لافروف وهيلاري يعيدان ترميم العلاقات الأميركية - الروسية

تعهدت الولايات المتحدة وروسيا أمس الأول بإعادة بناء علاقاتهما المتوترة وطرحتا خطة للتوصل لاتفاق بشأن الصواريخ النووية الاستراتيجية بنهاية ،2009 كما اتفقتا على إيجاد مواقف مشتركة بشأن إيران وأفغانستان وكوريا الشمالية· واعتبر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أنه من الممكن الوصول إلى اتفاق مع واشنطن حول ''الأسلحة الهجومية والدفاع المضاد للصواريخ''، وذلك بعد أول لقاء مع نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون مساء أمس في جنيف· وأوضح خلال مؤتمر صحفي ''أعتقد أنه يمكننا التوصل إلى اتفاق حول الأسلحة الهجومية والأنظمة المضادة للصواريخ''· وقالت هيلاري، إن واشنطن وموسكو ''اتفقتا على خطة عمل'' للتفاوض حول معاهدة خفض الأسلحة الاستراتيجية ''ستارت-·''1 وأضافت ''إننا ننوي التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية ''2009 حول ''ستارت-،''1 مؤكدة أن ذلك يمثل ''أولوية لواشنطن وموسكو''· وقال لافروف الذي كان واقفاً بجانبها مؤيداً ''سنبذل كل جهد للتوصل إلى هذا الاتفاق''· وتابعت هيلاري ''سنضع سلسلة من الأهداف الملموسة جداً''· لكنها قالت إن فتح صفحة جديدة في العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا سيستغرق وقتاً، وإن العلاقة تحتاج لمزيد من الثقة والقابلية للتنبؤ والتقدم· وقالت كلينتون ''هذه بداية جديدة ليس فقط لتحسين علاقتنا الثنائية وإنما لقيادة العالم في مجالات مهمة''· وتنتهي مدة معاهدة خفض الأسلحة الاستراتيجية (ستارت-1) التي تم توقيعها اثناء الحرب الباردة، بنهاية ·2009 وفي رمز لنية الرئيس باراك أوباما تحسين العلاقات، قدمت هيلاري للافروف زراً أحمر يمثل ''إعادة الضبط''، وكانت اللهجة بشكل عام تصالحية· وقالت إن ''هذه بداية جديدة ليس فقط لتحسين علاقتنا الثنائية، ولكن لقيادة العالم في مجالات مهمة''· وقال لافروف إن روسيا والولايات المتحدة ستعملان معاً بصدق وصراحة حتى في مجالات الخلاف· واعتبر الوزير الروسي أمام مؤتمر نزع السلاح الذي تنظمه الأمم المتحدة في جنيف، أن ''الوقت مناسب'' حالياً لتحقيق تقدم فعلي في مسألة نزع السلاح في العالم، مشيداً بالنهج متعدد الجوانب الذي تبنته الإدارة الأميركية الجديدة، وطالب واشنطن بأخذ قلق موسكو في الحسبان عندما تراجع خططها لنشر نظام الدرع الصاروخية في شرق أوروبا لمواجهة تهديدات نووية ووقف ''عسكرة الفضاء الخارجي''· وحث لافروف إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما على المصادقة على اتفاقية عالمية لحظر التجارب النووية تحت الأرض· وقالت كلينتون إنهما يريدان تقديم خطة لأوباما والرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف قبل اجتماعهما في اجتماع قمة مجموعة العشرين في لندن في الثاني من أبريل المقبل، ولذلك فإن بإمكانهما الاتفاق على التعليمات التي ستقدم للمفاوضين· وإلى جانب محاولة خفض ترسانتهما، اتفقت الدولتان على العمل معاً لمنع انتشار الأسلحة النووية· وقالت كلينتون إن ''أخطر تهديد يواجه البشرية·· احتمال وجود سلاح نووي في يد طرف غير مسؤول· وتعرف كل من روسيا وأميركا أنه يتعين علينا العمل معاً في محاولة لمنع ذلك''· وأبدى لافروف أمس استعداد بلاده للدخول ''في حوار بناء مع الاتحاد الأوروبي ومع شركاء آخرين'' لحظر الصواريخ أرض - أرض المتوسطة وقصيرة المدى· وأضاف الوزير الروسي أن موسكو مستعدة أيضاً لـ''الدخول في تفاوض حول معاهدة تمنع إنتاج المواد الانشطارية لأسباب عسكرية''· ورغم هذه الأجواء المريحة، أقر لافروف وكلينتون بوجود عدد من نقاط التباين· وقال لافروف ''لم نتفق على كل شيء''، مشيراً بشكل خاص إلى مسألتي جورجيا واستقلال كوسوفو· وفيما يتعلق بإيران، قال لافروف إنه ''يقدر استعداد إدارة أوباما للاستماع إلى البلدان الأخرى''· بينما أكدت هيلاري استعداد واشنطن لتلقي نصائح موسكو، لكنها لن تتخلى مع ذلك عن العقوبات ''الأحادية ومتعددة الأطراف'' المفروضة على طهران·