بغداد (الاتحاد) - قتل ستة أشخاص بينهم أربعة جنود وجرح 18 آخرون غالبيتهم من عناصر الأمن، في هجمات متفرقة شهدها العراق واستهدفت خصوصا قوات الأمن.
فيما شهدت المدن العراقية أمس تظاهرات احتجاجا على الفيلم الأميركي المسيء للرسول الكريم، لمطالبة حكومات الدول الإسلامية بطرد سفراء واشنطن ومقاطعة البضائع الأميركية.
وإزاء تصاعد التظاهرات المناهضة للولايات المتحدة وتهديد مجموعة مسلحة بضرب المصالح الأميركية في البلاد، أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي “أن تكرار الإساءة إلى الإسلام من قبل أشخاص وجماعات مشبوهة يستحق أشد الإدانة والاستنكار”. وقال في بيان محاولا الحث على تجنب العنف، “إن الفيلم يخلو من أية قيمة، سوى امتهان مقدسات المسلمين وقيمهم النبيلة. وأضاف، “إن الرد الطبيعي على هؤلاء المشبوهين وأعمالهم المشينة يكون بالتعاون بين أتباع الديانات السماوية على محاصرة العنصريين، وعدم نشر أفكارهم الخطيرة والامتناع عن اللجوء إلى العنف والتحلي بمبادئ الإسلام وقيمه الحضارية”.
معتبرا أنه “لا ينبغي أن تكون حرية التعبير ذريعة للإساءة إلى المقدسات، كما أن ترك هؤلاء يعبثون دون رادع وعدم أخذ زمام المبادرة لمنعهم يمكن أن يعرض عملية التواصل بين الشعوب والثقافات التي نادت بها الأديان السماوية والقيم الإنسانية إلى الخطر ويفتح أبواب العنف والفوضى”.
وفيما طالبت لجنة الأوقاف في البرلمان العراقي بمنع عرض الفيلم المسيء للرسول الكريم، هددت جماعة عراقية نفذت بعضا من أعنف الهجمات ضد الأجانب خلال حرب العراق أمس المصالح الأميركية بالبلاد بسبب الفيلم المسيء. وقال قيس الخزعلي زعيم جماعة عصائب أهل الحق “إن الإساءة إلى شخص الرسول سيجعل كل المصالح الأميركية في خطر ولن نغفر لهم ذلك”.
وخرجت مظاهرات احتجاج في بغداد والبصرة. ونزل المئات من أتباع الزعيم الشيعي مقتدى الصدر إلى الشوارع ودعوا الحكومة العراقية إلى إغلاق السفارة الأميركية.
واحتشد مئات المحتجين في حي مدينة الصدر ببغداد ورفعوا صورا للصدر وأحرقوا الأعلام الأميركية ورددوا هتافات مثل “الموت لأميركا”. وكان عدد المشاركين في المظاهرة بالبصرة بالمئات وشارك رجال دين سنة وشيعة فيها ونظمها مكتب الصدر. وقال الشيخ يعرب المحمداوي الذي شارك في الاحتجاج لرويترز “نطالب بطرد السفير الأميركي لأن هذه الامور تجري تحت رعاية أميركية وهدفها الإساءة إلى الإسلام والمسلمين”. وخرجت مظاهرة أصغر في مدينة النجف الواقعة على بعد 160 كيلومترا جنوبي بغداد.
في غضون ذلك، قتل ستة أشخاص بينهم أربعة جنود وجرح 18 آخرون غالبيتهم من عناصر الأمن في هجمات متفرقة شهدها العراق أمس واستهدفت خصوصا قوات الأمن. وقال نقيب في الجيش طلب عدم الكشف عن اسمه ان “أربعة جنود عراقيين قتلوا وأصيب خامس بجروح بانفجار عبوة ناسفة”. وأضاف أن “الانفجار وقع حوالي الساعة الثالثة (00,00 تغ) من فجر الخميس قرب بلدة الضلوعية (90 كلم شمال بغداد)”. وأكد مصدر طبي في مستشفى بلد تلقي جثث أربعة جنود ومعالجة خامس أصيب في الانفجار ذاته. وفي محافظة الأنبار غرب بغداد، قتل شخصان وأصيب 14 شخصا أغلبهم عناصر أمن بجروح في سلسلة هجمات استهدفت قوات الأمن، وفقا لمصادر أمنية وطبية.
وقال المتحدث باسم قيادة شرطة الأنبار الملازم أول علي فخري إن “شخصا قتل وأصيب اثنان من المارة بجروح بانفجار عبوة ناسفة استهدف مدنيين في منطقة الكرمة” إلى الشرق من الفلوجة. وأضاف أن “انفجار عبوة ناسفة على طريق رئيسي في منطقة العامرية، في وسط الفلوجة، أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخر بجروح”. كذلك “أصيب أربعة من عناصر حماية منزل مستشار محافظة الأنبار للشؤون الرياضية (صادق جميل) بجروح في انفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري”، وفقا للمصدر نفسه.
ووقع الهجوم في حي التأميم في غرب مدينة الرمادي (100 كلم غرب بغداد). وتابع المصدر ذاته “أصيب أربعة جنود بجروح في انفجار سيارة مفخخة بالتزامن مع مرور دوريتهم على الطريق الرئيسي غرب مدينة الفلوجة (60 كلم غرب بغداد)”. وأشار المتحدث أيضا إلى “إصابة أربعة من عناصر الشرطة بجروح جراء انفجار سلسلة عبوات ناسفة خلال مداهمة استهدفت منزل أحد المطلوبين في ناحية الكرمة” إلى الشرق من مدينة الفلوجة.
كما أصيب اثنان من المارة بجروح في انفجار سيارة مفخخة مركونة عند منزل ضابط شرطة برتبة رائد في شرق مدينة الفلوجة، وفقا للمتحدث. وأكدت مصادر طبية في مستشفيي الرمادي والفلوجة تلقي جثتين و17 جريحا جراء هذه الهجمات. من جهة أخرى قتل المهندس في شركة نفط الشمال بلال رباح طه، في انفجار عبوة لاصقة مساء الأربعاء وسط كركوك بحسب ما أفادت به مصادر أمنية وطبية.
عدد اليوم
