طهران: التحالف لن يستعيد استقرار أفغانستان بلا مساعدة إيرانية

اعتبرت إيران أمس أن الولايات المتحدة والقوى العالمية لن تتمكن من استعادة الاستقرار في افغانستان المجاورة بدون مساعدتها، مؤكدة أنها تدرس دعوة الولايات المتحدة لها لحضور مؤتمر عن أفغانستان يعقد في نهاية الشهر الجاري· وفي حين أعلنت واشنطن أن الرئيس الاميركي باراك أوباما سيوفد مجدداً نائبه جو بايدن غداً الى اوروبا لاستكمال المشاورات مع حلفاء الولايات المتحدة حول القرار المنتظر صدوره لاعتماد استراتيجية جديدة في افغانستان، قتل 17 أفغانياً أمس في تفجيرات متفرقة أحدها انتحاري في شرق وغرب وجنوب البلد· وصرح المتحدث باسم الحكومة الإيرانية غلام حسين إلهام أن ''الولايات المتحدة والقوى العالمية أدركت أن القضايا في أفغانستان لا يمكن حلها بدون إيران''· وجاءت تصريحاته غداة إعلان وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في بروكسل أنه ستتم دعوة إيران للمشاركة في مؤتمر على مستوى عال لبحث مسألة أفغانستان يعقد نهاية الشهر· وقال الهام إن طهران ستدرس هذه الدعوة، مضيفاً ''إذا كانوا يحتاجوننا فإنهم سيعرضون الدعوة ونحن سندرسها انطلاقاً من توجهنا لمساعدة أفغانستان بأية طريقة''· وتابع أن ''الاستقرار في أفغانستان من أولويات إيران''، مؤكداً أن ''أمن أفغانستان هو أمننا، وتقدمها هو تقدمنا واستقرارها هو استقرارنا''· وأضاف ''قضيتنا هي أفغانستان، وليست الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين وحلف شمال الاطلسي، هم ليسوا قضيتنا''· واتهم قائد القوات الاميركية في أفغانستان إيران أمس الأول بدعم حركة ''طالبان'' وحث طهران على الانضمام إلى الجهود الدولية الرامية إلى إحلال السلام في أفغانستان· ولدى كل من واشنطن وإيران العديد من المصالح المشتركة في استقرار أفغانستان المضطربة· وتعاني إيران كثيراً من آثار انتاج الأفيون في أفغانستان حيث يساعد انتشار الهيروين الذي يسهل الحصول عليه في انتشار الإدمان على المخدرات في إيران· كما يرتبط الإيرانيون بروابط أثنية ودينية وثيقة مع أفغانستان ويعارضون حركة ''طالبان'' الأصولية المتطرفة· وقالت صحيفة ''ايران نيوز'' اليومية الناطقة بالانجليزية إنه لا يمكن أن تنجح خطة أمنية في أفغانستان بدون مشاركة طهران· وأضافت أن ''طهران لديها معلومات استخبارية لا تقدر بثمن بشأن الجماعات الإرهابية النشطة في المنطقة ويتعين السعي إلى مساعدتها كعامل مساهم في استقرار أفغانستان''· وفي السياق صرحت واشنطن أن أوباما سيوفد مجدداً نائبه بايدن الى أوروبا لمواصلة المشاورات المكثفة مع حلفاء الولايات المتحدة وتقريب موعد صدور القرار المنتظر حول اعتماد استراتيجية جديدة في افغانستان، وسيتوجه بايدن غدا الاثنين الى أوروبا للمرة الثانية خلال شهر· وتأتي زيارته بعد المحادثات التي أجرتها وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في أوروبا هذا الأسبوع· وسيركز بايدن محادثاته في بروكسل الثلاثاء الماضي على ملف افغانستان· أمنياً قتل 12 شخصاً بينهم سبعة متمردين مساء أمس في أعمال عنف بجنوب افغانستان وشرقها· وقال حميد الله جواك المتحدث باسم حاكم ولاية باكتيكا (شرق) قرب الحدود مع باكستان إن الحادث الأعنف وقع في هذه الولاية· وأوضح ان ''أحد عناصر حرس الحدود قتل بانفجار قنبلة، وبعد ذلك رصدت قوى الأمن سبعة عناصر من طالبان عندما كانوا يزرعون قنابل على جانب الطريق وقتلتهم''· وفي ولاية زابل (جنوب) انفجرت قنبلة أمس لدى مرور سيارة تابعة لشركة بناء مما أدى الى مقتل مهندسين وسائق بحسب شرطة الولاية· كما توفي جندي أفغاني كان جرح أمس الأول في تبادل اطلاق نار مع متمردين، إثر نقله الى المستشفى· إلى ذلك أعلن مسؤولون أمس أن هجوماً انتحارياً على مركز للشرطة غرب باكستان أسفر عن مقتل شخصين· وقال الحاكم الإقليمي غلام دستجير أزاد إن انتحارياً يرتدي حزاماً ناسفاً فجر نفسه داخل مركز للشرطة في مدينة زاراني العاصمة الإقليمية لمنطقة نمروز شمال غرب أفغانستان، مما أدى إلى مقتل شرطي واحد ومدني· كما أسفر الانفجار عن إصابة ثلاثة من عناصر الشرطة في الهجوم الذي نفذه حسب ما قاله أزاد مسلحو ''طالبان''· في الوقت نفسه أعلن مسؤول كبير في الشرطة أن 200 قروي على الأقل قاموا بسد أحد الطرق في إقليم خوست جنوب شرق البلاد احتجاجاً على مقتل أربعة مدنيين أفغان على أيدي القوات الأميركية ليلة أمس الأول· وقال غلام معروف أحد شيوخ القبائل في المنطقة إن المتظاهرين كانوا يحملون نعوش الضحايا الأربع والذين لقوا حتفهم في إحدى القرى التابعة لمدينة خوست على أيدي القوات الأميركية·