الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أهم أسباب القلق من جيل الأبناء

22 سبتمبر 2013 21:36
هناك الآن أجيال من البالغين، الذين لم يعرفوا العالم قبل الإنترنت، أو على الأصح ولدوا بعد انتشار الإنترنت. هناك على وجه التحديد جيل موسوم بالكامل بالتكنولوجيا الجديدة ويشمل كل من ولدوا بين أواخر ثمانينيات القرن الماضي ونهايته، أي باتت أعمارهم تتراوح الآن بين 13 و33 عاماً. بعض المهتمين الغربيين بشؤون هذا الجيل «المولود رقمياً» يقولون إنه أفضل تعليماً من الأجيال الأكبر سناً، ويميل إلى التفاؤل وإلى التفكير «المدني». يقولون أيضاً إنه جيل نرجسي، واثق من نفسه وأكثر مسؤولية اجتماعية واهتماماً بالعالمية. يلفت البعض إلى أنها ليست المرة الأولى، التي يمّر بها العالم بتغيرات تكنولوجية سريعة. يرد بعض آخر: إن ما يميّز هذا الجيل هو فرادة وتزامن هذه التغيرات في التكنولوجيا مع التحوّلات في الاقتصاد. من مظاهر هذه الفرادة مثلاً امتلاك أكثرية هذا الجيل (وثلاثة أرباعه في بعض الدول) لأجهزة هواتف ذكية. العالم، وهذا الجيل تحديدا، أصبح أكثر تحكما وفردية في نفس الوقت الذي يتسم بإحساس أكثر بالمسؤولية الاجتماعية (ثقافة التواصل الاجتماعي). نسمع أو نقرأ باستمرار عن شكاوى الأهل- أو تأففهم أو قلقهم أو خوفهم- من الجيل الجديد وعاداته وإدمانه للأجهزة الرقمية. ولكن تلك الشكوى تقترن في الأغلب مع تعبير عن دهشة واعتزاز بما يعرفه أبناؤهم عن استخدام هذه الأجهزة. فإلى جانب القلق لا يبدو الأهلُ مقتنعين بأن على أبنائهم التوقف عن هذا الاستخدام، وهم لا يملكون أي أجابة حاسمة عن النتائج المحتملة لهذا التوقف أو لتخلّف الأبناء عن أقرانهم بهذا المجال. القلق الاجتماعي هذا ينبع على الأرجح من عجز الأهل على التنبؤ باتجاهات هذا الجيل أو بمساره ومصيره. وإليه يضاف قلق آخر مماثل، ولكن ذو طبيعة اقتصادية أولاً. إنه قلق شركات الإعلام والترفيه والإعلان من هذا الجيل، ليس خوفاً على أخلاقه، بل لأنه يسيطر على قوة شرائية سنوية ضخمة للغاية. هناك 900 مليار دولار أمريكي تخضع لقرارات أبناء هذا الجيل وفق تقديرات ذكرتها «صحيفة فايننشال تايمز». هذا في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها، وإذا قدّرنا ذلك على أساس السكّان نصل إلى أكثر من 21 ألف مليار دولار على المستوى العالمي. الطبيعة المختلفة للجيل الجديد وسماتها «الفريدة» (وغير المعروفة سابقاً) تغذّي هذا القلق وتجعل معرفة اتجاهاته (التسويقية) أكبر معضلة لشركات الأبحاث والتسويق، كما تجعل اتجاهاته الاجتماعية (والأخلاقية) أكبر معضلة مستقبلية تواجه مراكز الدراسات الاجتماعية والنفسية. بالتأكيد سيتمخض عن هذه المواجهات سقوط العديد من المراكز والشركات، التي تعجز عن مواكبة الزمن، وما أكثرها في عالمنا العربي. ولكن ستولد أيضاً ابتكارات ونماذج وأبحاثاً جديدة وقادرة على فهم الجيل الجديد بمختلف اتجاهاته واهتماماته الحضارية.. ومثل هذه الابتكارات ومراكزها ومن ورائها، هي، مع جيلها الجديد، من سيتحكم بالمستقبل، وربما بمستقبل العالم عامة، بما فيه العالم العربي. barragdr@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©