الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بابا الفاتيكان يدعو من بيروت اليوم إلى حقن الدم السوري

بابا الفاتيكان يدعو من بيروت اليوم إلى حقن الدم السوري
14 سبتمبر 2012
بيروت (أ ف ب) - أعلن البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي أمس، أن البابا بنديكت الـ16 سيدعو خلال زيارته إلى لبنان التي تبدأ اليوم، إلى وقف دوامة العنف في سوريا وإلى وقف الدعم “بالمال والسلاح” لأي طرف. بينما وضعت السلطات اللبنانية كل أجهزتها الأمنية في حالة استنفار تمهيداً لهذه الزيارة التاريخية التي تأتي في ظل مخاوف من تداعيات الأزمة السورية على هذا البلد. وقال البطريرك الراعي في لقاء مع الإعلاميين في بكركي شمال بيروت عشية زيارة البابا، إنه بالنسبة لسوريا “نحن ننادي ونطالب، والبابا سينادي طبعاً بوقف دوامة العنف والحقد، هذه التي لا تجدي نفعاً، وأن يتوقف الذين يدعمون بالمال أو بالسلاح هذا الطرف أو ذاك” في النزاع. وأضاف البطريرك الماروني أن التحول الحقيقي يمكن وصفه بما تتضمنه هذه الزيارة من دعوات، لكنه ينبغي ربطه “بنوع خاص بما يسمى تلاقي المسيحية والإسلام، بكل ما تحمله هاتان الديانتان من قيم ومبادئ”. وتابع يقول “لأن الحرب لا تقام باسم المسيحية أو الإسلام، تقوم بها دول أو مغرضون أو مستأجرون. يحق لكل شعب في البلدان العربية وسواها أن يطالب بما يحتاج إليه من إصلاحات نحن معه، لكن أقول ينبغي أن تلتقي هاتان الديانتان بما لهما من قيم وأخلاقية لكي يوضع أساس لتحول عربي حقيقي”. ويصل البابا بنديكت ظهر اليوم إلى بيروت في زيارة تستغرق 3 أيام تنطوي على حساسيات كبرى في هذا البلد الذي تخيم عليه تداعيات الأزمة السورية. ورداً على سؤال بشأن الديمقراطية في سوريا، قال البطريرك الماروني بحسب ترجمة من الإيطالية إن “الحوار هو الطريق الوحيد للوصول إلى الديموقراطية. إذا كان أحد يريد الديمقراطية عليه أن يعرف أنه لا يمكن الوصول إليها عبر العنف”. وتابع “نحن مع الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية في العالم العربي، لسنا مع الديكتاتورية ولا مع الثيوقراطية” (الأنظمة الدينية). نؤمن بالديمقراطية ولا يمكننا أن نوافق على لغة العنف”. وأشار الراعي على سبيل المثال إلى تجربة العراق، قائلاً “رأينا ما حصل في العراق، الديموقراطية مهمة لكنها عن طريق العنف توصل إلى حرب أهلية”. من جهته، قال وزير الداخلية والبلديات اللبناني مروان شربل في مقابلة مع فرانس برس تنشر اليوم، إن “الأجهزة الأمنية مستنفرة وأجهزة البلديات مستنفرة والكل مستنفرون لزيارة البابا والتي ستكون واحدة من أنجح الزيارات في تاريخ لبنان الحديث”. وأضاف “لا شك أننا نعيش أجواء صعبة إلى حد ما نتيجة ما يجري في سوريا وما يجري حولنا، لكن الوضع مرتاح.. ولبنان بلد مستقر، ربما تحدث أمور في مناطق معينة ولكن الأمور تبقى تحت السيطرة”. وعلى مدى الأشهر الأخيرة، شهد لبنان المنقسم بين مؤيدي ومعارضي النظام السوري، سلسلة أحداث أمنية بينها اشتباكات مسلحة في الشمال وعمليات خطف، مما أثار مخاوف من إمكانية تدهور الأوضاع على خلفية الأحداث السورية. وكان الكاهن اليسوعي الأب باولو دالوليو الذي أجبر على مغادرة سوريا في يونيو الماضي، اعتبر أن زيارة البابا ستكون “خطيرة جداً” بسبب تداعيات النزاع السوري. ورأى الأب الذي أسس قبل 30 عاماً دير مار موسى الحبشي على بعد 80 كلم شمال دمشق وجعله مركز حوار بين المسيحيين والمسلمين، أن “الحكومة اللبنانية قريبة في الأساس من سوريا الرئيس الأسد”. إلا أن الفاتيكان شدد في أغسطس المنصرم على أن تبعات الأزمة السورية وعمليات خطف في لبنان، لن تؤثر على زيارة البابا. وقال شربل إنه “سيكون لكل جهاز أمني دور ينفذه” مؤكداً أن”الجيش والأمن الداخلي وجهاز الاستقصاء والتحري والأمن العام وأمن الدولة”، ستتولى حماية الزيارة الأولى من نوعها منذ زيارة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني إلى لبنان عام 1997. وأشار إلى أن السلطات اللبنانية تعمل على خطة أمنية خاصة “بزيارة البابا التاريخية منذ 3 أسابيع، وهي خطة باتت جاهزة بعدما وضعت اللمسات الأخيرة عليها”، رافضاً تحديد عدد العناصر التي ستشترك في هذه الخطة. وأعلن الوزير أن “استخبارات وعناصر أمنية جاءت من إيطاليا حتى ننسق بين بعضنا البعض وتأخذ فكرة عن الاحتياطات التي اتخذناها”، مشدداً على أن “الأجهزة الأمنية ستتولى الأمن بالتنسيق مع أجهزة الأمن الخاصة بالبابا”. وفيما قال شربل إن “الطرقات التي سيسلكها البابا ستكون مغلقة أمام السيارات”، أعلن الجيش اللبناني في بيان “عدم السماح ما بين 7 و17 سبتمبر الحالي، ضمناً للطيران الشراعي بالتحليق في منطقة جونيه ومحيط مقر إقامة البابا في السفارة البابوية - حريصا”. وأكد البيان أيضاً “التشدد في تطبيق قرار وقف العمل بجميع تراخيص الأسلحة وحمل الأسلحة في مختلف المناطق اللبنانية باستنثاء مرافقي” شخصيات سياسية ودينية. وكان نائب الأمين العام لـ”حزب الله” نعيم قاسم استقبل الخميس الماضي وفد اللجنة المنظمة لزيارة البابا مؤكداً مشاركة الحزب في أنشطة الاستقبال واللقاءات المختلفة. إلى ذلك، أبدى مسيحيو حلب الموجودون في لبنان أملهم في أن يحمل البابا رسالة تشجيع لأبناء هذه الطائفة للبقاء في أرضهم، وسط مخاوف حيال مصيرهم مع استمرار العنف الدامي في بلادهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©