الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«ماجلان الإمارات» زار مياه 38 دولة ويتجنب صداقة البحر

«ماجلان الإمارات» زار مياه 38 دولة ويتجنب صداقة البحر
22 سبتمبر 2013 21:28
علي حسن عبد الله الملقب بماجلان، زار38 دولة لها شواطئ وأبحر في مياهها، ورغم أنه يمتلك 30 عاماً من الخبرة يتجنب صداقة البحر ويؤمن بمقولة ««البحر ليس لديه صاحب» فقد تعرف على الملاحة البرية والبحرية، وعلى أساليب وتقنيات استخدام الأجهزة الإلكترونية والكهربائية، مثل جهاز تحديد الموقع والرادار واللاسكي والهواتف عموماً، بالإضافة إلى القيادة ومعرفة الفنيات الخاصة بالمحركات والأرصاد الجوية، وغيرها من المتطلبات الأساسية، وبفضل من الله كما يقول، وسعة صدر الكثير من الأصدقاء الذين كان يرافقهم في قواربهم، أخذ منهم الحنكة في البحر ومهارات التعامل مع تقلباته، ومواسم الخير فيه وكيفية الصبر عليه. السفر والترحال المواطن علي حسن «راعي الحيرة»، وهي أحد أشهر مناطق إمارة الشارقة القديمة، هو اللقب المحبب له، لكنه نتيجة حبه للسفر والترحال، ومنها الدراسة في الولايات المتحدة الأميركية، لقب برنامجه الخاص بالخروج في رحلات للهواة للصيد في البحر بلقب ماجلان. وبدأت قصة ماجلان، حين كان يهم برحلة صيد، وبينما كان يستعد لإنزال قاربه يوماً في منزال إمارة عجمان، فإذا بأحد المقيمين من الجنسية الأميركية يطلب منه الموافقة، ليرافقه كونه شغوفا بالبحر، ولا يجد من يأخذه لقلة الشركات العاملة بهذا المجال، وهو تسيير رحلات صيد للهواة، فاعتذر له بلباقة لكونه لا يحمل ترخيصاً قانونياً بذلك، ولا يستطيع أن يتحمل فيما بعد موقفا قانونيا لأمر قد يحدث فيما بعد في البحر. طلب الاستشارة ويكمل: لجأت إلى أحد العاملين بمجال الرحلات البحرية، وطلبت استشارته حول فكرتي، وتقديم النصح والإرشاد لأنه خبير قانوني، وفعلا تم أخذ الموافقات والتراخيص من الجهات المعنية بإمارة الشارقة، وكان لا بد من اختيار اسم للمؤسسة يتناسب مع طبيعة المشروع، ولم أوفق في ذلك، حيث إن كل الأسماء المحلية والخليجية، وأيضاً العربية قد أعطيت لآخرين، فاخترت اسم ماجلان ليكون الاسم الرسمي، وبدأ النشاط اعتباراً من الأول من أبريل 2009، كمشروع وطني أصبح يتطور عاماً بعد عام، عبر قارب متوسط الحجم يبلغ 35 قدما مزودا بكل وسائل الراحة، مثل الظلال والحمام وأماكن الجلوس. القرب من الساحل وقال: كانت بدايتي مع البحر وعشقي له منذ الطفولة، حيث كنا نقيم بالقرب من البحر، ولم يكن منزل الأسرة يبعد أكثر من 200 متر من مدخل خور الشارقة، في فريج الشرق حي العويسات وهو القليعة حالياً، ومثل أي طفل كبرت حتى أصبحت شاباً بالقرب من الساحل، ليكون الساحل أولاً قطعة مني، وكنت أتقرب منه خاصة في العطلة الصيفية، وحتى عندما كبرت وأصبحت موظفا، لم أكن أذهب لأي دولة في مهمة إلا ويكون للبحر نصيب، واذكر بينما كنت بدورة عمل بالسعودية في أبها، كنت أسبوعياً أزور منطقة الساحل الغربي مثل منطقة الشقيق وجازان، وفي مصر كان هناك خيارات عدة مثل الإسكندرية، والإسماعيلية، والسويس، والعين السخنة القريبة من القاهرة، كما وصلت إلى العريش وشرم الشيخ، ومدن شرق وغرب سيناء، والغرقة، وسفاجة. ولفت إلى أنه عندما سافر إلى أميركا كانت فلوريدا ذات طبيعة جميلة ببحرها، وهناك أيضاً بحيرات تربطه بالبحر، ومن شدة حبه للبحر والصيد سعى لامتلاك قارب خاص منذ الأسبوع الأول من وجوده هناك، لأنه يعلم أن إقامته ستطول بسبب الدراسة. مواقف حرجة وأوضح أنه واجه الكثير من المواقف الحرجة أثناء وجوده بعرض البحر، وقبل توافر مواقع الأرصاد الجوية، إلا أنه بالعزيمة والإصرار والخبرة، تمكن من تجاوزها، لذلك يشعر أن لديه الكثير من الخبرة، لكنه يحزن كثيراً ويشعر بالألم عندما يقدم النصيحة لغيره من الشباب، ولا يستمعون إليه أو يأخذون بنصيحته، ويزداد حزنه عندما يدركون أهمية كلامه بعد فوات الأوان مشيراً بقوله عن موقف مر به: كنا عائدين ليلاً من بوية أزهره، التي تبعد حوالي 35 كيلو مترا عن الشارقة، إذا بي أرى ضوءاً مصباح يدوي، وكانه يناديني من بعيد، فتوجهت إليه وإذا بالموقف شابين، لا يتجاوز عمر أحدهما 16 عاماً، وقد تعطل محرك قاربهما، الأمر الذي حدا بي سؤالهما عن وجهتهما، فقالا خور الحمرية بدبي، وقد سعدت جداً لأنهما ضمن خط مسارنا أو كما يقال بلغة أهل البحر «محرانا»، وبالفعل تمت المساعدة، وقدمت لهما بعض النصائح عن حياة أهل البحر وكيفية التعامل مع المواقف الحرجة. وقال: هواية الصيد وحبي للأكلات البحرية خاصة السمك، جعلني أتمسك بهذه الرياضة، وكنت أمارس المشاهدة فقط بالغوص الحياري، إلا أني لم أطور ذلك النوع من الرياضة، لأني لا أحب أن اصطاد سمكة ببندقية صيد أو رمح، وشخصياً أفضل الصيد اليدوي، لأقنع نفسي بأني أحاول أن اصطاد بنفسي لا باستخدام الوسائل المساعدة، وأترك السمكة هي التي تختار لحظة بلع الطعم والسيطرة عليها. الصيد المسموح ولفت إلى أن بعض أهل البحر لا يهتمون كثيراً بحجم الأنواع المسموح بصيدها، ولا ينظروا كذلك إلى النوعية، خاصة أن وزارة البيئة حددت أنواعاً وأحجاماً للأسماك المسموح بصيدها، إلا أن البعض لا يلتزم أدبياً، وهناك أيضاً الصيد التجاري الذي لا يلتزم خلاله بعض الصيادين بالتوجيهات، كصيد الأحجام الصغيرة من الأسماك، بالإضافة إلى التخلص من المخلفات، بإلقائها في عرض البحر، الأمر الذي أدى إلى تضرر البيئة البحرية، حيث توجد مخلفات تخنق القيعان، وربما هذه الممارسات تحدث عفوياً من البعض، إلا أنها تحدث عمداً من قبل أطقم بعض السفن الراسية، بعرض البحر أو العابرة. حانت ساعة الراحة والاستجمام أوضح علي حسن عبد الله الملقب بـ «راعي الحيرة» أن بداية العمل كانت في البحر لأجل هواة الصيد منذ 30 سنة، إلا أنه حانت ساعة الراحة والاستجمام عبر التقاعد، فكان لا بد من التخطيط له، لأنه لا يحب الركون للجلوس والنوم، ولهذا بعد التقاعد من العمل نظم بعض الأمور الخاصة لحياته، وبدأ ممارسة الصيد الاحترافي بالوسائل الحديثة والقانونية، مشيراً إلى أن البيئة البحرية مليئة بالمفاجآت، يمكن مواجهتها والتغلب عليها الإنسان بالهدوء والحكمة وحسن التدبير، لأن هناك مقولة تقول «البحر ليس لديه صاحب». وقال: تواجهنا بعض الصعاب غير المتوقعة، مثل الخروج بأحجام سمك يجب إعادتها للبحر، وأيضاً المخلفات التي تكمن في البيئة البحرية، والتي تؤثر على سلامة البيئة والوسائل البحرية العاملة في البحر، لهذا أناشد بزيادة اهتمام وزارة البيئة بأمور الصيد والصيادين، وتكثيف جرعة التوعية البيئية لكافة العاملين بهذا المجال، سواء صيادين أو هواة، وإصدار نشرات تعريفية.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©