الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

225 جريحاً و23 معتقلاً في يوم ثالث من المواجهات بالقاهرة

225 جريحاً و23 معتقلاً في يوم ثالث من المواجهات بالقاهرة
14 سبتمبر 2012
القاهرة، بروكسل (الاتحاد، وكالات) - تجددت الصدامات بين قوات الأمن المصرية ومتظاهرين محتجين على الفيلم المسيء للإسلام أمام السفارة الأميركية في القاهرة لليوم الثالث على التوالي حيث احصت وزارة الصحة سقوط 225 جريحاً، بينما تحدثت مصادر أمنية عن اعتقال 23 شخصا وإحالتهم الى التحقيق. وأدان الرئيس المصري محمد مرسي الفيلم المسيء، لكنه اكد ايضا رفض العنف واستهداف البعثات الدبلوماسية وذلك وسط تحذير الرئيس الأميركي باراك اوباما القاهرة بشأن أمن السفارة. وأعلن مصدر أمني ان قوات الشرطة المكلفة بتأمين مبنى السفارة الاميركية عملت أمس على اقامة سياج من السلك الشائك حولها لمنع وصول المتظاهرين الذين قاموا برشق عناصر الأمن بالحجارة والزجاجات الحارقة مما تسبب في اصابة ضباط وجنود بجروح مختلفة، كما قاموا بالقاء زجاجات حارقة على سيارتين للشرطة مما اضطر الى التعامل معهم بقنابل الغاز المسيلة للدموع لابعادهم عن محيط السفارة وإخماد النيران التي شبت بالسيارتين بالاضافة الى إحراق سيارة شرطة اخرى بشكل كامل تصادف مرورها أمس بشارع قصر العيني. وشهد محيط السفارة الاميركية اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن على فترات متقطعة منذ الليلة قبل الماضية حيث احتشد المتظاهرون أمام مسجد عمر مكرم في مواجهة قوات الأمن التي تمركزت امام مبنى السفارة وتبادل الطرفان التراشق بالحجارة فيما قامت قوات الأمن باستخدام قنابل الغاز المسيلة للدموع لمحاولة ابعاد المتظاهرين عن محيطها. وتصاعدت الاشتباكات لاحقا بين المتظاهرين وقوات الأمن المتواجدة في شارع عمر مكرم المؤدي لمقر السفارة، واسفرت الاشتباكات عن سقوط 225 جريحا قال احمد الانصاري نائب رئيس هيئة اسعاف مصر إن بينهم 216 تم اسعافهم في مواقع الاشتباكات. الى ذلك، قام وزير الداخلية المصري اللواء أحمد جمال الدين بزيارة تفقدية لموقع الاحداث والتقى قوات الامن التي تقوم بتأمين محيط السفارة الاميركية واثنى على جهودهم على الرغم من الاستفزازات التي يلاقونها من قبل المتظاهرين وطالبهم بالمزيد من ضبط النفس في التعامل معهم. فيما بدأت نيابة قصر النيل بوسط العاصمة التحقيق مع 23 متظاهرا اعتقلتهم الشرطة خلال الاشتباكات في محيط السفارة، وقال محام بمركز هشام مبارك لحقوق الانسان للقانون “إن عدد الذين وصلوا سراي النيابة من المتهمين 23 متظاهرا، لكن عدد من اعتقلتهم الشرطة غير معلوم وهو غالبا أكبر كثيرا”. موضحا أن النيابة وجهت للمتهمين عددا من الاتهامات أبرزها إتلاف ممتلكات عامة وخاصة، والاعتداء على ضباط وجنود الشرطة وإحداث إصابات بهم. وتعطيل حركة المرور. الى ذلك، نقل الرئيس المصري لنظيره الاميركي امس خلال اتصال هاتفي مشاعر استياء المصريين بصفة عامة حول الاساءة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، لافتا الى “ان افعال القلة المتجاوزة يمكنها أن تثير الكراهية وتساهم في اضعاف العلاقة الجيدة بين الشعبين المصري والاميركي”. لكنه شدد في الوقت نفسه على ان الدولة المصرية تمارس مسؤولياتها لحماية البعثات الدبلوماسية في كل مصر وترفض أي تعد على الافراد والممتلكات. وأدان مرسي الفيلم المسيء للرسول الكريم، مؤكدا “ان الرسول الكريم خط احمر لا يجوز المساس به، وكذلك المقدسات الاسلامية”، وقال “نحن المصريين جميعا نرفض أي نوع من انواع التعدي أو الاساءة الى رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي نفديه كلنا بكل أرواحنا ومهجات قلوبنا، ونعادي من يتعدى بالقول أو الفعل أو اللفظ”. وقال مرسي إنه أكد لأوباما ضرورة أن تكون هناك اجراءات قانونية رادعة ضد هؤلاء الذين يريدون أن يخربوا العلاقات وإنه يتوقع تأكيدات من الحكومة الأميركية بمنع أي انتهاك للمقدسات. وأكد مرسي خلال مؤتمر صحفي عقده في بروكسل حيث يقوم بأول زيارة رئاسية الى اوروبا “أن التعبير عن الرأي وحرية التظاهر والإعلان عن المواقف مكفول ولكن بغير تعد على الممتلكات العامة والخاصة أو على البعثات الدبلوماسية أو على السفارات”. وتابع قائلا “من واجبنا نحن ومن صميم ديننا أن نحمي ضيوفنا وأن نحمي من يأتي علينا من خارج أوطاننا وأن نحمي اماكن إقامتهم وأعمالهم وهذا واجب علينا جميعا”. داعيا المتظاهرين الى عدم الاعتداء على السفارات أو القنصليات أو البعثات الدبلوماسية أو الممتلكات المصرية الخاصة والعامة أو غير المصرية”. اما اوباما، فقال “إن الحكومة المصرية الحالية ليست لا الحليف ولا العدو للولايات المتحدة”، لكنه حذر من مشكلة كبيرة حقيقية في حال لم تؤمن القاهرة الحماية للسفارة الاميركية. وقال ردا على سؤال “لا اعتقد اننا نعتبرهم بمثابة حلفاء ولكن لا نعتبرهم بمثابة اعداء.. إن الأمر يتعلق بحكومة تحاول ايجاد طريقها.. لقد انتخبوا ديمقراطيا”. واضاف ردا على سؤال آخر “ان الوضع لا يزال غامضا ولكننا ننتظر كيف سيتصرفون حيال الحاحنا لتأمين الحماية لسفارتنا وطاقمنا الدبلوماسي”، واضاف “في حال تصرفوا بطريقة تثبت انهم لا يتحملون هذه المسؤوليات وكما كل الدول الاخرى حيث لنا سفارات، اعتقد ان هذا الامر سوف يشكل مشكلة كبرى حقيقية”. من جهة ثانية، اوضح مرسي خلال المؤتمر الصحفي مع رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو في بروكسل أن مصر تنتقل إلى مرحلة الدولة المدنية الديمقراطية التي تقوم على أسس تداول السلطة والفصل بين السلطات وضمان المساواة والكرامة الإنسانية لجميع المواطنين وتساويهم أمام القانون على أساس المواطنة بصرف النظر عن انتماءاتهم الدينية وتعهد بالعمل على تطوير حقوق المرأة والأقليات الدينية واحترام القيم الإنسانية والحريات. ووصف تحديات المرحلة الانتقالية بأنها صعبة ومعقدة خصوصاً الوضع الاقتصادي، مشيراً إلى اتفاقه مع رئيس المفوضية خلال مباحثاتهما على التعاون من أجل تحقيق التنمية في مصر وإن كان ذلك يحتاج إلى مزيد من الجهد والوقت. من ناحيته، تعهد باروزو بتقديم مزيد من الدعم الاقتصادي الى مصر، ورد قائلا “يمكننا زيادة برنامجنا للتعاون المالي مع مصر على وجه التحديد لدعم بشكل عام الجهود القوية من أجل الديمقراطية التي يلتزم بها مرسي”. وقال إن المفوضية عرضت منح مصر 500 مليون يورو (644 مليون دولار) كمساعدات مالية كلية إذا نجحت مصر في التفاوض على برنامج مع صندوق النقد الدولي. وقال رئيس الاتحاد الاوروبي هرمان فان رومبوي إن الاتحاد سيوفر لمصر مبلغ 449 مليون يورو للعام 2011-2013 كما انه مستعد لتقديم المزيد وذلك اضافة الى عرض باروزو مبلغا اضافيا بـ500 مليون يورو (640 مليون دولار) كمساعدة مالية شرط حصول مصر على قرض البنك الدولي وقيمته 4,8 مليار دولار ودعم للميزانية بقيمة 150-200 مليون يورو من اجل الانتعاش الاقتصادي. واضاف ان الاتحاد مستعد لبدء التفاوض مع القاهرة حول التوصل الى اتفاق تجارة حرة وعميقة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©