردهن لأن التقدم، مثلما توضح حالة ''أناسوياما''، يعتمد في الغالب على العمل الجماعي· وفي هذا السياق تقول: ''إن امرأة واحدة لا تستطيع تغيير كل المشاكل الاجتماعية التي نواجهها، ولكن مجموعة من النساء يستطعن إحداث الفرق· فالمرء يستطيع كسر عود ثقاب بسهولة ولكنه لا يستطيع كسر 12 عشر عود ثقاب مجتمعة· إن الوحدة هي مصدر قوتنا''، وكانت بذلك تشير إلى النساء اللاتي يدعم بعضهن بعضاً في هذه القرية الفقيرة المغبرّة التي تدعى ''دار ماجيبت''· وقد ادخرت هذه المرأة وصديقاتها المال، ومع مرور الوقت تمكنَّ من جمع ما يكفي للشروع في صناعة الصابون وبيعه· واليوم تصنع هؤلاء النساء -اللاتي علَّمن أنفسهن مؤخراً كيف يكتبن أسماءهن- 3200 قطعة صابون في اليوم، ثم يبعنها في السوق· وبفضل الأرباح التي تدرها عليهن هذه التجارة، ترسل هؤلاء النسوة أبناءهن إلى المدرسة· واليوم، تَدرس ابنة إحداهن في الجامعة، وهي أول فتاة في القرية تصل إلى هذا المسوى التعليمي· وتقول ''أناسوياما'': ''كنا في السابق نعتمد على أزواجنا في كل كبيرة وصغيرة· أما اليوم، فقد أصبحنا نعيل أسرنا· وفي السابق لم نكن نتكلم، أما اليم فإننا لا نخشى شيئاً''· والواقع أننا في هذا الوقت الذي نقترب فيه من اليوم العالمي للمرأة الذي يُحتفل به في الثامن من مارس كل عام، نستطيع تطبيق درس ''أناسوياما'' حول القوة وتجديد التزامنا بحقوق النساء عبر العالم· ولنقلْها بصراحة، ففي العالم تواجه ملايين النساء والفتيات وقائع فظيعة· ففي الكونجو على سبيل المثال تتعرض أكثر من 400 امرأة للاغتصاب كل شهر؛ وفي أفغانستان يرمى على وجوه الفتيات السائل الحامض لأنهن يذهبن إلى المدرسة· وعلاوة على ذلك، فإن امرأة حاملاً تموت كل دقيقة، في المتوسط، نتيجة أسباب بالإمكان تفاديها؛ كما أن واحدة على الأقل من بين كل ثلاث نساء أو فتيات تتعرض للضرب المبرح في حياتها اليومية· وكل هذه أمور غير مقبولة لا يمكن السكوت عليها أبداً· ومن واقع تجربتي الشخصية، طيلة مشواري المهني، فقد سافرتُ إلى قرى وبلدات لا توجد حتى على الخرائط، ورأيت كيف أن الفقر عموماً يحمل ملامح امرأة· رأيتها في وجوه أطفال تلك البلدات، كالثياب البالية الممزقة التي تمرر من جيل إلى آخر· غير أنه على غرار ''أناسوياما''، نستطيع أن نبدأ بمساعدة النساء على تنظيم أنفسهن في منظمات حيث لا يتعلمن كيف يدخرن المال والاستثمار في التجارة فحسب، وإنما أيضاً طريقة تمكين بعضهن بعضاً· غير أن ذلك يقتضي منا ألا نظل واقفين على خط التماس، بل أن ندخل الميدان ونساعد أخواتنا النساء في العالم على التغلب على اللامساواة الاجتماعية· فأمهاتنا وجداتنا، وهن اللواتي كرسن بنضالهن أسس نجاحنا اليوم، لا يتوقعن شيئاً أقل من ذلك· ولا يعني ذلك مساعدة النساء والفتيات على تلقي تربية نظامية فحسب، ولكن مساعدتهن أيضاً على نيل الحقوق القانونية والرعاية الصحية الجيدة والفرص الاقتصادية· فعلى سبيل المثال، تُظهر الدراسات أن كل سنة إضافية من مرحلة التعليم الثانوي تزيد الأجر الذي تتقاضاه الفتاة بما بين 15 و25 في المئة؛ كما أن هؤلاء الفتيات المتعلمات ينشئن عائلات أصح وأكثر تعلماً· وبالتالي، فلنجعل من اليوم العالمي للمرأة يوماً للتعلم وللعمل؛ ولنشارك في الفعاليات التي ستقام بهذه المناسبة، ولنساهم بقوة وسخاء في الحركة· وعلى غرار ''أناسوياما''، ينبغي ألا نتراجع إلى أن تتمتع النساء والفتيات في كل مكان بحقوقهن كاملة· هلين جيل رئيسة منظمة كير التي تحارب الفقر في العالم ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©