التخطيط والإصرار وراء تألق «الشرق» يا أهل «الغرب»

قبل أن تنتهي أمم آسيا نحتاج لأن نستخلص الدروس لفرقنا العربية، أحد تلك الدروس كان ما فعله منتخب "الساموراي" بالبطولة ليكون عبرة ودرساً حياً للاعبينا وإعلامنا وجمهورنا. لقد ضرب المنتخب الياباني أروع مثل للتحدي واللا انهزامية عندما وقف أمام منتخب قطر ندًا لند وتجاوز عامل النقص والغيابات وسوء التحكيم ليحصد إعجاب كل من تابع اللقاء، فدائية وروح عالية وعطاء وإصرار كبير من أجل الوصول لأماكن بعيدة اعتادها الجمهور. وقف لاعبون ومدرب وجمهور وجهاز فني وإداري خلف "الأزرق"، ومسانده من أجل أن يصل لما وصل إليه الآن رغم أن "الساموراي" لا يزال لديه الكثير ليظهره، فمنتخب اليابان أتى لقطر مقصوص الجناح بالمعنى العامي، ولكنه مع ذلك رفع راية التحدي، وفضل أن يحارب بدلاً من أن يتحجج بظروفه الصعبة، واختار أن يسلك الطريق الأكثر وعورة ليثبت للجميع أنه منتخب كبير لا يتأثر بالنقص ولا بأي ظروف قد تعوق آماله. وللحديث عن شرق القارة الآسيوية وغربها مسافة طويلة أن قيست بالزمن ولكن بحسب "المنجز" يختلف الأمر قليلاً، فاليابان اختزلت كل تلك السنين الغابرة وطوت الذكريات التعيسة وأسقطت عامل الزمن الذي لم يصمد أمام إصرار وعناد أبناء النيبون.. كانت البداية رغبة ثم تلتها العديد من الخطوات الجادة ليبدأ المشوار. في السابق كانت النتائج كارثية، تاريخ مخجل، هزائم لا تحصى، خروج مر يتبعه احباط، تحطم آمال، وكان قاموس أحزان شرق القارة التي غابت عن الكرة الآسيوية طويلاً، وعاشت واقعاً عانت منه طوال العقود الماضية، كانت الانتصارات شحيحة وكانت الآمال كبيرة، ولكن ضيق ذات اليد كان يقف حاجزًا أمام تحقيق انجاز عريض يرضى المحبين، لم يستسلموا فقد تمسكوا بالتخطيط والرغبة، فكانت الانتفاضة والتصميم هي الشعارات التي تم رفعها من أجل تحقيق حلم أمة كان أقصى أمانيها "فوز وحيد" يرضى قناعتها. وبين ليلة وضحاها تحولت القناعة لطمع كبير لا يوقفه حد، حيث لم تعد الإنجازات الصغيرة تفي بالغرض فولد العملاق الياباني، واليوم على موعد منتظر، و"كلاسيكو" بمواصفات خاصة بين كوريا الجنوبية واليابان، يتقاسم متعتها منتخبان عنيدان بينهما تاريخ طويل من التحدي، قمة آسيوية لن تقبل أنصاف الحلول، فقلوبنا مع "الأزرق" الياباني. عاشق منتخب اليابان دبي