الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«يوم دون سيارات» احتفالية اجتماعية تكافح التلوث

«يوم دون سيارات» احتفالية اجتماعية تكافح التلوث
22 سبتمبر 2013 21:32
نظمت الجزائر مؤخراً، احتفالية أطلقت عليها وصف «يوم دون سيارات»، وهي الاحتفالية التي دأبت على تنظيمها مرة كل سنة، منذ عام 2008 وحتى الآن، بهدف توعية السكان بضرورة المساهمة في حماية البيئة ومكافحة التلوث. واستجاب عشرات الآلاف من سكان الجزائر العاصمة لنداء السلطات المحلية المنظِّمة للاحتفالية، ونزلوا إلى الشوارع الرئيسية لمدينة الجزائر للمشاركة في الاحتفالات طيلة عشر ساعات، حيث بدأت في التاسعة صباحاً، وانتهت في حدود السابعة مساءً. نشاطات ترفيهية قبل بدء الاحتفالية، قامت الشرطة بغلق المداخل المؤدية إلى الشوارع الرئيسة على مسافة تناهز الستة كيلو مترات أمام حركة المرور، ووجهت السيارات إلى شوارع أخرى ثانوية، لفسح المجال أمام العائلات وأطفالها للمشاركة في مختلف النشاطات دون أيِّ منغصات أو أخطار. واغتنمت آلاف العائلات الفرصة للخروج إلى الشوارع المعنية برفقة أطفالها لقضاء ساعات في أجواء رائعة يميِّزها إقامة نشاطات ترفيهية وفلكلورية وتربوية متنوعة، لا تتكرر إلا يوماً واحداً في السنة، وشاركت العديد من الجمعيات في الاحتفالية كعادتها كل سنة، من خلال تنظيم ورشات للرسم والتسلية وفتح مساحات للأطفال لممارسة ألعاب ونشاطات ترفيهية شتى، فضلاً على جلب فرق رياضية مختلفة، أهمها فرق الألعاب القتالية، التي عادة ما تستهوي الأطفال، والتي قدّمت عروضاً عديدة استقطبت الحاضرين. كما نُظمت في الساعات الأخيرة من الاحتفالية عروض فلكلورية لفرق موسيقية محلية جلبت جمهوراً غفيراً. أجواء بهيجة وظهرت علامات الشعور بالبهجة والسرور على ملامح السيدات والأطفال طيلة النهار، وعبّرت العائلات عن ارتياحها البالغ لتنظيم الاحتفالية، حيث تقول آسيا بوعبدلِّي، وهي سيدة وأم لطفلين جاءت من منطقة «الحراش» شرق مدينة الجزائر للمشاركة في الحدث: «إنها احتفالات رائعة، طفلاي ينتظرانها بفارغ الصبر كل سنة للعب والمرح، وهما هنا منذ الصباح دون أن يشعرا بالملل، هما يتمنيان لو تتكرر هذه الاحتفالية باستمرار». أما الشاب السعيد أعْميرة من سكان شارع «الشهيد ديدوش مراد»، الذي احتضن جانباً من الاحتفالات، فقال: «إنها أجواء استثنائية رائعة تعوَّدنا عليها منذ ستة أعوام، ما يهمنا أننا نتنفس في هذا اليوم هواءً أكثر نقاءً عن باقي أيام السنة بعد إغلاق الشارع أمام حركة السيارات لعشر ساعات، وأيضاً استرجاع نوع من الهدوء». تلوث كبير يقول مراد وضاح، مدير إذاعة محلية وأحد منظمي الاحتفالية «نهدف من خلال تنظيم هذا اليوم مرة في كل سنة إلى توعية السكان بضرورة الحفاظ على البيئة والمساهمة في مكافحة التلوُّث بطرق مختلفة، ومنها استعمال وسائل النقل العمومية والتقليل من استخدام السيارات داخل المدينة لما تبعثه من غازات ملوِّثة للبيئة، كما نروم إلى تلقين الأطفال كيفية الحفاظ على نظافة المحيط من خلال عدم تلويثه وعدم رمي أكياس النفايات بطريقة عشوائية واحترام المساحات الخضراء وعدم اتلافها أو تلويثها برمي النفايات فيها». أما حميد شاشي، المدير العام لـ»معهد التكوين البيئي»، فيؤكد أهمية الاحتفالية في تقديم دروس مفيدة للأطفال والشباب حول كيفية الحفاظ على البيئة والمساهمة في حمايتها من خلال تعليمهم السلوكات الصحيحة بوسائل جذابة ومنها الرسوم والمطويات، التي تحتوي على نصائح حول كيفية رمي النفايات والحفاظ على المساحات الخضراء. وتأتي هذه الاحتفالية في وقت دق فيه خبراء بيئة عديدون أجراس الخطر بعد ارتفاع نسبة التلوث الهوائي في الجزائر العاصمة والمدن الكبرى بسبب كثرة السيارات والمرْكبات المختلفة، حيث يبلغ عددُها بحسب وزارة النقل، أكثر من 6.2 مليون سيارة ومرْكبة، منها 1.5 مليون سيارة تدخل مدينة الجزائر وتجوب شوارعها كل يوم، وتطلق عوادمُ هذه السيارات غازات محترقة ملوِّثة للبيئة بفعل استعمالها للوقود العادي، في حين أن قلة من السيارات فقط تستعمل «سير غاز» والبنزين دون رصاص كوقود نظيف غير ملوِّث للبيئة، ويؤكد وضاح أن «تلوث الهواء بلغ مرحلة عالية في الجزائر العاصمة ويؤدي إلى انتشار الأمراض التنفسية المختلفة، فنحن سائرون باتجاه كارثة صحية». تحذير خبير إلى ذلك، حذّر الخبير العالمي المختص في تغير المناخ مصطفى كمال قارة في تصريح صحفي، من أن الجزائر معرّضة لكوارث طبيعية، ومنها الفيضانات وتفاقم التصحّر في غضون سبع سنوات بسبب تسجيلها تغيّراً مناخياً ملحوظاً ناتجاً عن تأثير الغازات الصناعية المنبعثة إلى الجو من المصانع والسيارات، والتي بلغ عددها 400 نوع من الغازات في حين أن الحد الأقصى المسموح به هو 300 نوع. وأوضح الخبير العالمي أن درجات الحرارة ارتفعت في السنوات الأخيرة بالجزائر بـ1.5 درجة عن معدّلها الطبيعي، وستصل إلى 3 درجات إضافية في عام 2020 إذا لم تستطع الجزائر استدراك الأمر بخطة عمل تُفضي إلى تقليل الغازات المنبعثة إلى الهواء، ما يعرّضها لكوارث طبيعية كبرى. تلوث الهواء يتناقص قال مدير البيئة بولاية الجزائر مسعود تباني، إن تلوث الهواء بفعل دخان السيارات «آخذٌ في التناقص في السنوات القليلة الماضية، بفعل فتح شبكة طرق جديدة خففت الضغط على العاصمة»، وأوضح تباني أن فتح طرق سريعة اجتنابية في ضواحي مدينة الجزائر، وفي مقدمتها الطريق السيار شرق- غرب، جعل الكثير من السائقين يمرّون قرب المدينة ولا يدخلونها مجبرين في طريقهم إلى مدن أخرى، كما كان الأمر في السنوات الماضية، ما جعل حركة المرور تخف في شوارع عاصمة البلد، وبالتالي تقلّ الغازات المحترقة المنبعثة من السيارات. ويُضاف إلى ذلك تراجع الاعتماد على السيارات بعد فتح مترو الأنفاق والترامواي في السنتين الماضيتين. وأضاف تباني: «لقد ألزمنا أيضاً مختلف المؤسسات الصناعية بالمدينة، ومنها مصانع إنتاج الإسمنت ومنشآت الغاز، بتركيب أجهزة تصفية حديثة لتقليـل انبعـاث الغازات إلى الجوّ، ما يساهم في تراجع التلوث بالجزائر العاصمة».
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©